“الخِبل”
قياس مبكر ذلك الذي “ لم يتوعد أحد بعد “، دورة خليج هادئة، كافة قوائم الأشياء مرتبة، ليس من المدربين من يخشى المغادرة، ليس من المنتخبات من بادر بمناورة، ليس صخب دورة الخليج الذي وصل، يقول الناس: ليست ذات حرارة الأجواء في 21 دورة قضت، قال لي صديقي:”كأن لا دورة خليج، لا قلق يذكر ما الذي يحدث؟ يقصد صديقي أن ما يتفاعل لم يبدأ بعد درجة تجاذب، وأن المنتخبات الخليجية غالبا صوتها عال قبل أن تبدأ، وأن الإعلام هذه المرة تنازل عن ما يضج فجاءت البداية كسولة، لاتشبه أبدا “ أخضر يتوعد، ولا أزرق يحيي ذكرى ما لعنبري أو فيصل دخيل”، قال لي أيضا: “هذه المرة لا ترشيحات مبكرة، لا فطنة ـ تخدير ـ كالتي تُرتكب في السابق ليصدقها الناس، ثم قال: لماذا يزهدون في اليمن المنتخب، ولايشار إلى الامارات بطل النسخة الأخيرة كما يجب، فيما كان أول الواصلين؟ انصرفت عن أهواء صديقي، فيما بقيت تساؤلاته تدور في مخيلة هذا الصمت الكسول، وفيما أدير رأسي لقناة إماراتية رياضية تسرد تفاصيل كافة الدورات وفق عيسى بن راشد، أنصت “ للعراب” ليس مسمى البرنامج فحسب، بل للشيخ الذي رافقت طرافته كافة الدورات، كان العراب يحكي ما تصاعد، ما تنازل، ما انسحب، ما تخدر، حتى ذكرى “النعال” الذي انقلب ليكون فأل هدف البحرين في تلك الدورة، كنت فيما أنصت أرصد “وتيرة” ما كانت تصاحب دورات الخليج، وانفعالات ما حدثت ولملتها بحب، وبفهم بسيط تحول وتحور مع هذا الانفتاح إلى مخططات عمل بين منتخب وآخر، لم يعد في الخليج سوى اليمن والبحرين التي ليست لديها ذكريات “ تتويج “، اليمن لم تقارع بعد، فيما البحرين ثان على أكثر تقدير في مجد البطولة، تفسير ما قلته ويصب في من “ أمكن ولم يمكن”، أو “ أمكن وفرط “، غير أن تراتبية الدورات لم تكن بمعزل عن المناورة التي سألني عنها صديقي، ولا عن صخب ما يتقادح الخليجي والآخر بحب ينقض على إثر التتويج ثم يصبح أرشيف ذكريات، قد الكويت المنتخب “ يعجبني”، شعور ما يجعله “الجواد” في كل مرة، ليس عدد الألقاب فحسب كمتوّج، ولكنه يأتي في كل دورة “ بنيو لوك “مختلف، المنتخب السعودي في كل مرة جاد، ويتوعد، ويشعر بأحد ما “خلفه” وضده، طالما الأمر خارج مكانه، القطري جميل ولكنه لايبعث في أنصاره الطمأنينة وفق الدورات ومافرط ـ لاتغضب هذا رأيي ـ فيما العماني “بشوش” لايرتكب وفق أغلب الدورات كامل المناورة، ومثل هذا الرأي المنطبع، يسألك عن الامارات التي أتقنت اللقب الأخير، كيف حدث ماذا؟ في ظل هيمنة الكويت وجدية السعودي وغياب العراقي وتواضع اليمني، سأجيب: تلك الضجة التي بحث عنها صديقي أمس هي ذهنيتنا في أن الدورة تبدأ ساخنة قبل داخل الملعب، وهذا صحيح وفق المنظم الذي يسوق مبكرا، فيما هذه المرة جاء “ البروموشن “ عنها بطيئا، هذا ليس بالأمر السيىء طالما الأعصاب تهيأت لفرح، لكنه في جانب ما أفقد صديقي حرصه على الضجيج المتواصل منذ عشرات أعوام الدورة، ناحية أخرى ترصد آلية وصول المنتخبات، وكيف أن الواصل كان يسير بصمت فيما هو النجم، والذي أقصد أن “زوبعات ما “ لم تحدث بعد، وهذا التقاط يذكر قبل الانطلاقة اليوم، ولا أنسى إعلامنا الخليجي الذي دون شك يترافق مع دورة البيت الخليجي، وعيه دون شك زاد، فلم يأت هذه المرة بذات مايتورط، وإن كان رتب تغطيته سلفا بما يصب في خانة هدف السبق، إنما أستطلع الطقس لصديقي الذي أعلاه، وفق ما تراكم، وزاد أو نقص، ولم يكن فتيل الاشتعال قبل الدورة اليوم.
الذي أثق.. أن وعي كرة القدم وثقافتها واهتمام الناس بها سيصب في دورة مثيرة، كان هدوئها يسبق العاصفة “ فنيا” والذي سيتقادح هذه المرة بشكل أشرس، فيما أثق جدا في وجود أخطاء تحكيم ستحدث وفق قارتنا التي هذا مستواها التحكيمي ولكنها ليست بالضرورة الرهان على أحد، ولا التخدير ولا التبرير، ولا ثقافة ما كرسته الدورة في زمن ما، من باب تبرير الصدمة أو الهزيمة للناس.. خذها بقدمك وليس بيدك.. ليست أيضا لسانك الذي يلعب، فيما لابد من مقصلة مدربين إن لازلنا بذات وعي طرد المدرب، وهذه في كافة الأمر طبيعة كرة القدم، والدورات، والمتوج ووصيفه، ومن يحلمون ولا يدركهم التركيز.. فيما آخر كان أكثر حنكة في إدارة المناورة، وبعضها الأكثر في الملعب أهلا بنا مع بعض.. هذا نحن أشقاء ولو “تباين”، لو تلك الكثيرة التي يعتقدها آخر “ خِبل”.. الأكيد أننا نحب بعض ونركل الكرة.. الأكيد “ بيتكم وأهلكم “.. و”حيّاكم “.. إلى اللقاء.