الضمكاوي لا يترك مكانه فارغاً
وضمك "النادي" كبير، لا تصدق كم يحبه الناس جنوباً، ولذا رأيت مدرجات "المحالة" مليئة بالجماهير، غير أن مشاكل الأندية الصغيرة أكثر من حجم الاستيعاب وهي تعاني من فظاظة قلب رجال أعمال، ومحبين، ومنتمين، لا يقدمون المال إلا فيما ندر، وأتحدث عن ضمك كصديقي الذي أعرفه جيدا وهو من أحد الجيران لي في مدينة كضوء الشمس خميس مشيط، لاحظ أن أغلب الإعلام لم يسلط الضوء على ضمك إلا في لحظات ما، فيما هو الصاعد الجديد، والمشاكس لأندية كبيرة لم تتجاوزه كما يجب، فالهلال في يوم ما فاز عليه بهدفين لهدف، والأهلي للتو بهدفين لهدف فيما هزم النصر ذات يوم على ذات " المحالة "، وهذا لا يعني أنه لم يخسر بنتائج أكبر، فأذكر الأهلي ذات أحمد الصغير (رحمه الله) ودابو (شفاه الله) سجلوا أهدافا ثقيلة في شباكه، ولكني أتحدث عن رغبة وطموح أقل كإمكانيات أمام أكبر أشبه بالـ"فل أوبشن"، ومع ذلك كان ضمك أمام الأهلي رائعا، ومتحركا، ومناورا، ومسجلا، ويكفيه هذا الكم الذي ملأ الملعب كأنصار، فيما أندية تصنف ككبار لم تملأ كراسي مدرجها منذ عشرات الأعوام فيما يحقق فريقها الأول بطولات دوري وكأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين، وهنا تسأل: لماذا ضمك هزم تلك المدرجات برغم قلة الإمكانيات، لأجيب يا سيدي: " بأنه الحب"، تلك العلاقة المكانية وغير المكانية بأنصار النادي، هي أيضا أولويته في ألعاب القوى، وفي أن كان صدر أول لاعب للمنطقة "محمد سويد "، ثم تراجع، لبخل وشح رجال أعمال هم جدا أثرياء على مستوى المنطقة فيما لا يدعم النادي إلا كم " أسرة " تقف دوماً وأبدا ومعه، وكم مخلص لا يود ذكر تبرعه، ولكنهم في مقابل الكبار كأندية وشرفيين لا يكادون يذكرون، ومع ذلك توزع حب ضمك على المدرج فلم يترك فارغا، وهنا لا تحزن على خسارة فريق لمباراة أمام أكثر منه خبرة، وتفرح على أن جاء هذه الحفاوة في الناس، وبشكل يشير إلى تصاعد رقمه الجماهيري، في وقت لو غاب أي ناد عن البطولات لتسربت الجماهير إلى خارج إطار الملعب، ذلك الكم من فوق الأشياء وفي الكراسي وخلف الملعب يستحق أن يشكر، وأن أيضا يذكر بحضوره الجميل، فيما أعرف جيدا أن النادي يحتاج الكثير من الدعم شرفياً ومالياً ومعنوياً وفي منطقة هامة كتلك التي جنوب القلب من الوطن.
ثم إنني استمتعت بالمباراة، فهي خالية من الرعونة، وفيها الكثير من المقاومة وعدم الخوف من "بعبع" الأهلي الذي لا يسخر، وهذه ناحية نفسية ومعنوية جيدة، وواضحة اتضحت على أرض الملعب في كل لاعب ضمكاوي، فيما الطبيعي جدا أن يكون بدوره أنيقاً، متمكناً، متفرداً، متمرساً، وأكثر قدرة على الأداء طالما ليست لديه العوائق الفنية والمالية أو حتى التحضيرية، الجهد الذي يذكر لمن هم أقل من الند المنافس، فضمك في تعريفي الدائم ناد كبير مثله مثل الأهلي والهلال والاتحاد والنصر وبقية الأندية، طالما لا يخسر بسهولة، ويأتي له الناس بهذه الحب والتدافع، ولكني أعيد صياغة الأمر بشكل: "هذا النادي الكبير بلا دعم مكتمل "، وضمك إن سخرت له إمكانيات ممن ينتمون له ومن الحريصين عليه سيأتي أفضل، وهذا هو التوقيت الأنسب ليصبح في الممتاز، ويأتي بشكله الرصين طالما جاء التخطيط لذلك بشكل مبكر، ولو أشرت لكم أسرة تعين النادي على قضاء حوائجة فلن أستثني أحدا مما قدم، ولكني أبتعد عن شخصنة النادي بأحد، وإن كان من موروثة وثقافته وأصالة أهله أن أمرهم شورى بينهم ، ولكني أتحدث عن العمل الشامل المعمق المخطط له سلفا ليصبح النادي "ممتازا "، ويتطور أكثر، وخلفه هذه الجماهير الغفيرة التي ملأت الملعب، هم يستحقون من أهل ضمك أن يصبح ناديهم في أفضل حالاته، طالما جاءوا بهذا الكم ويعلمون سلفاً أن الأهلي صعب المراس، هم أيضا بمثل هذا الطموح يستطيعون أن يجعلوا ضمك في مقدمة الركب، لاسيما ومن ضمك خرجت كفاءات ولاعبون وأبطال على مستوى العالم في لعبات تذكر .. ولكنه الإعلام لا يسلط الضوء بما يعدل أو يمنح الأشياء مكانتها .. فقط سعدت جدا بضمك أمام الأهلي الذي لا أتمنى أن يهزمه أي فريق من باب عاطفة ما، ولكنه العدل .. برافو ثم إن مما أعلم سلفاً ونحن صغار أن كنا: بكرة مباراة " الضمكاوي لا يترك مكانه فارغاً " ونقصد كرسي المشجع .. إلى اللقاء.