وزارة العربي مقصرة
سأفترض أنني أكتب عن دولة عربية تنوب عن بقية الدول، إن ذلك من أجل ألا ننكر تراكمية ما فسد، فقرراتنا أشبه بأغلبنا، وانفعالاتنا بذات القدر من الهزيمة، الذي يختلف كيف يُنعت " الإعلام " بأنه سبب الفشل، سأتذكر معك ماذا يحدث ليس إلا، بدءا من تعريفنا للرياضة، واتحاد اللعبة، ثم اتخاذ القرارات، وقبل ذلك كيف ندير ما يُصرف، فالتعريف "للرياضة" لدينا ليس كالآخر هناك، ومن كونها العمل المؤسسي الذي لايتهاوى برحيل الأشخاص، فهي ثقافة ما، ينظر لها المجتمع كالـ "الجهة الخدمية التي تقدم للناس ما يضيف وليس ما يرهق"، ومن سياقاتها الصحة، وتفاصيل كثيرة لخصها الآخر في " فهم ما " ووضع له التعريف الشامل والمال الذي يعين على تقديم الخدمة كما يجب، في وقت يُحاكم فيه النظام كل التقصير ـ إن وجد ـ بما فيه هدر المال العام، وبما يهز جودة " المنتج "، وبالتالي تسوء الخدمة فيتضجر الناس، الآخر لم يختصر "الرياضة" في صناعة منتخب، ولا في الصحة فقط، أو " التفريغ " فقط، بقدر ما أسس لها لتصبح لاتختلف عن شقيقاتها الوزارات الأخرى، ويحاسب الوزير كبقية فريق العمل، ولذا نظرة المجتمع للرياضة ـ لاتقف لدى كافة الأشياء مجتمعة ـ وتنعتها مع الهزيمة بأنها مقصرة، بل تحاصر المشكلة بدقة لتجد الحل، في الدولة العربية يغيب التعريف فلا ترى " الرياضة " بدقة، هل الممارسة، أم المنتخب، أم الصحة، أم النادي أم المال والأعمال، أو ما حول كل ذلك ويلاحقه الإعلام؟
إن الأشياء الجيدة لاتتهاوى برحيل الأشخاص، طالما النظام الموضوع لسياق التركيبة يعمل بشكل جيد، وبالتالي لم يتبدل " آي فون " مثلا ـ كنظام فيما الشكل يختلف وجوبز مات، أقرب لك الصورة ليس إلا، لازالت الشركة المصنعة ترفع الأسعار وتجني الأرباح وتعزز ثقة الناس في التفاحة، الوزارة العربية تنهار فجأة بهزيمة منتخب، ويأتي بعدها من يصنع فلسفته، ثم تتراكم الأشياء ويكتشف الجميع ـ فجأة ـ أن ما صرف كان على مُعطل وبفاتورة ديون، ولا يقنع الناس فيتواصل التغيير ثم يهدأ الناس حتى هزيمة ما، أو أن يعلن الإعلام عن حالة تلبك مالي في جهة ما فنستجلب كافة الصور السلبية عن "الوزارة "، وبشكل لايبتعد كثيرا في بلدك عن أي دولة عربية تمارس ذات " التصور للفكرة "، ولا تضع "السيستم " حتى تقرع باب رياضتها الهزيمة، ليقال فلان، ويكشف عن تآمر على زعطان، لك أن تواصل كافة رصد الواقع العربي الذي يتلبك بعد خروج أو هزيمة أو فقدان دورة، ثم تهدأ الأشياء ، ثم تعود لذات مايتقادح.
قد هنا قياس حالة كيف تتخذ القرارات، تلك التي منها ما يصدر للناس كحبة " بندول"، أو تلك التي يقال عنها طويلة أمد أو تصب في أن تسمع " إستراتيجية " تعدل الواقع، وتكتشف في الأخير أن العمل على منتخب بلد عربي لايخسر ويذهب بأمواله التي ـ مال العام ـ المدرب في كل مرة، وليس في سياق تعريف أشمل، ولو قلت حققنا ـ كعربي ـ فيما ليس المنتخب أشياء كثيرة سأوافقك بمضض، كون أغلب الدول العربية بنيتها الرياضية غير صالحة للاستخدام إلا فيما ندر، ولم تقم الدنيا وتقعدها أولمبياً، فيما التبرير المستمر أن الآخر سبقنا وأفضل وننفق أكثر منه، (قرار مصروفات).
إن أي " منتج ".. رؤية واضحة + أهداف يجب أن تتحقق بالضبط + مخطط + وقت + فريق يعمل على أن يخرج هذا "المُنتج " بالضبط، وفق ما يجب أن يُصدر للناس كخدمة ولك أن تفترضها "الرياضة"، غير أغلب الدول العربية تصنع المنتخب، ولاترى الأهداف بدقة، وتحتار في فريق العمل، فلاتتقن تعريف ماذا تصنع، ولذا عانت السودان وتكلست الرياضة في كل البلدان، لولا ضيق المساحة لأطلت، قد الفكرة شيقة وتحتاج إلى شرح يشتمل على كافة تفريعات لماذا تستمر الدولة العربية في الصداع المزمن لهزيمة منتخب، فيما الآخر يبني وزارته ليتحقق أولمبياً، ويتصدر عالمياً، ولاينسى الصحة، ويقصي أيضا مدرب المنتخب، ولكنه لايختاره دون أن يعلم بوابة الخروج منه، يتقن تعريف " أين" التي على فريق العمل أن يصل إليها ليكون "المُنتج "، الحل في "السيستم" الذي يُعمل لتدور الأشياء بسلاسة.. الرؤية، الأهداف، من يفعل ماذا، متى؟ كيف؟ من يتابع مخطط تنفيذ المراحل؟.. ذلك لايقوم على " شخص الرئيس" إن أبعد تهاوت الأشياء.. ولذا " وزارة العربي" مقصرة.