الـ"تبيكال" خطأ
.. مازلت أقرأ في " فوبيا الورق "، أقصد تلك الصحف التي لديها أزمة ما، تجاه ما يحدث مع هذه السرعة الفائقة التي يحدثها الإلكتروني تجاه رصد الأشياء، وجعلها في المتناول " الطازج " فيما الصحف الورقية تحت طائلة "جاك الموت"، وطالما ذكرت " فوبيا هذه، سيخطر ببالك تلبك تلك "، فالإلكتروني أسرع، ولكنه متعجل، البعض منه كالأحمق، كما في الورقي " لايتقن " لكي لاتغضب، القياس هنا بجودة من يقدم خدمة ماذا على حساب من، الورقية رصينة إن جاءتك صباحاً، والمستعجلة تخبرك الفجيعة أولا، وحل هذا " الديليفري " أن تصنع الورقية قصتها الخبرية الخاصة، وأن تمارس التعتيم عليها حتى تصل الباكر، ستتفوق طالما مقياس الحرفي في الطرفين يميل للورقي المؤسس الذي يمر بمراحل صعبة يتخلق من خلالها المحرر بشكله الطبيعي، فيما الإلكتروني مصاريفه أقل عليه، على سبابة المحرر التي لابد وأن تتعلم إتقان أن يحدث الصدمة، قد ما أدلل عليه في هذا السياق بكثرة الإلكتروني الآن، فيما عدد المحررين أقل ولاتتحصل أيضا على كمية المعلن الذي لم يفقد بعد لذة الصحيفة الورقية ولو قل وجاء على زخمه البسيط، فيما كان في السابق يلغي الصفحات ويقوض مواد المراسلين الجيدة وفق زحفه.
مازلت أقرأ الضجيج الذي هدأ، ولا تنكر معه أن الكثير من الصحف الورقية قلصت أعداد الناس، ولكنها في ذات الاتجاه فتحت شوارع خلفية إلكترونية لتتكبد مرتين، بمعنى أن الورقي الذي سيصمد عليه أن يتشكل بأسلوب مختلف يواكب "عادة " المتبضع، وبما لايعيد نشر ما حدث أمس بذات ما رأى أو شاهد، الإلكتروني أسرع، ولكنه لايقدم مايشبع النهم من مواد تقريرية خاصة، ولا حوار الوزن الثقيل، وبقية أنماط ما لديه مساحة أكبر في الصحيفة، الإلكتروني يعمل على المقتضبات، وقارئة قلق، قد تكون المعادلة لصالحه في المستقبل وفق جيل من يكبر معه، ولكنه في ذات الوقت متاح للصحيفة إن صنعت جيلها الذي يبحث عن " التفاصيل " و " التوثيق "، وأن يأتي بطيئا ولكن نسبة المصداقية لديه أكبر، وهذه لاتسطيع قياسها ما لم يأت الفعل " متراكم " ولكنه في الإلكترونية وفق هذه الأعداد الكثيرة جدا قد ينصف الصحف، لاسيما تلك الرصينة والإرث المتراكم منها، وعليها أن تطور في ذات اللحظة لتواكب بجديدها وليس بمكرورها ما يستهدف الربح من جيب المتلقي، التوزيع الآن لايكاد يكون المرتكز ما لم تفكر الصحيفة فيما أبعد وفق دورة مستهدف مختلفة وبأفكار ربح في كافة الجوانب.
ومثل هذا التفسير قلته سابقا أيضا، فيما لا إضافة حدثت على مقال سابق، إلا أن أمر السجال بين الطرفين هدأ، وتفرع من الإلكتروني ما ليس الصحيفة " ليبلغ، ويخبر، ويجمع اللايكات، والمعجبين "، وبقيت المدن الورقية تنتظر " جاك الموت "، ولا أعتقد أن الجيدة منها تفعل ذات " أن تنتظر " طالما تستطيع أن تتقدم، وتحاول، وتعيد قراءة الناس بما يحتاجون لتعيدهم إليها " بيت بيت شبر شبر زنقة زنقة "، أو ذلك الذي نتداول من باب دعابة الأشياء التي لاترتكز على أساس متين، والمتين الذي أقصد أن تصنع الصحيفة مادتها التي لها فقط، ولها فقط هذه، أن تدفع أكثر للحرفي لا أن تقلل من قيمته وفق الترشيد فيذهب لنظيرتها الإلكترونية التي أفقر ولكنها تستثمر في الجيد، قلت أعلاه: إن الإلكترونية ليست ثرية وتفكر بسرعة كخبرها، وتحول الجيد لها وفق رأس المال الخجول، فيما الصحف الرصينة تفرط في الكفاءات بدعوى ما قل وزنة وخف ثمنه ولو من باب " جاك الموت "، وهذا بزعمي ليس العمل على حل المشكلة بل تضخيمها لتصبح قشة البعير.