لاعب شِعر
أن تبدع .. أن تلفت الناس إليك.. ولذا كان الشاعر، وكان النحات، وكانت " الموناليزا "، الناس يطربون لما ليس التعود، في ذاكرتي ألف هدف ومارادونا، فيما الضجة المستجدَة هدف أحمد الفريدي في العروبة، قد الإطراء تفقد أهميته التكرار، وبالتالي يرتكز المقال على " كيف " أكثر من "ماذا" الذي حدث، الشرح: تجاوز اللاعب، ثم فطن لتجاوز آخر، وبعده، وبعده، وسجل، أي أن قرار الموهبة: تقدم، وفطنة اللاعب قادته لمغامرة تذكر أصابت المرمى وهذه ليست جديدة، لطالما أحدثها مارادونا، وآخرون، فيما الجديد أن عاد الناس لذاكرة المتعة، وقلنا منذ سنوات إنها لم تعد تحدث في ملاعب كثيرة، فيما يصدر لك الـ " يوتيوب " ملايين الحالات، ولكنها لاتطري بل تشير إلى خلل ما، حالة استياء ما، تندر ما، وقس على هذا الناقد " يوتيوب "، فيما الظن الجيد أن استمتعنا بهدف، وفهم آخر كم فرط بترك موهبة كهذه أو "الفريدي"، وهذه جعلت الأمر يأتي ملتبساً لا يطري إلا بتحفظ ، ولايذكر متعة إلا واقترنت بتبرير.
هذه الضجة لم يحدثها الفريدي وفق موهبته فقط، بل عطش ما لهدف، هذه الضجة لم تحدث منذ زمن بذات فارق التجاوز للعنصر والآخر، ما جعل كرة الذهول تأتي متدحرجة بشكل أكبر، فيما الجميل أن استمتعنا كمتفرجين بهدف جميل أخشى أن نبالغ فيه فيما قلت: "جميل، بل جدا "، قد لكون الفريدي سيقع تحت رقابة الخصم، ولظن آخر يجعل اللاعب يفكر مستقبلا في ذات المغامرة أو لا يسجل وهذه أستبعدها طالما أن التفريط سياسة ممنوعة في النصر وفق صدارة يجب أن تحسم مبكرا، ونصر ذاق في عام بطولتين، ويطمح في أخريات مقبلة، قد اللذة أغفلت من مرر، ومن أوصل الإمداد " للخانة "، وهذه غالبا في كرة القدم تسقط الناس، وتصادر نصف جند المعركة، من يسجل دوماً يكون الشهد للمتفرج، من يودع الأهداف يذكر فيما تغفل جهود آخرين كانوا سبب أن تقدم النجم ليسجل، النجم في كرة القدم صانع الفرح، وليس من يخبزون الرغيف كاملا، قد لأنها حرب لانطري كافة القادة، ونشير إلى من كان أوضح، فيما الجند يواجهون المتاعب بذات خشية الهزيمة، ولذا أكملت موهبة الفريدي مهمة الكسب، ولكنها أضاف لها حنكته، وانسيابه، وما يشير إلى كونه قائدا فذا يدرك اتقان المحاولة بشكلها الأكبر لينتصر فريقه.
أما الضجيج فيجمع الأضداد، وقد الغبطة تُعري عدم استيعاب آخر لما فقد، أو لما فرط، أو لما لم يتقن التعامل معه، ولذا أعد " التقليل" ليلاحق به " أحده " الذي لم يتفق، وهذه قيلت في مغادرين كثر، تنططوا من ناد إلى آخر، بعضهم نجح فيما الآخر لم يوفق، وقد حسين عبدالغني مثالا يرزق على أن الأهلي لم يتقنه، فيما لم يتقن الاتحاد مثلا خالد مسعد، ولا الهلال الفريدي، إنما أشير لحالة تبادل مهام واقتناص فرص حولها النصر مثلا لصالحه، فيما آخر فرط فيها بسهولة، قد لترفه عناصريا، ولكنه يكرر ذات أسباب الإبعاد ويخسر كثيرا كالأهلي الذي يوقع الظهير، ولا يدرك سوزا، وينفض كفيه من المولد الآن، وهذا ليس ارتكاز المقال، بل تفاصيل تذكر من باب " الضجيج يجمع الأضداد "، فيما لم يهايط الهلال كثيرا ضد الفريدي، ولم يقلل من هدفه، وفق عشرات التغريدات لصحافيين قالوا: "أبدع"، وكتبنا في "الرياضية" " سحَّب".
وتبقى الحالة أن عادت لذة ما، تهدش الناس، في ملعب كرة القدم "الفقير"، الذي تناول الهدف كأنه "العسل" أو مكعب السُكَّر أو الذهول، لحالتين أولى: أتقنه اللاعب مهارة، وثانية: يُحرض على التصفيق، وبين هذه وتلك تباينت عبارة مطاط الثناء، بين المحق، ونقيضه الذي قد لا يصفق إلا لهدف فريقه، قد لأنه تعود ألا يطري لوناً آخر، قد لأنه يغبط النصر على فريدي لم يكن بوادر صفقة موفقة.. حسناً أكثروا من الـ "تسحيب" لنستمتع.. قد جديد ساحة يأتي، ويرسم موناليزا.. إن الذي كتب الأوديسة أعمى، وقال الإلياذة لا يرى .. كان هوميرس لاعب شعر.. إلى اللقاء.