العروبة مدهش والتحكيم مخجل
فرض فريق العروبة الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز نفسه على أحداث الجولة الثانية ويجوز اعتباره نجمها اللافت المدهش وليس المفاجئ بفوزه على الاتحاد بهدف، مطفئاً اللمعان الاتحادي الذي حظي به في الجولة الأولى بهزيمته للشباب على أرضه برباعية. ومرت بقية اللقاءات عادية في نتائجها وميزها فنياً اللقاء المثير الذي جمع العملاقين الأهلي والنصر في الشرائع الذي انتهى سلبيا وسط أداء فني جيد من الفريقين. ومن هنا يجوز القول إن العروبة مدهش بجرأته وعنوان لأحداث الجولة الثانية والتحكيم مخجل ومصدر احتقان بأخطائه المؤثرة وبإلحاقه ألماً للجماهير ومسؤولي الأندية ومنذراً من بداية الموسم الكروي بأجواء من الاحتقان في الملاعب والمدرجات. وكنت ذكرت في مقال سابق بُعيد فوز الفتح ببطولة السوبر وما صاحبها من أخطاء تحكيمية كادت أن تعصف بفريق الفتح أن أداء التحكيم ينذر بمؤشر أولي مخيف لا يبعث على الاطمئنان لما هو قادم من أن سوء التحكيم سيستمر في رفع مستوى الاحتقان في الوسط الرياضي كما كان في مواسم مضت. وقد مرت جولتان من دوري عبد اللطيف جميل والأخطاء الفادحة والمؤثرة من الحكام مستمرة وقد أجحفت في حق الفرق وجماهيرها وإدارتها لتدفع ثمن سوء تقديرات الحكام المفزعة وهي التي تعبت على بناء فرقها وصرفت الملايين بغية المنافسة تحت مظلة قوانين كرة القدم. ولست هنا بصدد عرض أخطاء اللقاءات في الجولتين التي انتهت لصالح فرق استفادت من سوء تقديرات الحكام باحتساب أهداف غير صحيحة أو تجاهل ضربات جزاء واضحة مستحقة والجماهير شاهدت كل أحداث اللقاءات التي أشبعت تحليلا ونقدا واشمئزازا أيضا من سوء التحكيم. يبقى القول إنه إذا استمر التحكيم على هذا المنوال السيئ فهو ينذر بمخاوف قد تشهدها ملاعبنا والجماهير الرياضية فاض غضبها مبكرا من هول تصرفات الحكام الذين أوكل لهم فنيا وإداريا أمانة قيادة اللقاءات إلى بر الأمان بتطبيق قوانين اللعبة والجماهير وفرقها لا تريد غير ذلك. ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا مطلوب منه مواجهة الموقف بشجاعة ومعاقبة وإبعاد كل من ارتكب أخطاء مؤثرة رجحت فريقا على آخر وإن كان لايملك الأدوات التصحيحية لمسار التحكيم بإمكانه الاستقالة من منصبه ليأتي من هو قادر على ضبط منظومة التحكيم. كما أن الجمعية العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم هي الأخرى ليست بعيدة عن المسؤولية وبإمكانها طلب التصويت لحجب الثقة عن رئيس لجنة الحكام بصفته المسؤول عن منظومة التحكيم إذا استمر الوضع التحكيمي على تواضعه. وتبقى إشارة إلى أن الجماهير الرياضية ومسؤولي الأندية وإن كانوا يتمتعون برباطة جأش إلا أن مثل هذه الرباطة لايمكن المراهنة عليها وخاصة من الجماهير وهي الشريحة الأكثر حساسية تجاه أخطاء التحكيم والخوف وسط أجواء محتقنة من فلتان أعصاب الجماهير داخل الملعب وقد تمتد إلى خارجه. وتبقى إشارة أخيرة إلى أن مباريات دوري جميل ستعود في جولها الثالثة يوم الأربعاء 11ـ9ـ2013 بعد توقف يستمر لقرابة العشرة أيام لمشاركة المنتخب السعودي إلى جانب منتخبات الإمارات ونيوزلندا وترينيداد وتوباجو في دورة دولية تقام في الرياض تنطلق بعد غد الخميس.