نجاح التنظيم.. وخروج شباب الأخضر
سجل الاتحاد السعودي لكرة القدم نجاحا باهرا في تنظيم بطولة كأس آسيا للشباب التي اختتمت قبل يوم أمس (الجمعة) بمدينة الدمام، حقيقة هذا النجاح ليس بمستغرب، فقد سبق أن نجح التنظيم السعودي في بطولات أكبر وأهم من هذه البطولة.. ككأس العالم للشباب وبطولة القارات.
للأسف النجاح التنظيمي الذي تحقق في هذه البطولة.. لم يواكبه النجاح الذي كنا نطمع فيه.. والمتمثل في نجاح الأخضر الشباب (مستضيف هذه البطولة) وتحقيقه كأسها والتأهل لنهائيات كأس العالم، خاصة أنه تجاوز الحصول على هذه البطولة بمراحل، فقد سبق أن حققها مرتين 86م في الرياض و89م في أبوظبي... وتأهل لكأس العالم للشباب ست مرات.
وهنا يجب التوقف ومراجعة الحسابات من خلال التحليل المنطقي للأسباب (الجوهرية) التي ساهمت في إخفاق شباب الأخضر في هذه البطولة.. بعيدا عن الاجتهادات الشخصية.. والآراء المضللة. والتي دائما ما تجعل العوامل القانونية هي أساس المشكلة خلف الإخفاق... والفشل... وهذا هو المرض الخطير الذي تعاني منه الكرة السعودية بعد خروج و(فشل) منتخباتنا الوطنية في بعض البطولات. والذي دائما ما يؤدي إلى عدم الوصول إلى الحلول السليمة والدائمة لتحسين المنتخبات وتطوير الكرة السعودية.
إخفاق الأخضر الشاب في هذه البطولة.. لا يتحمله المدرب.. أو لعدم فاعلية المعسكرات وما يواكبها من تحضيرات. وهذا الأمر الذي يجب أن يعرفه المسؤولون في لجنة المنتخبات، وإنما مشكلة المنتخب (الحقيقة) هي المشكلة الأزلية التي تعاني منها جميع منتخباتنا الوطنية.. (سواء الشباب أو الناشئين وحتى منتخبنا الأول) إنها مشكلة (البناء والتكوين)، فإذا أردنا ضمان صعود المنصات وملامسة الذهب والبروز والتفوق في البطولات الدولية... لابد من حل هذه المشكلة.. بدلا من الانشغال بالجوانب القانونية.. والتي لن تقدم أو تؤخر مثلما هو حاصل الآن لمنتخبنا للشباب.
باختصار الرياضة السعودية تعاني من بعض المشاكل (الخفية) كمشكلة الانتقاء غير الدقيق للاعبين في بداية الالتحاق باللعبة، ومشكلة عدم وجود خطط طويلة واستراتيجيات (مقننة) للتدريب.
وعدم وجود مناهج للبناء المتكامل للاعب.. وتطويره، وكذلك عدم وجود محتوى للاحتراف في أنديتنا المحلية،
ومن أراد أن يتأكد.. عليه أن يذهب للأندية (لدينا) ويشاهد ماذا يقدم ويعمل فيها من برامج.. فالواقع يقول إن: تدريب الفئات السنية ضعيف جدا.. فساعات التدريب الأسبوعية قليلة.. وفترة التدريب في الموسم قصيرة.. وغير كافية للبناء الحديث للاعب.
المناهج والمواد التعليمية والتثقيفية الخاصة بإعداد لاعب كرة القدم الحديث تكاد تكون شبه معدومة.
التدريب الفردي للاعبين.. لتنمية المهارات والقدرات البدنية وتطوير المستويات... غير موجود.
الأندية تعتمد على الإعداد القصير... فلا يوجد هناك إعداد طويل للاعبين من مرحلة الناشئين حتى الوصول إلى الفريق الأول.. ولعل الانتقالات العديدة للاعبين من الأندية الصغيرة إلى الأندية الكبيرة شاهد على ذلك.