2014-04-13 | 07:21 مقالات

أنا حزين

مشاركة الخبر      

المفارقة أن الذي أعطى يبتعد، والذي أحب يأتي بهذه الـ "فجأة" القرار، في حالة ضد ما يتعود الناس على إطمئنان مكثف حتى لو لم يحقق النادي كأساً واحدة فما بالك وهو يضع في دولابه الوثير سنوياً عشرات الكؤوس وبلا ضجيج منّة أو تقطير أو إطراء أو الكثيرة تلك التي لو حققها ناد آخر لكان بمفردة " أنشودة المطر " أو كافة الأندية والأنصار، طبيعي جدا في قرار كقرار الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز تلك المرافقة " الحزينة " لآراء تذهب لتفسير وتبرير ومطالبات واستجداءات، طبيعي لمن قدم لناديه ـ مثله ـ أن يكون يصف القرار بالصادم، ليس لأجل المكان فحسب، بل لأجل نبل الإنسان وتفاعله وتعامله وصمته وصبره الطويل وحجم الأهلي الذي في دولابه كافة الكؤوس التي لمعت وكان خلفها، فيما الأهلي ثالث الدوري الآن ولم يتعرض لذات ما يردد الأنصار من وضع محزن أنديتهم، ولو قلت ما قدم بعمله الطويل خلف كل الأهلي بما في ذلك من تنظيم بل " وأدبيات " لن أكمل، ولكن هذا ليس الاطراء الذي يرتكز عليه المقال بل المشهد الرياضي الذي فقد ـ من غير شر ـ مؤخرا شخصيات رياضية خبيرة، توالى انفراط سبحتها في غضون أعوام قليلة، قد الطبيعي أن يأتي آخر أكثر حماسا، ولكنه ليس في كافة الأحوال " الخبير" ولا الذي يزن الأمور في جهته بشكل السابق ويحقق في صمت، فبعض الجديد يتقن الكلام أكثر من التخطيط وبالتالي الانتاج، هنا لا أنتقص دور أحد، ولكني أحاكم الأدوات وأقيس ما فقدت الرياضة السعودية من كفاءات خرجت للتو بهدوء شديد ومنحت عصا التتابع آخر عليه أن يكمل خالد بن عبدالله وعشرات القياديين الرياضيين ممن ذهبوا ويلتفتون للمشهد الآن كمتابع، فيما لو ذكرت ما قدم خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز للأهلي لاحتاج الأمر لعشرات المقالات، ولأن المقال ليس فاتورة ـ بل مفارقة ـ " أن الذي أعطى ترجل " قلت وأيضا آخرين، وبالتالي خفت وميض الرياضة وفق تسرب " تكنوقراط " من يفعل ماذا، ليأتي الدور على آخر يحاول وله الدعم دون شك، ولكنه لن يعوض " تراكمات " من يذهبون فجأة، وكانوا مثالا للعمل الصامت ويحققون للرياضة ولو من خلال أنديتهم أو اتحاداتهم إنجازات تذكر، وترتبط بوعي، وبأدوات، وبمال كان من قبل الأمير خالد مثلا دون " تراكمات ديون "، دون تلك التي " أنا دفعت "، ولا تلك التي خلافات مع لاعب أو إداري أو مشجع، كان يستقبل الأنصار، ويحضر التمرين، ويجمع ولا يفرق، ويدعم في صمت، ويشير وفق خبرة رياضية تراكمية بفعل الجيد من أجل الرياضة ككل وليس ناديه فحسب، هو قطعاً لا يحتاج هذا " الحق " وليس الثناء، وبالتالي قالت الناس: صدمة، وليس أنصار الأهلي فحسب.

تفسير الصدمة أن تبتعد كفاءة حتى لو آثرت آخر، وقد منها أن يحتج المغادر بصمت على ارتباك ما، فيما لا أذهب إلى هذه " المعلومة " كونها ليست التوثيق، ولكنها تصب في أن يبتعد كفاءة وبالتالي تخسر رياضة ولو من خلال ناد بحجم الأهلي المستقر ماليا ومعنويا فيما النتائج له وعليه ولذا تجده أغلب الأغلب في كافة الألعاب، والألقاب، قد ما يعزز الصدمة فكرة " الفراغ "، وأن يكون البديل بحجم التوافق وحجم الصمت وكثرة العمل ومنح الآخر حق أن يسير بمفرده مع استشارة عن بعد، ولذا رددت جماهير: " آهـ.. لي "، تلك التي كتبتها قبل عشرين عاما فيما أنتقد الأهلي ولم يغضب الأمير وقتها بدعوى " التعرض " لناديه، وأشياء تذكر كثيرة، ليس لإنسانية الأمير فحسب ولا تواضعه وخلقه مع الناس بل لكونه المتدرج من المشجع واللاعب ورئيس النادي وعضو الشرف فرئيس أعضاء الشرف والداعم والذي يمنح أموالا للنادي ولم يقم الدنيا ويقعدها، لك أن تقيس خبرات عمل مكتسبة كهذه لتقيس من قال: صدمة، ولو لم يكن المشجع أو الميال لهذا الأهلي الذي حقق الكثير وقدم للرياضة السعودية ما بقي في التاريخ وكان خلفه فريق عمل يتقدمهم هذا الهادئ جدا خالد بن عبدالله، وبذات النسق أقول: ومن غادروا مناصب عدة في الرياضة السعودية دون أن يمهلنا الضجيج لنتأمل لماذا وكيف ومن البديل؟ فيما المرحلة تقتضي أكبر الجهد والتركيز ونبارك للجيد أن يتقدم ولكنه سيمضي وقتا ليملأ تلك الكراسي التي فرغت لتدور بذات القدر من حرص ما، وعقلاني، ولا يقبل الاهتزاز.

الذي يحب لن يغادر ولو بشكل " ما " عن بعد، هذه طمأنة الأنصار، الذي ترجل أعطى، هذه الـ "دون شك"، فيما أحاول لملمة الصدمة، تلك التي تعودت الناس على أن يأتي خالد للتمرين، ويجتمع باللاعب، ولايتسلط على المدرب، إنما أقرب شكل ما تعودت الناس على هذا الأهلي من " هدوء "، و" توافق "، وحكمة ما لاتمنع أحدا من دخول النادي، تلك التي تدير أزمة المال بعيدا عن مضمار أعضاء الشرف وما تراكم من ديون، تلك التي " أدبيات " ما من ثقافة الأهلي في سياسة خالد.. وقد في آخرين لم يكونوا رؤساء أندية بل قيادات في جهة رياضية ما، ولم تكن ترتكب الضجيج هذا الذي أقصد بأن " تكنوقراط " الرياضة البسيط نقص الكثير.. ولا يحاول ثنيه أحد.. أنا حزين.. إلى اللقاء.