2016-03-03 | 02:16 مقالات

كم معه يتمنى الهزيمة؟

مشاركة الخبر      


أن تهدأ (حل)، ولكن لا تكابر، وأنت تدرك أن من أمامك بردة فعل غاضبة، كالتي في مدرج الأهلي، ولو كانت عاطفية ولا تصنع قرارا، ولكنها تستاء بهذا القدر مما عُوتب به الرئيس في المدرج، وبذلك الكم من تراجع قناعة في مدرب، ومن يأس طال الأغلب بأن " الدوري لم يعد في طاولة المبادرة كما في السابق"، آراء كثيرة ذهبت لانخفاض روح اللاعب، وهذه صحيحة جدا طالما لم يعد ذات المقاتل، بل و"يتمنى أن يخسر كي يعود الفريق لسابق عهده"، وهذه جديدة بالفعل، أن يتمنى لاعب "خسارة فريقه"، وبشكل معلن، بهذا القدر من الهزيمة، التي قد تعيد ترتيب الأشياء، بل ويدلل تصريح كهذا أن (الحوار) غائب في الأهلي، وأن لا شفافية تذكر طالما هذا البوح للاعب بعد مباراة قال الناس عنها فرصة أكيدة من عدة أخرى مهدرة، يتقدم بها الأهلي للصدارة، قلت لنفسي: كم معه يتمنى الهزيمة؟ وألا توجد مبادرة غير هذا الخطأ في حق المدرج، أين تهيئة اللاعب، أين (كثيرة)، ولكنها ليست (رأس الأصلع)، من وجهة نظر عقلانية في وقت كهذا ـ أكتب هذا المقال يوم الثلاثاء أو أمس الأول والأنباء تتواتر عن تغيير المدرب ـ وأكمل: عدد هزائمه قليلة، وتقترب من عدد ركلات جزاء أضاعها (محترفون) في مباراتين مهمتين مثلا كالتعاون والنصر وهما بكل ذلك الكم من الاحتراف والملايين (ماركينهو وفيتفا)، لو سجلا لكان جروس بخير الست نقاط.
ثم إن أي عقد يلغى بعد بهذلة والأهلي لم يتبهذل ولكنه فقد شيفو، ولا تعلم ماذا البصاص، أو عدم الزج بلاعب كالمقهوي في مباراة أمام الهلال، هي ذاتها عدم مناورة جروس بالعريس السومة، وتراجع أداء لاعب، ولكنها في مجمل الأمر ليست كافتها رأس السويسري إن أقيل البارحة، بل معه (قوم حولهم ماء)، يفسرون الأشياء بتبادل التقصير، أو بتدخل لا يذكر أو لا ينقل كما يجب لصانع القرار، ما الذي منع مهند مثلا من بث شكواه مسبقاً، ما الذي جعل الأهلي يتمنى الهزيمة فيما في تاريخه لم يظهر مقاتلا فيه بهذا القدر من التسامح مع الألم؟
ثم هل دور اللاعب أن (يتمنى) أم ينفذ ما عليه، وهذا لكل من يرتدي (الفانيلة)، ويصب في أنهم يتحدثون في كل شأن ما يعني غياب الدور المؤسس للفعل بفريق العمل أو من ينفذ ماذا وأين، من يتحدث، من ينفذ ركلة الترجيح، من يهيئ، من يفكر في استغلال فرص نتيجة يقدمها له الآخر على طبق من ذهب الدوري؟ وعددها كثير، أمام التعاون، الخليج، النصر، ثم نجران، وقبلها كثير أيضا لو تذكرت الفيصلي، هذه اللغة (المحاسباتية) غائبة على ما يبدو، ولكنها تكشفت بتمني الهزيمة، ثم التفكير في حلول أهمها الأمير فهد بن خالد ثم طارق كيال، وكان بالإمكان ذلك منذ مغادرة مروان دفتر دار كدور، وباسم أبو داود كمحنك، وهذا ليس خطأ أن يتدارك الأهلي كل ذلك، ولكنه في ذات السياق لا يجب أن يؤدي ذلك لقرارات مستعجلة ومنها إقالة جروس مثلا، ما قد يحدث ربكة في منظومة الفريق بأكملها، لأن "جروس لو استمر"، في المعمعة فيما البديل أيا كان خارجها، وسيختبر كافة الحالات، وسيعدل، ويسعى لإقناع الناس بفكرته، وهذه أكثر من عدد مباريات الدوري المتبقية كوقت.
أتذكر أن الأهلي في بدء جروس كان مع فكرة: الثبات أو (العمل الطويل مع مدرب ولو لم يحقق للأهلي شيئا)، ولكنه أحرز كأس ولي العهد، وكان وصيف الدوري الماضي، وهو الآن ثاني جميل للمحترفين، ولا تستطيع فصل توجيهاته عن أداء لاعب تراجع أو سدد ركلة جزاء خارج النقاط، أو ثالث يتمنى أن توقظ فريقه الهزيمة، هذا منطق عقلاني فيما العاطفة ستبعثر الكثير من أوراق الأهلي المستقر لو على (التعادل) وكان لا يثق في الفوز كما يجب قبل جروس، ولابد وأن تصدق ذلك، فكم تكره أهلي (منظومة أسماء من لاعبين) مروا على "فانيلة الأهلي" ولا تطمئن معهم لفوز عادي أو حتى لتعادل، وأتمنى ألا يقيلوه، وإن خاب التمني فأعتبر الأمر من وجهة نظري خطأ فادحاً.
إن فكرة جعل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بمنظومة محددة من الأسماء لا ترتبط بالرئيس "عقلانية " جدا، وفق معطيات نسبت له كافة التقصير، طالما الأمير فهد أقرب ومعه الكيال لضخ روح جديدة تواكب مرحلة متبقيات الدوري، غير أن إقصاء جروس ـ إن كان حدث ـ سيكون قرارا خاطئاً، ومعها وأقصد الفكرة، أن (يهدأ) المدرج، ثم إن كافة أندية الدنيا تخسر وتهتز وتصحح، فالهلال مثلا يتصدر بهزائم، والاتحاد يتقدم وكان يخسر، والأهلي يتعادل ويفوز ولكنه خسر مرتين ولم يكن الارتباك في الهلال مثلا بما اتسع في الأهلي أو تقربع، ولا التعثر في الاتحاد هو الذي غيّبه عن الضوء، النصر بتسعة تعادلات حتى الآن تحول أمام الأهلي .. أن (يلملم) الأهلي ما تبعثر عملية قيصرية، ولكن قبل كل ذلك أن (يهدأ)، ليرى أوضح، ويحل أدق .. إلى اللقاء.

علي الشريف - مدير التحرير - alialsharef22@yahoo.com