الاعتداء على الحكام
شهدت ملاعب كرة القدم المحلية في الأيام الماضية أكثر من حالة اعتداء على حكام المباريات.. مثلما حدث في مباراة (الإياب) بين أحد والمجزل التي في ضوء نتيجتها تحدد الفريق الثالث المتأهل من الدرجة الثانية إلى دوري ركاء للمحترفين .. وهو نادي أحد، وأيضا في دوري الثالثة (دوري المناطق) حيث تم الاعتداء على حكم لقاء المجد والجبيل، وكذلك في مباراة حراء والسروات والتي شهدت اعتداء على حكمها. ـ ولو حاولنا معرفة الأسباب المؤدية إلى مثل هذه الاعتداء على حكام المباريات.. نجد أنه مرتبط ببعض الأمور.. من أبرزها .. أهمية نتائج هذه المباريات .. ولو نظرنا لها بواقعية نجد أن مثل هذه النوعية من المباريات تتصف بشدة التنافس ونتائجها حاسمة ويكفي أنه يترتب عليها التأهل للدرجة الأعلى.. لذلك يكون الفريق بأكمله .. لاعبين ومدربين وإداريين في حالة من الحماس والشحن النفسي الزائد والتوتر العالي .. مما يجعل البعض منهم يخرج عن طوره وبالتالي تكون ردة فعله سريعة وغير محسوبة. ـ وهنا يأتي دور الأندية ومسؤولية إداراتها وأجهزتها الإدارية والفنية في تحضير وإعداد الفريق وتهيئته نفسياً لهذه المباريات الحاسمة وتوعية كل من اللاعبين والإداريين والفنيين بالعقوبات (في لائحة النادي أو لائحة الانضباط) لكل من يخطئ ويتطاول على الحكام أو يتجاوز الخطوط الحمراء.. وبالمناسبة.. لابد من وضع لائحة في كل ناد يتم بموجبها تشجيع المميزين ومكافئتهم ومحاسبة المخالفين والمقصرين... فالعمل بلائحة النادي هي الوسيلة الهامة في ضبط سلوكيات اللاعبين والاداريين وجميع الفئات الأخرى التي تنتمي له. ـ اتحاد القدم يجب عليه حماية الحكام وذلك من خلال دعمه للأنظمة والقوانين التي تحمي الحكام وأيضا دعم اللجان التي تطبق العقوبات التي تتخذ ضد كل من يهاجمهم ويتطاول عليهم ... وأقترح أن يكلف الاتحاد مكتب محاماة للترافع في القضايا التي تحفظ حقوق الحكام وتوقف كل من يعتدي عليهم عند حده... وإلا سيوثر ذلك على تسرب الحكام وعدم الإقبال على المجال التحكيمي... ولا ننسى بعض الحالات التي تم فيها ملاحقة الحكام إلى منازلهم. ـ أيضا هناك دور كبير على لجنة الحكام .. بحيث تقوم بتكليف الحكام المتميزين أصحاب الخبرة .. فهم من يجيد التعامل المناسب مع مثل هذه النوعية من المباريات الهامة... خاصة وأن المباريات التنافسية تحتاج إلى نوعية من الحكام يتعاملون فيها بأساليب التحكيم المناسبة لها ... فهذه الميزة لا تتوافر في جميع الحكام وإنما في حكام معينين .. لاسيما وأن شخصيات الحكام تختلف من حكم لآخر... فهناك الحكم الهادئ وهناك الحكم الذي هو سريع الغضب والحكم صاحب الشجاعة العالية وآخر تتوافر فيه الحكمة وحسن التصرف وهناك من يمتلك اللياقة العالية وهناك من لديه مقدرة وتحمل على إدارة المباريات الصعبة وهكذا.. ـ حكام هذه النوعية من المباريات يجب أن يستعدوا لها الاستعداد القوي ويقوموا بالتهيئة الجيدة وأن يعطوا اهتماما كبيرا في مشاركتهم فيها من خلال الحرص الكبير بحيث تكون قراراتهم صحيحة... والأهم هو حسن تعامل الحكام مع جميع أطراف المباراة ... فهذا الأمر هو مفتاح نجاح أي حكم في نوعية مثل هذه المباريات الحساسة .. وهذا أكدته إحدى الدراسات الحديثة في المجال التحكيمي حينما أشارت نتائجها إلى أن نجاح الحكام في المباريات التنافسية يعتمد بدرجة كبيرة (تصل إلى 70%) على المهارات النفسية في التي يتعاملون بها مع أطراف المباراة. ـ كما أن توافر عوامل الأمان في الملاعب التي تقام فيها مثل هذه المباريات الهامة يعتبر أيضا عاملا مهماً لنجاحها .. لذلك لا بد من التأكيد على إقامة مباريات التأهل في ملاعب الأندية والمدن الرياضية التي أنشأتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وليس في الملاعب الخاصة بالأندية التي تتوافر فيها عوامل الأمان... بحكم أنها أنشئت بجهود ذاتية من قبل الأندية نفسها. ـ إضافة إلى أن رجال الأمن لهم دور كبير في الحد من مشاكل المباريات.. فالتواجد الأمني الذي يتناسب مع حضور الفريقين وجمهورهما دائما ما يمنع حدوث الاعتداءات على الحكام. ـ وختاماً نتمنى أخذ الأمور السابقة (الذكر) بعين الاعتبار .. حتى ينجح التحكيم مما ينعكس ذلك على نجاح مبارياتنا المحلية وفي كافة المستويات سواء المسابقات الكبيرة أو حتى مباريات نهائيات بطولات المناطق.. والله من وراء القصد.