حاد الطباع
تحفّز النصر بما يجب من معسكر ومال منح للاعبين، أيضا مازال الأهلي يفرح ويتأهب، فمن قطر إلى مصر جاء مؤشر النهائي الكبير بينهما، الأمر أشبه بالـ طوارئ في الطرفين، " ويحتاجها " كل فريق، فالأهلي لا يتمنى تحت أي ظرف أن تهبط معنويات الدوري بتفريط في بطولة بلغ طرفها باستحقاق، والنصر ينظر للأمر كإنقاذ موسم بكأس ثمينة ليشاطر الأهلي والهلال " بيس أو ف كيك الموسم"، لاحظ أن الحديث عن النواحي الفنية يرجح " أحد "، ولكن الترشيح ليس حقيقة أمر ما داخل الملعب من كافة إكسسوارات الحفلة، ومنها من يتوقع " لك"، ومن يراهن عليك، هالة الأهلي في موسم بأكمله وهو يتجاوز الجميع، فيما النصر في منطقة بعيدة عن "الحسد" طالما بظروف معنوية كالتي أوقعته في مركز لا يقبله أنصاره بسهولة وهو الذي عام "البطولتين" القريب، من تخوفات كهذه أن يذهب الأهلي لمبالغة في فرح الدوري قد تجعل فريقها " يُقهر" أمام النصر، ومنها أيضا من يستبعد النصر عن مجابهة قوة مفرطة في أهلي كهذا كان للتو "البشوش" بمفرده، منها أيضا أن قال لي مقربون " الدوري وخذاه الأهلي ماذا يريد ؟"، لم يقل مثلا ماذا أراد نصر العام ببطولتين، وهو ذات السيناريو المتشابه في أغلب دوريات العالم هذا الموسم فمن حقق الدوري ظفر بالكأس، ولكنها ليست " قاعدة " فيما هي أقرب لحالة عدوى قد يصاب بها الأهلي ليكتمل موسمه كما يريد، غير أن بين هذه وتلك " نصر" يعاني، طموحه أن يتماسك سريعا، ويخطف الموسم في جهد 90 دقيقة ويردد بعدها: لستم أفضل مني فأنا أيضا حققت بطولة ثمينة.
هذه إنشائية مفترضة لمقال يصب في نهائي كبير، ولكنها ليست خلاصة فاتورة الحساب بالكامل، ومنه العنصر ونظيره العنصر والمدرب ونظيره الذي يخطط بذات القدر من التركيز، ولكني قلت: إن الناحية الفنية ترجح الأهلي، ومعنوياً ترجح النصر، فيما كل تلك "السواليف" خارج إطار العشب، وليست أمام كم الجمهور الذي يؤنب ضياع الفرصة، كنا في السابق "صحافيا " نكتب تقديم المباراة وفق من وماذا وكيف، ولكنك الآن تسمع " كافة الكلام"، تشاهد أيضا مخطط سير الفريق، تستعيد في "يوتيوب" كيف أخطأ من بحق ماذا، ماذا على الجريدة أن تكتب وبالتالي على كاتب المقال أن يرتكز، أقصد لا يوجد سوى رصد حالة عمل، وتلميح وتصريح بعض من هنا ضد هناك، غير أن الأجمل أن تسرد أرقام من فاز أكثر، وهذه أيضا "أرشيف"، فيما الأماني هذه المرحلة قد هي أجمل " التناول"، وأنت لا تعلم من سيقف مع الأهلي بعد " إيلامه " لفرق أنديتهم، ومن مع النصر على إثر هذا " التحول " فيه " منه إليه"، كمستوى فني، كحركة كراس، كمرافقين بتلك الكثرة في رحلة تأهبية أو مباراة نصر، بل وكمن ليس معه فيما هو النصراوي ولكنه على مضض ما من واقع كان يعتقده أن يستمر أقوى، ولاتبتئس إن قلت إن في الأهلي ذات "الود" وبطمأنينة "دوري" منحه ذات الشعور بالسعادة كنصر العام، ما الذي سيؤثر على ماذا هذه المرة؟
قلت: "الثقة"، وهذه في الأهلي أكثر بروزا وهو لا يخسر، ثم دكة من يحتاط ، وهي أيضا في الأهلي "ثرية"، ثم المدرب، والناس تقول: "جروس "، خط الدفاع هذه أيضا للأهلي، الهجوم، وله أيضا ذلك السومة، غير أن من العدل ألا تنسى الوسط، والوسط الذي أقصده "عقلانية " التعامل مع النهائي كما يجب، فمن ذات المضمون النصر تعادل والأهلي في آخر لقاء جمعهما في الرياض ولو أهدر الأهلي ركلة جزاء في وقت قاتل، ولكنه استطاع أن يهذب اندفاع الأهلي ويهدر بدوره " كماً " لا بأس به من الفرص، ثم إن كرة القدم وفق هذه الحسابات قد لا تمنحك العرش طالما " تكاسلت " أو اعتقدت " الخطأ " أو يقين " التفريط " أو بقيت في " النشوة " فيما عليك "مهمة جديدة "، وهذا أشبه بتحذير للأهلي، ولكنك في المقابل تتحدث عن فريق بطل كالنصر ما يعني ألا تستهين بتراكمه، ولا بتعامله مع الأحداث، وبالتالي لك أن تقلب وجه عمله التحذر للأهلي منه.
إنما أن نستمتع بنهائي جميل يلخص أمر موسم كروي سعودي ـ حاد الطباع ـ وشديد التقارب، فالهابط هزم الأهلي والهابط الثاني قاومه، ما يعني أن النصر سيفعل أكثر منهما لأنه بطل العام، وفريق " الوزن / الكبار"، ولكنه الأهلي أيضا، قال أنصاره: هذا زمنه، وفي الملعب القريب الجوهرة أو يوم الأحد إما أن يكمل زمنه، أو يتوقف على بطولة الدوري، أقول شيئا واحدا فقط ويصب في أنها "مباراة دسمة الأشياء"، "صعبة المنال"، ولو كانت 90 دقيقة .. لأنها باختصار خطف الثمرة .. إلى اللقاء.