2015-12-03 | 02:41 مقالات

يجب أن تثق فيك

مشاركة الخبر      

الفرق الصغيرة هي التي تتأثر من إيقاف لاعب، هي ذاتها التي " تخاف " فلا تنتصر، وتهزم نفسها قبل المباراة، وهذا ما لا يجب أن يحدث في الأهلي، أو غيره من فرق الوزن الثقيل، فكم من الحالات قهرت الظروف، وكم من فرق أندية لعبت بنقص " فارع"، ولم تنحني قامتها داخل ملعب المواجهة، إنما أفسر كم " هشاشة/ اليقين " في أحد غادره لاعب أو أوقف منه، فيما كان يقنع الأغلبية بأنه الـ "مخيف"، وقد تتفق معي في ذلك، كون أي فريق سيدخل الملعب بذات عدد اللاعبين بما فيهم حارس المرمى ومدرب يقف على خط " التوجيه "، ولكنها الهَالة تهزم البيَادق، وتحطم معنوياتهم وتقنعهم بنصف الهزيمة المبكرة، ولذا يأتون للمواجهة بدون " بروتين".
إن مثل هذا الشعور لو حدث مثلا في الأهلي أمام أندية أخرى فيما يفتقد للاعبين، ينفي صراخ أن كان يفوز بالسبعات والستات في معسكره الخارجي، فذاك الأصغر الذي هزمه في المعسكر ليس أسوأ حالا من أندية وسط هنا، ولا تحظى بذات منطق أو تكنيك التدريب وكرة القدم، أو أن الأهلي لا يثق في نفسه، فيما ينتصر ويتعادل منذ أكثر من عام، وهي ذات أن تفكر أن يكون أحدث هذا الفعل التراكمي من عدم الخسارة بالصدفة، وإلا لما ضجت الدنيا بنقص ما سيواجه به الأهلي أضداده في كم مباراة، ولك أن تقيس الأمر أو تتخيل المشهد.. بأن يصبح هذا الأهلي "متكتلا " ولا يخسر أسوة بمن لم يفك حصارهم، وبمن كانوا ضده "ممنوع الاختراق"، وهذه ناحية.
الأخرى أن الأهلي في مباراة الفيصلي لم يكن بجهوزية فنية عالية، ولا حتى نفسية، ولم يمتلك حلولا داخل صندوق الفيصلي وظل يفر عبر الأطراف من هنا إلى هناك، في محاولة ما، كانت تفقد رُعبها بوصولها للاعب عمر السومة، ولم يكن المؤشر بذات الأداء، ولا تيسير، ولا الكثير، فحدث التعادل بخطأ الحارس، ما يعني ألا يتكرر ذات البؤس الفني أمام هجر اليوم، ولو تكتل، ولا أن يخشى الفريق ذو "الوزن الثقيل" أي ند طالما يثق في أدواته، والأهلي لديه من الأدوات الكثير كبدلاء، أو كمميزين، فلماذا بث هذه " الفوبيا " بأن غاب أو سيغيب لاعب، ولو كانت القدرات متفاوتة، إن ثقة تواجد الكبير في منظومة الفريق تعزز نفسية، ولكن عليك أن تلعب المباراة، وأن تنتصر، وأن تقايض خصمك حتى تكتمل بـ " مناورة ما " لاتفقد فيها الكثير من "وزنك " ولا " هالتك " لأن الأمر ببساطة: الآخر يخطئ، ويستفز، ويخشاك أيضا لهالة عدم الخسارة من عام بأكمله حتى الآن، أنت الرعب له طالما هو خسر وأنت لم، أنت الذي تقرر المواجهة بمختلف "حيلك الفنية " وغير الفنية، كتلك التي: تعادل أحسن من الخسارة، وأن تناور بما مصلحتك وليس بما ـ خوفك من آخرـ وهذا أيضا يصب في " توازن " ما لايؤدي إلى اندفاع.
ومهما تحدثت عن الجوانب الفنية فالأمر لايختلف كثيرا عن أي محب للنادي، ولكني أقصد تلك "الثقة" والروح المعنوية في عتاد ما يمتلك جروس (سويسري) كمدرب وفق تاريخه من الأفراح الكثير، فيما أسأل في سياق لايبتعد كثيرا: عن دور الإدارة في " تهيئة " الفريق، ودعمه بفكرة ما حول التأهب لبقية النقاط، وكيف أن إخراج الفريق من فكرة ذلك التعادل القاتل، لابد وأن يصب في استمرار فوز الأهلي أو تعادله مع الآخرين، كأقل حلول النقص والذي لا أجده في الأهلي كثيرا طالما "مهند، والعمري، وآخرين "، إن السؤال الطبيعي والمنطقي جدا: أو لم يكن جروس وفق تاريخه الكبير يعلم بأن أي فريق قد يفتقد لخدمات عنصر، ماذا إذا كانت عليه أجندة العمل في المعسكر، وهل لم تكن دروس الحلول تشرح كما يجب؟
لا حل للأهلي أن يبقى في معمعة الدوري إلا بهزيمة كافة الخصوم، وإلا فلن يحقق أكثر مما حققه في العام الفائت، الأمر بسهولة يصب في جمع نقاط، وبالتالي عليه أن يعوض تفريط التعادل بهزيمة بقية المنافسين، وذلك ليس من الصعوبة بقدر ما، طالما هزم أغلب هؤلاء الخصوم في الملعب العام الفائت، بعيدا عن تلك التي تقول: "حَكَم "، طبعا هناك أخطاء تحكيمية واضحة، ولكن سجل أهدافك ثم دافع عنها بطرق متعددة، إما أن تركن لهذه " الفوبيا" من أحد، فلم تكن تنتصر ولا تتعادل إلا بطريقة صنع واضحة " تصنع اللعب" وعدم الخسارة، ولكنها لاتجلب كامل النقاط المطلوبة لاستحقاق الدوري.. يمكن أنا غلطان.. إلى اللقاء.

مدير التحرير