ما دخل الناس في صراخكم؟
إن الذي داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم وفق مستند ما يُغرد وينشر ويتأفف أسوأ من خارج التراجع الذي يشهده المنتخب، بمعنى أن الخلل ليس كتلة واحدة بل عدة أجزاء شكلت هذه الأعطال الممتدة من أستراليا كأس العالم، طالما من داخل الاتحاد كأعضاء يتحدثون بهذه الردة فعل، وطالما ما نشاهد ليس المأمول، فإن ما أدركه المشاهد يصب في لا اتفاق مسبق على عمل واضح ومحدد، ولا تنكر الخلل داخل الاتحاد وفق صيغ ما تعاقد ورتب ولم يرتب، وهي ذاتها لن تقنع بها عينيك بما شاهدت كنتيجة طبيعية لعدم اتفاق فريق العمل من أعلى إلى أقل وبالتالي حدث الضجيج.
سأفترض أن تجربة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد جديدة، ولذا لابد من تداعيات ما، وأعراض انسحابية ما، وتلبك، ومعها قد يغفل "المحلل " للأمر بعين ثاقبة إنجازات لم تذكر في سياق التجربة، قد لأن الاستياء أكبر، ولكنها في ظل ما تعتبر لابأس بها وقليلة جدا، فيما السائد أن الأخطاء أكثر مما تم إنجازه ولذا كان دوي الخروج تلو الآخر أكبر، لاتستطيع أن تفسر نوايا، ولكنك دون شك ستقف مع عضو اتحاد ما قال كلمة صريحة، فيما قد تغض الطرف عن آخر تشعر بتكتله نحو ضفة ما، وبين هذه وتلك حدث " التراجع " الأوضح ، وبالأصح " مايرتبك " وينعته الناس بالتقصير، ومن ذلك من يختار المدرب، ويدخل بين الصفقة والأخرى في مسألة عدم تركيز ما، كأن يأتي كوزمين ويغادر ولا يصل المدرب الجديد ويدرب عن بعد، وكأن يكتب الاداري تقريرا فنياً، وكأن الكثيرة تلك التي تشرح التلبك ولكنها في ذات السياق تظهر فريق العمل على قلب ليس " الهدف الواحد " بل العدة أشياء المتداخلة، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يحدث التقصير، ولو منه أن " لايركز " اللاعب ولا " يستوعب " مخطط المدرب وفق تصريحات كوزمين للصحف الرومانية.
مثل هذا الضجيج أشبه بتفسير: " كأننا ومن حولهم الماء قوم جلوس حولهم ماء" *، وأقصد دوامة أن تتكرر " الصرخة " وتثار بهذا الاستياء من إدارة الأمر، فلا يهم الجمهور كل هذا " العويل " على ما انسكب، بل أن يصلوا إلى " يقين ما " حول منتخب يشعرك بأهميته وواجبه تجاه بلده ، ولك أن تعود لبكاء هؤلاء الناس منذ الخروج من تصفيات كأس العالم أمام أستراليا، الذي بعده لم يفرح هذا الجمهور، ولم يحقق بطولة، ولم الكثيرة تلك التي لن تكترث لهذا التقادح في الآراء كل في جهته داخل الاتحاد السعودي مع ملاحظة: " لم يعاقب أحد "، ولم نرشّد أكثر مما أهدرنا من مال عام على مدرب يأتي وآخر قد يدرب المنتخب عن بعد، ومثل هذه الجملة الأخيرة أن يبكي الناس مستقبلا بأكبر قدر من السخرية طالما المنتخب يتراكم بهذا القدر من الخروج، وبهذا التأويل غير المقبول للهزة تلو الهزة ، وبمثل هذا الفقد لكرتنا في البطولة تلو الأخرى ، فيما لايحاسب أحد، ولا يقصر، ولا الكثيرة تلك التي تشعرك بأن كافة الأشياء " عادي " كتلك التي يرددها الصغار إن حطموا أشياء داخل المنزل فيما لم تطالهم محاسبة.
ولنفترض من اجتهد كان أيضا يجب أن تتم مكافأته، فيما تساوى المقصر ونقيضه في سقف ما يستاء، قد من الضبابية القصوى ألا تذكر بالاسم من ينجز داخل اتحادنا العظيم ، ولا تعلم أيضا من قصر، فيما تدرك في ذات اللحظة الحزن المستمر على أن " خرجنا " في كل مرة من أقصر بوابات البداية أو النهاية التي حمّلها أحدهم لعدم إشراك لاعب.
أشعر بمضض عندما يقال لم يقصر " اللاعب " فيما كوزمين يردد: " لايستوعبون "، أشعر أيضا أن اللاعب يكتفي بالنادي طالما بلغ مجد هذه " البغددة "، وفيما أتحدث عن اللاعب المقصر أشكر الجيد والغيور والمنتج لأنه خذل، لكن البقية لايأبهون، يبتسون، يلتقطون الصور، ويغادرون ، هم عائدون إلى ذات مقدم العقود، وإلى رفاهية النادي ومسؤوليته وليس مسؤولية " منتخب " الناس.
قد سلطة المال تفسد الأشياء، ولكنها لاتنتزع منهم " الوطن "، ولا ذلك الحس الحميم به ، ولا تلغي فكرة المقاتل الشجاع داخل اللاعب، أو من يقوم على وضعه بالنيابة عنا في ثقافة كرة القدم، أو اللعبة التي ترفع العَلَم، وإلا لما شاهدت لاعبين آخرين في كأس العالم يبكون، وفي بطولة ما لايعودون إلى بلدانهم ومعهم خيبات الأمل، وبالتالي قلت: لا يهم الناس ما يتقادح داخل وخارج الاتحاد بل " ثم ماذا ؟ " تلك التي لم نصل إليها بعد منذ الخروج من تصفيات كأس العالم بأستراليا، لايعقل أن نكون بهذا الفشل الذريع من عدم صناعة " منتخب" وفق هذه الأموال الطائلة، لايعقل أيضا أن ليس لدينا وسط هذا الكم من القيادات الرياضية من يضع يده على الخلل، لايعقل أيضا أنهم جميعا فوق سقف النقد وبالتالي لم تفسد التفاحة، تلك الخضراء .. المنتخب .. إلى اللقاء.
علي الشريف ـ مدير التحرير ـ ALIALSHAREF222@YAHOO.COM