2013-09-29 | 08:57 مقالات

الرؤوس الحمراء تتراجع

مشاركة الخبر      

اليوم سيكون مقالي لاكرة فيه ولا صافرات تحكيم منغصه وسأتجاوز احداث الجوله الخامسه من دوري عبد اللطيف جميل التي انهت نشاطاتها امس السبت وحتى لا اترك عنوان المقال غامضا على القاريء الكريم سأبدأ به واقصد بالرؤوس الحمراء تتراجع هو كل من يرتدي غترة الشماغ الحمراء التي يفضلها غالبية السعوديين على الغتره البيضاء لاعتبارات منها انها عمليه اكثروتتناسب مع الاجواء السعوديه الحارة والمغبرة. ومن يلقي نظره على مدرجات ملاعبنا في انحاء البلاد يلحظ تنامي ظاهرة الرؤوس المكشوفه بلا شماغ والامر لايتوقف عند الشماغ وبلغ الثوب وهو الزي الوطني للسعوديين بارتداء الشباب الـ (تي شيرت والجينز) في منظر ملاحظ خاصة في ملاعب الغربيه والشرقيه واقل من ذلك في ملاعب الرياض والقصيم والشمال والجنوب. انها ظاهرة التحول والتغير وهي من سنن المجتمعات فلا شيء من استخدامات البشر يبقى على حاله ومن ينتقد مثل هذه التحولات في تفضيلات البشر سيجد نفسه بعد سنوات وقد بدت له من الامور المألوفه غير اللافته للانظار كما هو حال غالبية شباب اليوم الذين يفضلون اللبس الغربي على السعودي وهناك شريحه غير قليله من الشباب دخلت مجال لعبة الموضه في التباهي بكل جديد يطرح في الاسواق. ولان الاسواق تعمل بعيون مفتوحه وترصد كل المتغيرات في المجتمع فقد استجابت على الفور بتوفير كل مايحتاجه الشباب من ماركات عالمية وغيرها بما يتناسب والقوة الشرائية للمتسوق. وقد تفاعل الشباب مع ما يطرح في الاسواق من ملبوسات تستجيب لرغاباتهم بالارتداء في الملاعب والمنازل والمقاهي والاسواق وعلى سواحل البحار وفي البراري وقليل في المنتزهات لقلتها اصلا بالاضافة إلى تقييد حركة الدخول اليها لاعتبارات (الخصوصية) العائلية. وباتت الغتره الحمراء في الغالب والثوب السعودي مقتصرا لدى شريحة ليست قليلة على المدارس والجامعات والجهات الحكومية وفيما عدا ذلك الماركات الغربيه واغلبها مقلد من الملبوسات الرجاليةهي اللباس الملاحظ على شباب اليوم. وتنذر الموضة الشبابية بتراجع الطلب على الثوب التقليدي وقد يتلاشى في العقود المقبلة وربما يقبر في المدن السعودية الكبرى بعد اربعة عقود على الارجح ليقتصر استخدامة في مناطق بعيدة عن المدن الكبرى كون سكانها الاقل ليونة مع حركة التغير في الاذواق. فالشباب ينظرون إلى اللبس (البنطلوني) على أنه أكثر حيوية من الثوب التقليدي المقيد للحركة في كثير من الاعمال وهذا امر يعرفه كل من تعامل مع هذه الملبوسات لكنهم في المقابل يواجهون ضريبة تغير الاذواق ويدفعون ثمن التمرد على اللباس التقليدي بتصميمه الثابت من ميزانيتهم لصالح تجارالملابس. وهذا يعني انتعاشا لدي التجار وسط تنامي الطلب على هذه النوعية من الملابس يقابلها ارتفاع كلفة فاتورة شراء الملابس إلى أكثر من الضعف بكثير لينضم الشباب إلى النساء المغرمات بالتسوق وخطوط الموضه في منافسة مفتوحة على (الموضة) يدفع ثمنها في الغالب رب الاسرة الذي بيده الدفع وغيرة قرار الشراء. والملاحظ والتجار يحسنون توجيه حملاتهم التسويقية أنهم وجدوا في الموضة الشبابية فرصة لرفع سرعة ماكينة حملاتهم التسويقية الموجهة دائما على من يتخذ قرار الشراء وليس من يدفع فاتورته بمعنى أن رب الاسرة لايقع في أولياتهم. وتلك قاعدة معروفة في الحملات التسويقية الذكية بالتركيز على من يتخذ قرار الشراء كما هو الحال لتجار الادوية الذين تتركز حملاتهم على الاطباء كونهم من يتخذ قرار تحديد الدواء للمريض. ودخول الشباب على خط التسوق واغراءات الموضه وبقوة سيعيد النظرفي الكثير من خطط تجار الملابس الذين لازالوا ينظرون على أن المرأة هي المتيمة في الاستمتاع بالتسوق وشراء الملابس دون الرجال. يبقى القول اننا في زمن متغير ومتجدد ولا قبل لقواعد الماضي بتجميده عند حدود تقاليدها وقديما قالوا: (ان طاعك الزمن ولا طعه) وتلك هي المرونة في التعامل مع أمور فرضت نفسها على أرض الواقع متناغمة مع ايقاع العصر ولعل شباب العصر وقد حاكو الزي الغربي في لبسهم ان يحاكوهم في جديتهم وعملهم وادارتهم الاوقاتهم.