"رئيس"
وكان يعشق الأهلي، وقف له في المدرج، وفي العاطفة، وفي طرقات العشق وهتف، وأصبح الآن الرئيس هذا ليس " الجديد" فحسب، كل من جلسوا على طاولة الأهلي تفاوضوا عنه، وأبرموا له الصفقات، وقدموا لناسه كعكة الوعود، ذلك يحدث في كل ناد، فلا يأتي "إليها" إلا شخص المحب، والعاشق للكيان ومعه زعم أن يحيل التراب إلى " ذهب"، ويحقق رغبات الناس، ولكنهم يأتون بـ "أحلامهم" في البدء، بعيدا عن مكان يتوجس كمشجع، وماذا يرغب كعاشق في أن يكون ما لديه الأجمل، ليكون بمفرده المنتصر وأكثر تلك الأرقام التي حُصدت، والمآثر التاريخية التي ستبقى تنسب له.
حسناً في ظل تنصيب أي رئيس تحدث " الهزة " الأولى، تلك التي تأخذ عاطفته ليرى "الداخل" أكثر، وكان في سياق المعجب عن بعد، فيجد من النادي ما يكفي مما " لم يكن يعلم"، ومن حل ألغاز ما لديه مما كان يطالب به ويتعطل، لاحظ أن هذه المرة، فرق عمل، ومطالبين، ومفكرين، وما يتزاحم به الرئيس في تحقيق رؤية لمستهدف، ومعها يلعب النادي مباريات، وقد تتوالى الهزيمة، أو ينتصر، إنما أقصد" أي رأس بعقل" للرئيس سيُطيق كل ذلك، ويواصل المضي في أن يصنع " لعبته" التي ينتصر من خلالها النادي الكبير بإرثه وبمكانه، بصداقاته وبأعدائه، إن هنا نقطة ما يتحول في "الرئيس" وهو يحلحل ملفات ويعجل بأخرى ويدقق في مصروفات، وكان يعتقدها ستكفي ولن تكون كافة التكاليف، هذه ناحية.
الأخرى أن يعرف الرئيس "حجم" من "يتسنم"، تلك الهالة للنادي في أنصاره، ثقافته، إرثه، خط سيره، طباعه مع الآخرين، فمثل هذا المحتوى "المعنوي" إدارته متوازية مع بقية الأشياء، تلك التي منها " المادية "، وأقصد أن يتوازن ليؤدي كافة الأدوار، إن أسوأ الرؤساء من يتسلم إمبراطورية ليحيلها في نهاية فترة رئاسته إلى " فتات"، لرعونة أدائه أو قصور رؤيته، فتتشابك الأشياء بين ماهو"مال " ونقيضه "الفني"، وما هو "هاله " وتحول لـ " القزم " الذي يكابر بأمجاد لم تعد تتحقق، ومثل هذا الرأي يؤخذ من كل محب لناد لم يترأس "الداخل" بعد، أو النادي فيما ظل يشجعه عن بعد ويصطدم بالواقع.
وهذا الأهلي برئيس جديد يذكر بالطموح، وبفكرة المال، وبالعشق، ويتسلم " إمبراطورية " يصفها الناس الآن " بالملكي"، وبالنادي الذي لم يعد يخسر في الدوري ولكنه في القريب الموسم لم يحققه، رئيس جديد بإلتفاف ـ جميل ـ حوله، وهذا أول " التشجيع "، ولكن الأهلي سيدخل المباراة، وأقصد أن الرئيس بمعمعة كافة الأشياء، تلك الحرب لعدة سنوات، ما يعني أن "يرى" كل ذلك، وأن يدون في مذكرته كيف استلم العاشق " "الإمبراطورية"، وبحجم ما داخلها من ذهب ومن ألعاب وملفات معطلة وغير متعطلة، الأمر أشبه بكشف حساب للسيد الرئيس مساعد الزويهري، وقس على ذلك لبقية من يأتون لكراسي الضوء، تلك التي عشق ما عليه أن ينتصر معه أو معهم.
إن الهدوء ضد الارتباك، والوعود يقابلها التنفيذ، والعمل تكلله النتيجة، وهذه أبجديات تقال، ولكنها لا تنسى في نهاية المطاف، ولو من باب أن ما يحقق الرئيس سيدون في تاريخ النادي، أي ناد، طالما فترته الذهبية، وطالما يقترن الفشل في المقابل بما لم تتحقق من نتائج.
إن الرئيس لا يتجزأ مما هو " كافة النادي"، المجد، والإرث، النجاح، وكافة الأخطاء، ومعه فرق عمل، يفعل ماذا من أجل من، هي أيضا ماذا تسنم وماذا سلّم، ماذا حافظ وأضاف، وماذا أدى لانهياره في طرف مقابل، وفي كل الحالات يعمل " الرئيس" .. هل أكررها " الرئيس" .. ليقال نجح .. ولكنها أيضا يقال: أخفق .. والكثيرة تلك التي طالما كان " الرئيس" وخلع منه فكرة المشجع .. فالأمر الآن يختلف كلياً في عاطفته وممارسته وإصابته لأهداف ما يجب أن يتحقق .. أدعو للزويهري بالتوفيق .. وفق ما أعلاه .. إلى اللقاء.