كاجاوا أو فصفص

لقد دهشت مثل غيري من محبي كرة القدم حينما شاهدت لقاء منتخب اليابان ومنتخب فرنسا والذي يضم أباطرة الكرة الفرنسية من مدرب ولاعبين، بل صعقت من السيطرة على الكرة من قبل لاعبي اليابان وانتشارهم داخل الملعب ناهيك عن الثقة بالنفس .. أشياء وأشياء فعلها لاعبو منتخب اليابان في تلك المباراة تنم عن إمكانيات ومدرب وتطور مذهل. ـ والله شعرت بأن اليابانيين يلعبون أمام منتخب من قارة آسيا وبكل أريحية فلا انبراش من قبل مدافعيهم ولا تعطيل للكرة هنا وهناك وتطويشها للمدرجات ولا إضاعة للوقت من قبل حارس المرمى ولا تسليم الكرة من قبل اللاعبين أولا بأول كهروب من المسؤولية ولا أي شيء من الذي نراه بين لاعبي منتخبنا، بل إن هداف المنتخب الياباني اللاعب كاجاوا قال عقب التفوق على منتخب الديوك: تغلبنا على فرنسا بالإصرار وإثبات الذات بعد خسارة خمسة لقاءات ماضية في سنوات عدة. ـ هل يعقل أن يفعل كل هذا المدرب الإيطالي زاكروني فهو قدم لقيادة منتخب اليابان منذ عامين أي قبل أمم آسيا 2011 بعدة شهور ونحن ننتظر أن نشاهد لقاء اليابان والبرازيل اليوم في بولندا وسترون ماذا سيفعل هؤلاء الآسيويون ومدربهم أمام نجوم السامبا وما هي المهارة غير الطبيعة التي يمتلكها اللاعب الياباني والسبب أن هناك عملا مخططاً له. ـ لقد أشبعنا أنفسنا تبريراً ووهماً من حيث الإمكانيات واحتراف لاعبي كوريا الجنوبية واليابان وسفرهم للبرازيل مبكراً وما تحتويه بلادهم من أكاديميات الخ .. فهل يعقل أن يتفوقوا على نجوم أوروبا إن لم يكن هناك عمل جاد وسريع، ثم أليس بلادنا بها إمكانيات أفضل من دول مثل لبنان والأردن والعراق فلماذا هم أفضل منا وها هم ينتقلون إلى المرحلة الأخيرة من بلوغ مونديال 2014 ونحن خرجنا بفوز وحيد. ـ في حين الصين قادمة والعمل مستمر ليل نهار وزيكو عمل بمنتخب العراق الهوايل من خلال إشاركه عدد 7 لاعبين شبان وخسر بجدارة أمام اليابان في تصفيات كأس العالم فأين سنكون في المجموعة الثالثة لبلوغ أمم آسيا 2015 الموضوع كبير جداً ونحن ننتظر ولادة سامي أو ماجد جديد أو حتى مسعد وفؤاد أنور وريكارد مدربنا لايزال يجرب اللاعبين. ـ لقد شاهد الجميع الفارق بين وضعنا الآن وبين من كانوا معنا من حيث المنافسة مثل منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وهذا من المفترض ما نسعى إليه وهو الطموح المطلوب وليس البحث عن تحسين مراكز في تصنيف الفيفا الشهري. ـ إن لقاءنا أمام منتخب الكونغو الأخير ماهو إلا تجمع للاعبين واجتهاد من لاعبين شبان لعبوا الشوط الثاني بعد أن أكلنا من الفصفص الكثير في الشوط الأول بسبب رتابة الأداء وهذا ما نحن فيه بعد عام وعدة شهور من التعاقد مع المدرب ريكارد.