ماذا داخل الأجنحة؟
في تاجر "الرياضة" أفكر كأن تأتيه "الفرص" محلياً ولا يستثمرها كما يجب، وأبرر له، فقد لأن "الرياضة " كفكرة مال وأعمال لم تضع القوانين الواضحة للمستثمر، أو تلك التي تحمي "ماله" كما "يخشى" وربما هذه النظرة قد تبدلت، وقد لأن مشاريع الرياضة لا تشرح كما يجب فلا "يتناقص".
ومناسبة ـ هذه المقدمة ـ أنني كنت أقرأ في ـ تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد ـ فيما يتحدث عن تأجير أماكن مخصصة في ملعب الجوهرة، وعرفتها الرعاية بـ"صناديق" الملاعب، على نحو يشير إلى المكان المخصص، المحجوز سلفاً بإيجار.. يقول الأمير فيما يعلن عن تدشين أول مرحلة من الاستثمار الرياضي في ـ سبيل توفير مصادر دخل جديدة للأندية السعودية ـ: "عقد تأجير أول جناح خاص من أجنحة ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة البالغ عددها ستة عشر جناحاً، بقيمة تجاوزت المليون ريال لموسم واحد"، "وأن أسباب قيام رابطة دوري المحترفين بمهمة تسويق وتأجير الأجنحة الخاصة للملعب، وعدم قيام أندية الاتحاد والأهلي بذلك أن الملعب ملك للدولة وليس للأندية"، و"بالتالي ـ والكلام للأميرـ ملكية الجوهرة ـ مشتركة بين الاتحاد والأهلي، ولذلك قررنا أن يكون البيع عن طريق الرابطة"، يضيف: "توزيع الدخل سيكون بنسبة 23% لكل من الاتحاد ومثلها للأهلي ونفس النسبة للنادي الضيف"، وفيما أعيد نشر مقتطفات من حديث الأمير عبدالله الذي نشرته أغلب الصحف أدع الأمير يكمل وهو يقول: " إن تجربة أندية الاتحاد والأهلي في بيع وتأجير الأجنحة الخاصة الموسم الماضي كانت جيدة، ولكنهما لم ينجحا في كثير من المباريات، ففي بعض الأحيان كانت الأجنحة خالية"، أيضا: "في ظل الديون التي تعاني منها الأندية فإن رفع مستوى دخل الأندية أهم ما نعمل عليه في رعاية الشباب سواء حاليا أم بعد مشروع الخصخصة المقدم للدولة "، ونعتقد ـ والكلام للأميرـ "أن قيام رابطة الأندية المحترفة بهذا الأمر فيه توحيد لجهة التسويق وسيحافظ على السعر"، ويكمل الأمير: "دخلت في صراع مع أطراف عدة في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب الملك عبدالله بين الهلال والنصر، لأن تذاكر الأجنحة الخاصة غالية الثمن، وأنا أصريت على عدم التخفيض لأنني أعرف ما يدفعونه خارج المملكة لحضور مثل هذه المباريات وهي أكثر من المطلوب"، ثم: "هنا نجحنا في بيع معظمها وكانت تجربة ناجحة، ومنحت الناديين دخلاً جيدا وقمنا بهذه الخطوة بحثاً عن مصلحة أندية الاتحاد والأهلي ولو كان هناك أجنحة خاصة في باقي الملاعب السعودية كنا جعلنا النسبة التي سيحصل عليها النادي أكثر من 23% ولتحقيق العدل جعلناها هكذا" وأيضا: "طريقة التوزيع واضحة ومن يريد معرفة الانطلاقات التي نعتمدها في ذلك فهي بسيطة فنحن نسعى لأن تكون الملاعب الرياضية مصادر للدخل، وتغطي تكاليف صيانة وتشغيل هذه الملاعب، و نسعى لاستثمارات طويلة، تحافظ على أعلى مستوى لهذه الملاعب، ولا تشكل عبئاً مالياً على الدولة، فجميع الملاعب في العالم هي روافد للدخل".
وأكتفي بهذه المجتزأت لضيق المساحة مما أوضح الأمير، ففكرة المقال: أنه مازالت الملكية للدولة فيما دعوة المستثمر قائمة هي أيضا ماذا داخل هذه الأجنحة من مميزات؟ وأقصد أن "التسويق" لها، قد لم يعمل كما يجب، قد أبسط من ذلك أن يكون لهذا الاستثمار "إعلان" يملأ الطرقات، ولكني لم أجد في أغلب ما أتجه إعلاناً واحداً، بما فيها من إعلانات لكافة الأشياء، إلا "الرياضة" التي لا تستثمرـ إعلانياً ـ فيما أبعد من الملابس والأحذية.. الفكرة جدا خلاقة، ولكن لم يتم التخديم عليها ـ من وجهة نظري ـ كما يجب، فمن حقي كتاجر أو مستثمر أن أقرأ أولاً عن مزايا ماذا سأدفع له.. فيما العمل على ملف الاستثمار في الرياضة يتبناه الأمير عبدالله من قبل أن يصبح الرئيس العام وهذه ليست مجاملة.. أتذكرة في ـ لجنة تطوير الرياضة ـ آنذاك يدفع في هذا الاتجاه.. تحقق بعض الحلم.. وسيكتمل.. لكن ليس عليه أن يفكر في "روتين" الرعاية .. بل بفطنة "الشركة" التي تعلن وتزعجنا وتقنعنا ونستهلك فيما بعد منتجها.. قبل ذلك خصخِص باستعجال.. "وقونن".. واحم المستثمر.. لكي لا يخشى من اللف على مضمار "القرانتي".. إلى اللقاء.