2011-08-21 | 18:00 مقالات

مشكلة الحكام الأزلية

مشاركة الخبر      

رغم أن حكام كرة القدم يواجهون ضغوطات عديدة وعليهم مسئولية تنفيذ قوانين اللعبة حسب ما ورد في المادة (5) بالإضافة إلي أن عليهم مسؤوليات أخرى... كالسيطرة على أحداث المباراة طوال 90 دقيقة وحماية اللاعبين في الملعب ... وأيضا مطلوب منه اتخاذ عقوبات صارمة ضد اللاعب الذي يحاول إعاقة المنافس وحرمانه من فرص محققة لتسجيل هدف... وأيضا عليهم التعامل بحزم مع اللاعب الذي يقوم بالتحايل والتمثيل والذي يسعى ويخطط لإضاعة الوقت.
ـ ومع هذه المسؤوليات إلا أنه مطلوب منهم أن تكون قراراتهم صحيحة... فلو وقع أحدهم في خطأ فادح فإنه يتعرض للسب والشتم وقد يصل به الأمر إلى الإيقاف أو الإبعاد من المجال التحكيمي مثلما حدث للحكام الذين أخفقوا في مونديال 2010 يأتي في مقدمتهم جورج لاريوندا (الاروجواي) وماسيمو بوساكا (سويسرا) و روبيرتو روسيتي (إيطاليا ) وكومان كوليبالي (مالي)
ـ باختصار شديد القرارات الصحيحة تتطلب تركيزا عاليا حتى يكون الحكم حاضرا ويقظا لكشف كل المخالفات... لكن المشكلة الأزلية هي ضعف التركيز لدى معظم الحكام الحاليين ... فقد يكون سبب هذه المشكلة أمر تكويني متعلق بالقدرات الذهنية للحكم نفسه ناتج عن عدم وجود معايير خاصة تراعى عند دخول المجال التحكيمي ... وقد يكون بسبب عدم أدائه التدريبات اللياقية الذهنية... فمثلما هناك تدريبات لتنمية اللياقة البدنية فإن هناك تدريبات خاصة برفع مستوى أداء التركيز وباقي القدرات الذهنية كالاتصال وغيره... فمعظم الأخطاء الفادحة مرتبطة بهذا الموضوع.
ـ كأن يخفق حكم الساحة في احتساب ركلة جزاء ..سواء كانت صحيحة ولم يحتسبها أو أنه احتسب غير صحيحة.. وكذلك الحكم المساعد عندما لا يخطئ في احتساب كرة تجاوزت خط المرمى كهدف أو العكس احتساب هدف من كرة لم تتجاوز خط المرمى ... عموما عليهم أن يدركوا بأن مثل هذا القرارات الخاطئة لن تقبل بأي حال من الأحوال وسينتج عنها نوع من الجدل الحاد والمشاكل... والشواهد على ذلك كثيرة .. منها على سبيل المثال.. الضجة والغضب الإنجليزي الكبير الذي ظهر بعد هدف نجم منتخب انجلترا ..فرانك لامبارد (غير المحتسب) في مباراتهم مع ألمانيا في دور الـ 16 بنهائيات كأس العام 2010م .
ـ فالأخطاء التحكيمية القاتلة في مباريات كرة القدم دائما ما تتسبب في إثارة الجمهور وإحداث العديد من المشاكل بل أنها عامل رئيسي في اهتزاز الثقة في الحكام والتحكيم وتولد المخاوف التحكيمية... عموما تقليل حدوث الأخطاء القاتلة للحكام في مباريات كرة القدم ... يمكن من خلال:
ـ إيجاد الحكام الأقوياء الذين يحققون النجاح بدرجة عالية وأخطاؤهم قليلة وغير مؤثرة.
ـ وأيضا عن طريق الاعتماد على بعض الأساليب الحديثة التي تساعد الحكام وتمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح ...وهذا ما سنتطرق له في مقالات قادمة.