الخسارة تلغي العقد
طبعاً قلب الهلال والأهلي على "كأس" غدا الجمعة، فهي بطولة ولي العهد، وهي كافة الرعب بين الندين المتنافسين، كافة التشفي، مأزق من سيفلت منه الدوري، وما كان من حالة شك أو مؤامرة، وفق نوايا تصب في أحد "يخدم" على آخر، هي جروس "الذي"، وجورجيوس "التأفف"، ومهما جمعت من تفاصيل تحتشد، النهائي وفق معطيات الطرفين صعب جدا، لا تعلم معه من سيدفع آخر للهاوية، طالما فنياً المدرب والمدرب في فكرة الجمهور لديهما من عدم التوفيق الكثير، كسوء استبدال، أو تغييب عنصر ما في لحظة كان يجب فيها، فالهلال أمام التعاون مثلا لم يكابر بالشلهوب، وهي ذاتها في الأهلي مع المقهوي الذي تأخر إحلاله ليكون رمانة التوازن، ولو قدمت كشف حساب الأخطاء الفنية لقلت الكثير من وجهة نظر المتابع، وليس المتخصص في علم التدريب، ولكننا من كثرة مشاهدة كرة القدم صرنا "نحفظ " الكثير من حيلة التصرف، وسرعة المناورة بـ ما، وتطيح بآخر.
الأهلي مثلا في الدور الأول من الدوري كان مكتسحاً للنصر، وفي الثاني تعادل وأهدر ركلة جزاء، هذا لا يعني تواضع النصر بل كونه أفضل بكثير من ثاني الدوري وتسأله: أين كنت في الجولات السابقة كنصر، فيما المدرب المؤقت، وليس البعبع واللاعب في أغلبه ذات اللاعب؟ وإن عكست المعادلة لوجهت للأهلي ذات السؤال: ما الذي تغير أمام النصر الذي كسبته في وقت ما بذات أغلب العناصر والمدرب؟ وكل هذا الآن في سياق أخطاء ما حدثت، وأنهاها التعادل ورفض الأهلي عدة مرات استثمار تعثر الهلال وبالتالي وضع "فارق نقاط ما" يبتعد بها عن الهلال، فلا تكفي النقطة الـ39 بعد الـ40، وخلف الهلال والأهلي الاتحاد المتفائل، النشيط، الذي يركض بضراوة.
قلت: سأبقى في كأس الجُمعة، وكيف أن الهلال أخر الشلهوب وحافظ عليه، والأهلي بدوره لديه كم غائب، ولكنها مباراة كأس، ليست "شو" أو استعراض، بل تأمين خانة وعدم تفريط، وبالضرورة أن تغلق تلك الشوارع الفسيحة في دفاع الطرفين، التي شاهدنا التعاون والنصر يصولان ويجولان فيها لينتصر ويتعادل، هي ذاتها "روح" الطرفين أداء وقتالاً، وفي محصلة الأمر "لياقة، مخطط، دور، تنفيذ"، من الذكاء أن يفكر الأهلي بشكل مختلف في هذه المباراة أبعد من الدوري، ومنه أن يتحفظ الهلال لكي لا يخسر، فغلة الأهداف أو الاستعراض لا يأتيان بكأس وإن كنت أنت الضاغط والمبهر وحالة الضوء، هذه بديهيات في عالم التدريب، لكن الحسابات مختلفة، ولو نفسياً من هزيمة قريبة للهلال من الأهلي في الدوري، ومن تفريط نقاط ومستوى متوعك للأهلي أمام النصر، ما يعني أن من يتأهب نفسياً سيكسب، التركيز حل المعادلة، هو ذاته من ينفذ ركلة جزاء أو ترجيح، وهذه إن آلت للأهلي وأقصد خلوص المباراة للترجيح لا أتوقعها وفق "حظه الكبير" ستمنحه الكأس، بل وفق " ماركينهو وفيتفا "، فيما لم أنس كيف أن كافة ملايينهما لم تسجل ركلتي جزاء أمام الأصفرين التعاون والنصر مثلا، هذه أيضا توحي لك بضرورة ما سيغير كل طرف في حساباته، الأرض والجماهير هي ذاتها، طالما الفريق ينتصر في أي مكان، والأجواء هي الأجواء، وتبقى الروح والتهيئة، الرغبة والتقصير.
من عدل المقال ألا ينحاز، ولا أن تكون ككاتب من المبشرين بهزيمة أحد، قد هذه رؤية ما أحاول أتقنها مؤخرا طالما الفارق نقطة بين هلال وأهلي دورياً، بل وأشياء كثيرة تبدلت في طرف الأهلي، ومثلها في الهلال، ولو مارست النقد عليهما لقلت الكثير في جوانب عدة، لكن ذات العدل لا يستشرف تفاصيل الأزمة في إدارة وإدارة، ونفسية لاعب وآخر، وروح هنا متعادلة وأخرى للتو خسرت، وبالتالي تحاول أن تشير إلى أغلب الزوايا، تلك التي منها من يتأثر بماذا؟ ومن ينسى الهزيمة أو التعادل ليحصد بطولة، تلك التهيئة لـ"فرح"، وأقصد فهم "فكرة إدارة المواجهة" لصالح طرف على آخر، ومنها الثقة وتحديد الأدوار، من يسدد ماذا على من دون أن يصر "فيتفا" مثلا على تنفيذ ركلة، وهي ذات المعادلة أوالقائد داخل الملعب، والمفكر في سياق الفريق، ولك أن تصدق يخسر الهلال "لغياب المفكر في وسطه " وأقصد الشلهوب، وتعادل الأهلي لأن القيادة لديه داخل الملعب لم تحسم حتى قرار تنفيذ ركلة جزاء، هذا ما رأيت فيما أتابع مباراة كل طرف وأتوقع فوز أحد .. هي ليلة لن تنسى غدا .. هي الكأس .. و"الدوري" أيضا وفق تعزيز نفسي ما بفرض لغة هيمنة تلك التي "النَفَس الطويل" .. الهزيمة دوماً ستلغي عقد مدرب أحد .. إلى اللقاء.