لهذه الأسباب .. يرتكب الحكام الأخطاء
كرة القدم يقال عنها إنها لعبة الأخطاء .. فهذه المقولة ربما تكون صحيحة إذا أخذنا في الاعتبار كثرة الأخطاء التي تحدث فيها .. فاللاعبون لهم أخطاء تأتي منها أحيانا أهداف يحسم بها بطولات، والمدربون لهم أخطاء، والإداريون لهم أخطاء، وأيضا الجماهير لهم أخطاء، وكذلك الإعلاميين لهم أخطاء، والحكام هم الاخرون لهم اخطاء... والمشكلة أن أخطاء الجميع منسية ما عدا أخطاء الحكام تبقى تحت المجهر بل وتثار حولها الشكوك واللغط والجدل وينظر لها بنوع من الحساسية الزائدة.
ـ عموماً مهما تحدثنا عن أخطاء التحكيم إلا أنها في النهاية تبقى جزءا من اللعبة .. ولن تزول كما يتصور البعض .. بحكم أن هناك حالات ومواقف معينة للعب فيها سرعة حركة رصدها يفوق الإمكانات والقدرات البشرية .. أعتقد أنه في مثل هذه الحالات الصعبة ربما يعذر الحكم لو وقع في خطأ.
ـ الطامة الكبرى هي الأخطاء التي تحدث في حالات سهلة وواضحة تقع تحت نظر الحكم وإصدار القرار الصحيح حيالها سهلا من أي حكم حتى لو كان مبتدئاً .. فالأخطاء في هذه الحالات الواضحة هو الأمر المستغرب وغير مقبول على الاطلاق مهما كانت الأعذار.
ـ ولتصحيح الأخطاء التحكيمية بصورة صحيحة وفاعلة .. فإن الأمر في الأساس يحتاج لتحليلها .. وتحديد مكمن كل خطأ من الأخطاء التي حدثت في المباراة على حدة وتحديد أسبابه الرئيسية ومن ثم إصلاح الأخطاء .. فهذا هو التطوير الفعال.
ـ فمعروف أن الخطأ قد يحدث بسبب موقف خاطئ للحكم أو الحكم المساعد، وقد يحدث بسبب قصور في التكوين الجسمي لأحدهم .. كان يكون نظره ضعيفاً فهذا الضعف تسبب في عدم رؤية الخطأ بشكل جيد، وقد يكون بسبب ضعف القدرات الذهنية كضعف في التركيز والإدراك وسرعة ردة الفعل المناسبة لاتخاذ القرار، وقد يكون السبب معرفي كعدم إلمام بقوانين اللعبة وكيفية تطبيقها التطبيق القانوني الصحيح، وقد يكون ناتجاً عن قلة خبرة بمعنى أن الحكم خبرته قليلة لم تمكنه من النجاح في المباراة الجماهيرية، وقد يكون بسبب تكليف خاطئ بمعنى أن قدرات هذا الحكم لا تتناسب مع مستوى المباراة ...الخ من الأسباب الأخرى.
ـ المهم أن معالجة الأخطاء التحكيمية تحتاج لعمل مدروس مبني على منهجية علمية حتى يكون التطوير سريعا وفعالا .. فأخطاء الحكام من السهل معرفتها .. ولكن معالجتها بطرق لها فاعلية تسهم في عدم تكرارها والاقلال من ظهورها وصدورها من نفس الحكام مرة أخرى تبقى الخطوة الهامة في حلقة التطوير.
ـ لذلك التطوير الأمثل للحكام والتحكيم يتوقف بالدرجة على المستوى المعرفي والثقافي للأشخاص الذين يعملون في مجال إعداد الحكام وتصحيح أخطائهم.
ـ إذاً .. من المهم أن يتم اختيار العاملين في لجان الحكام بناء على معايير محددة وليس على معايير الخبرة فقط .. فلدينا العديد من الكفاءات المؤهلة وحان الوقت للاستفادة منهم في رسم خطة طويلة للتطوير التحكيم المحلي .. فأتمنى أن يتم ذلك.. والله من وراء القصد.