إعصار الرائد والعروبة
لم يشأ الرائد والعروبة أن تنتهي الجولة السادسة من دوري عبد اللطيف جميل بهدوء يخيم على الوسط الرياضي في فترة التوقف لحساب المنتخب الأول واستحقاقه الآسيوي، فقد حدث الإعصار المجلجل وضحيتاه الهلال المتصدر بخسارته من الرائد بهدفين لواحد في الرياض والنصرالوصيف بتعادله الصفري مع العروبة الصاعد حديثا للممتاز في سكاكا الجوف. وترتب على إعصارالرائد والعروبة الكروي الذي هز قطبي العاصمة ووقع الهلال في مركزه والنصرتأثر من توابعه إعادة رسم الصدارة من جديد بتراجع الهلال إلى الترتيب الثاني وصعود النصر للمركز الأول بفارق نقطة عن منافسه. كما أن نتائج الجولة التي حدت من انطلاقة فارسي الصدارة لعبت في خدمة مراكز أندية الملاحقة وبات أقربهم نجران على مسافة نقطتين من المتصدر، والمسافة النقطية بين الأول النصر والسادس الفتح حامل اللقب أربع نقاط، كما أن ثامن الترتيب فريق التعاون النشط هذا الموسم ليس ببعيد بنقاطه التسع. وكنت في مقال أول أمس الأحد قد سميت الجولة السادسة (جولة صراخ برونو) في لقاء ديربي جدة الجمعة الماضي برفض برونو بصوت مرتفع استبداله في الشوط الثاني على اعتبار أن لقاءات السبت ستمر طبيعية لكنها لم تمر ولم تخضع للقياسات الفنية. وخسارة الهلال وتعادل النصر من فريقين دون مستواهما فنيا جعل الجولة السادسة صاخبة وتنهي أحداثها بإثارة لافتة بهزيمة الهلال المتصدر وفرملة وصيفه النصر في مباراتين كان قطبا الرياض هما من تسيد الميدان لعبا بلا نتائح، ولعب حارسا الرائد أحمد الكسار والعروبة رافع الرويلي دورا أساسيا في الحفاظ على النتيجتين. وفتحت هزيمة المتصدر الهلال من الرائد وهي الأولى له في الدوري بابا كان مغلقا في انتقادات المدرب الهلالي سامي الجابر الذي حملته بعض جماهير الزعيم مسؤولية الهزيمة كونه أحدث تغييرا في خطة لعب الهلال المعتادة بلعبه بمهاجمين بدلا من المعتاد بواحد. وكلام الجماهير الهلالية الغاضبة ليس بالضرورة هو سبب الهزيمة، فقد سيطر الهلال شكليا على الملعب وأضاع الكثير من الفرص وسط جسارة صلبة انضباطية من لاعبي الرائد يتقدمهم تألق الحارس الكسار. ورغم محاولات المدرب الهلالي سامي تغيير النتيجة واستعانته بالنجم العائد ياسر القحطاني وزميله نواف العابد في الشوط الثاني، إلا أن نجوم الرائد نجحوا في المحافظة على نتيجة المباراة بتقدمهم بهدفين في الشوط الأول وصمود فني في الشوط الثاني. ويبدو أن اللقاء كان لعبة مدربين أكثر مما هو ركض لاعبين بفعل خطة منضبطة رائدية ركزت على إغلاق المنافذ التي انتهجها مدرب الرائد الإيطالي نور الدين زكري أعجزت سامي المستجد في مجال التدريب عن تفكيكها. وهزيمة الهلال التي احتفلت بها جماهير الرائد يبدو أنها غسلت غضباً جماهيريا لازم الفريق منذ مطلع الموسم نتيجة تواضع أدائه ووقوعه ضمن ثلاثي المؤخرة وقفز به الفوز إلى الترتيب التاسع بصحوة غير عادية أطاحت بالمتصدر ودحرجته إلى الترتيب الثاني. ويوم السبت الماضي لم يكن يوما باسما لقطبي العاصمة، فقد كاد النصر الذي أهدر كل فرص الفوز التي أتيحت للاعبيه الذين أحكموا سيطرتهم على كامل اللقاء بلا نتيجة كاد في سكاكا الجوف أن يتلقى أول هزيمة له في الدوري لو سجلت فرصة العروبة في دقائق اللقاء الأخيرة. وحماس العروبة في لقائه مع النصر عوض عن اختلال ميزان القوة الفنية لصالح العالمي الذي فعل في الملعب كل شيء إلا التسجيل بفعل تكتل دفاعات العروبة وتألق لافت للحارس الرويلي وفي ظل أيضا حضورشبح الموسم المتمثل في سوء التحكيم الذي أغفل ضربتي جزاء للنصر واحدة بالإعاقة الجبرية لمهاجم النصر والثانية لمست يد متحركة من مدافع العروبة. وهذا ليس تبريرا لفشل نجوم النصر في حسم اللقاء ولايعني أيضا التقليل من بسالة لاعبي العروبة الذين أحرجوا ترسانة نجوم العالمي وسجلوا حضورا لافتا لهم في الدوري وفرضوا شخصية فريقهم الرافضة للهزيمة من الكبار بعد فوزهم على الاتحاد وتعادل مع الأهلي ونجاحهم الأخير في عودة النصر للرياض بنقطة واحدة. وجدد نجوم العروبة بتعادلهم مع النصر وبمدربهم التونسي جميل القاسم أن ملعبهم ليس ممرا سهلا للقادمين وإن ضريبة مرورهم محصلة بنقاط ثلاث أوعلى الأقل نقطة وخاصة من الأندية الكبيرة وربما إذا استمر نجم الشمال على توازنه وحماسه فقد يصبح ملعبه مصيدة لضيوفه لبناء رصيد من النقاط يؤمن عدم العودة للدرجة الأولى. يبقى القول إن كل الاحتمالات واردة في كرة القدم، فالعطاء والحماس واستثمار الفرص هو من يحقق النتيجة وليس الهيمنة على مساحة الملعب كما هو في لقاءي النصر في سكاكا أمام العروبة والهلال في الرياض أمام الرائد الذي كان رائدا في التحدي كما يحلو لأنصاره تسميته وتغلب على ظروفه وأطاح بالهلال. وتبقى إشارة أخيرة أن مباريات دوري جميل ستعود في جولتها السابعة يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر الجاري بعد توقف فرضته استحقاقات الأخضر السعودي الآسيوية واستعداده لمواجهة المنتخب العراقي ذهابا في العاصمة الأردنية في الخامس عشر من الشهرالجاري.