2016-04-28 | 02:38 مقالات

نصف كأس

مشاركة الخبر      


.. ماذا بعد الدوري من " تقليل"؟ قلت: وقد حققه الأهلي مجددا، كيف سيتقادح الأضداد النادي الأهلي مستقبلا؟ هل سينعت بما أقل فيما هو الـ"عملاق"، وتشير إلى ذلك أغلب أرقام الموسم كعمل، وليس التاريخ فحسب؟ بل ـ وكحظ يفلق الصخر ـ طالما الزويهري مساعد رئيس الأهلي بهذه السعادة عطفاً على صعوبة ما تحقق، فيما رؤساء الكثير من الأندية تعثرت فرق أنديتهم، وأستثني من فاز ببطولة هذا الموسم، ولكن الأهلي كأرقام: "خسارة واحدة، بطولة دوري، هداف الدوري منه، سجل كأحد الأندية العالمية التي لم تخسر كرقم قياسي، أكثر جمهور في الملعب، أعلى صوت " وأحتفلت الناس به بمختلف توجهات ميولها بل وقالت: "يستحق"، وهذه يصعب انتزاعها من فم مدرجات وجماهير مناهضة، لا تكاد ترى آخر في ظل " ما يغرد"، وينحاز بفطرة عاشق كرة قدم أو ميول، ليس الهدف أن أطري الأهلي على حساب أحد، بقدر ما أشير إلى " ثباته " ونضجه في تجاوزالصدمات التي أحاطته بشكل "مُرَكز"، ولكنه في كل مرة يذهب للأقوى، ويهزم كافة الكبار بكم وافر من الأهداف، هذا يعني أنه لم يعد يستسلم لقوة خصم، أن منظومته في مجملها " الفريق النجم"، وليس حالة " اللاعب الكبير بمفرده"، فلو قلت: السومة ستتذكر شيفو، والمؤشر، والمقهوي، وباخشوين، وتيسير، وفيتفا، ولن أستثني من بقية لاعبيه إلا ماركينهو، طالما رأيتهم في الملعب بمثل هذا التركيز والروح على أن يتحقق الهدف، قلت: ما شاء الله ـ ومثل هذا الرأي يسبق مواجهة الهلال غدا في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، أزعم أن من سيكسب فيها، لن يكون صيدا سهلا لأحد في النهائي، قلت: أزعم، ولكن كيف يستغل هذا ذاك؟ كأن يواصل الأهلي ضغطه على الهلال، كإمتداد لطول نفسه في الدوري، أو أن يكون الهلال ـ هو ذاته ـ بطل نهائي كأس ولي العهد، فيحول خسارة الدوري إلى تأهل للكأس، بعد أن يلتئم مجددا، ويجابه أهلي الدوري بشراسة تذكر؟
الأهلي ـ في ظل معطيات مباراة الدوري ـ "يستطيع أن يكرر الفوز"، سيما وهو يهدر كماً كبيراً من الفرص أمام الهلال في ليلة فوزه بنقاط أمان دوري المحترفين، كان أقوى منه، وأحرص في الشوط الثاني، ويُسَجَل للهلال الشوط الأول، وهذا التضاد يقود أحد ـ المدربين ـ للوقوف على ما أخطأ لينصلح، أو تعديل الجيد، ليبقى المنتصر، وبالذات في الأهلي، ولأنني لست المدرب رأيت أن المباراة لم تكتمل، وأن شوطها المُرجح كسيطرة، مباراة نصف الكأس، الهلال يريد ثلاث بطولات هذا الموسم وفعل " اثنتين"، الأهلي يريد " اثنتين " وحقق واحدة، ولكنها كرة القدم، تخدم من يخدمها، فلم يعد للهلال "فوبيا"، بذات القدر التي كانت في السابق والأهلي ينتصر عليه في الدوري بتلك القسوة مرتين، والأهلي وفق نتائجه مع كبار الدوري يعدل النتيجة في أي وقت، ولكن الهلال بطبعه يلتئم، قد يستفيد من فقدان الدوري بالتأهل كأس ثمينة وثالثة، إذا ما أدرك الفوز على الأهلي، في مباراة ـ نصف كأس ـ أو الطريق للقمة، ولا تستبعد "الترجيح" بركلات، أو أي حسابات ليصل طرف على حساب آخر، وإن كنت أعلم سلفاً أن أغلب الأهلي والهلال يحسمان النتيجة في شوطي المباراة الأصليين.
ماذا يبقى؟ أن يسيطر " أحد على أحد"، أن يؤكد الأهلي، أو يذهب الهلال بعيدا لينهي موسمه على اكتساح كؤوس، وفي الحالتين ثمرتهما (الأهلي والهلال) هذا الموسم لا بأس بها، سباقهما جميل، وأسجل أيضا لإدارة الأهلي أن حقق "فريق شبابها بالنادي" دوري كرة القدم أيضا، وسط صمت الزويهري، وهدوئه الذي حقق ما لم يتحقق من زمن طويل بأقل ضجيج، وبإشادات لافتة على روعة " التفاحي" الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، فيما كان ذهب كُثر لإقالة جروس على إثر هزة، ونجحت مساعي الأهلاويين، وفي مقدمتهم رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله، ثم طارق كيال، في أن يبقى ليتحقق الأهم، ولو بشكل مؤقت وكان حلاً ذهبياً، جاءت معه بطولة جديدة للدوري، قد من باب أن يكون الأهلي " ديجتال " أو " باللمس"، لأن ما في دولابه أرقام قديمة بالنسبة لهذه البطولة، فكان " التحديث أو الريفرش " فيما كأس ولي العهد كانت له في العام الماضي.
من كل هذا لا تستطيع أن تفكر في أن يخسر الأهلي، ولا أن يتلقى الهلال " هزيمتين " بسرعة محلياً، فيما خسر للتو آسيوياً ثم محلياً وبذات التتالي من الهزيمة، ولكني أتحدث محلياً، ثم إن الأقوى فنياً " الأهلي ـ عطفاً على آخر مباراة جمعت الندين في جدة ـ ثم إن مدرب الهلال يشعرك بالمغامرة، لا يستعين كما يجب بمن يجب ـ وهذا رأيي ـ ولو قلت: لا علاقة لي بالأمور الفنية، النواحي النفسية مرتفعة في الأهلي، قد يتحول الهلال لأكثر جاهزية، وإداركاً لأهمية أن ينتصر مجددا على الأهلي، ولكن هل يوافق السومة والمقهوي ومعهما قد يأتي هذه المرة فيتفا أو آخر يسدد عن بعد؟ ماذا لو غير جروس عناصره؟ لو أشرك بدلاء؟ لو الكثيرة تلك، أجيب: الهلال قطعاً سيغير أيضا، ما يعني أن تشاهد مباراة " بِنَفَس مختلف"، ويسعد الناس، وهذا هو الأهم، قطعاً سيحاول الأهلي استغلال الهلال، والهلال سيسعى لرأب الصدع، فقد أدرك شراسة خصمه هذه المرة " وتألم"، ولكن كيف عليه أن ينزع ثقة ـ بطل الدوري ـ منه بهذه السهولة ..؟ أم "المتعة" هي .. تلك المباراة غداً .. إلى اللقاء.