2012-10-16 | 07:06 مقالات

طمرة فيليكس الزرقاء

مشاركة الخبر      

حين تقف على حافة علوية استعداداً للقفز في الماء أو على الأقل تنتابك حالة خوف طبيعية، خشية أن تتعرض لأذى، هذا وأنت ترى كل "الأماكن" ونسبة التعرّض لإصابات ضعيفة وأضعف منها حدوث ما لا يحمد عقباه، ومع ذلك ستبقى برهة من الزمن تهيئ نفسك للقفزة.. لكن "فيليكس" حين وقف على حافة التاريخ وعلى طرف "الكبسولة" التي جعلته يقف في الفضاء الأسود المخيف والمرعب لم يتردد فقفز قفزةً للتاريخ كسرت ثلاثة أرقام قياسية وبقي رقم واحد صمد لمعلمه "جو تاقنر". المهم في الأمر أن هذه القفزة أشغلتني عن متابعة منتخبنا الوطني في مباراته الودية أمام "الكونغو"، وعن حالة الكرة السعودية التي لخّصها الأسطورة الحقيقية ببعض كلمات بين الشوطين، وكشف عن أن علتنا الحقيقية التي ساهمت في تدني مستوى الكرة السعودية هو أننا صرفنا أنظارنا عن طريقة العلاج التي تكون بالملعب وللملعب وفي الملعب، وتوجهنا لخارجه نختلق المشاكل ونلوكها حتى نصنع منها قضايا، ونعتبرها جوهرية مع أن المشكلة الحقيقية في الملعب فقط.. والغريب أننا نقاتل بعنف وشراسة من أجل أن نفشل الناجح منا فنضع أمامه مئات العراقيل، فما يكاد يتخلص من الأولى حتى تكون الأخرى في انتظاره حتى نشغله عن مصدر قوته ونجاحه ثم طبيعياً يفشل فنعيّره بفشله، ونصبح منظرين نقول: لو أنه فعل كذا لما حدث كذا، وهكذا دواليك حتى ملأنا الفضاء ضجيجاً ومع أن هذا الأسلوب المتبع يستخدمه الكل من أبناء الساحة إلا أن تعاطيه من قبل أصحاب الرأي يمثل صدمة كبيرة ولا أعلم كيف يستطيع الآخر التعامل مع هذه العينات التي لا تعرف أن تقول خيراً ولا تريد من الآخرين الإتيان بالخير، ومع ذلك وحين تخوض في برنامج لفترة زمنية طويلة وتتداخل فيه النقاشات وتطول وتكثر المحاور وتتقاطع الآراء وتختلف، وحين ينتهي تلتقط الساحة وتتداول ما كان كغثاء السيل وتغض الطرف عن الشيء المفيد -إن وجدت- وعادة ما يكون موجوداً وكأننا لا نريد إلا هذه النقاشات التي قد يجد الشخص نفسه فيها مكرهاً، وهنا لابد من التعامل بذات الطريقة، فالسكوت عن المخطئ خطأ أكبر، والعجيب لو أن "فيليكس" أحد أبناء الساحة الرياضية السعودية ويخطط لفعل شيء عظيم يستغرق إنجازه فترة زمنية طويلة، فإنني أكاد أجزم أنه لن ينجح، فقفزته استغرق الإعداد لها سبع سنوات وتنفيذها ساعات قليلة، وهذا الأمر من المحرمات في الساحة الرياضية. الهاء الرابعة ما عليك من الحكي واللي يذاع اعتبر حكي الأوادم ثرثرة انكسار القلب ما يعني الضياع كلها مدّه وترجع تجبره