(سندوتشات) المسحل ووعود باريان
ربما في ظل الأوضاع الحالية يتساوى مؤشر التفاؤل مع مؤشر التشاؤم لدى جماهير الكرة السعودية بعيد انقضاء الجولة الأولى من دوري عبد اللطيف جميل فيما يتعلق ببيئة الملاعب وجودة النقل التلفزيوني للمباريات فنياً وبشرياً. ولا أتوقع ظهور شيء جديد في الجولة الثانية غير ما ظهر في الجولة الأولى يؤشر إلى دخول مؤشر التفاؤل النطاق الأخضر بملاحظة أن لا شيء حدث من القائمين على الملاعب ومن لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها خلال فترة الصيف فقد كانوا على ما يبدو في إجازة واستيقظوا مع استيقاظ الملاعب بما فيها كاميرات النقل وبدأوا في تسويق الكلام والوعود بالأفضل. وكلام ياسر المسحل الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين للإعلاميين عن توفير خدمات غذائية للجماهير في الملاعب يوحي بأن التعامل مع بيئة الملاعب سيأتي بـ(القطارة) وليس كحزمة مدروسة تحقق تطلعات الجماهير في بيئة جاذبة. ويبدو أن المثل الشعبي (أطعم الفم تستحي العين) حاضر بأولويته في الخدمة والكل يعرف الوضع فلا خدمات محفزة ولا التزام بالجلوس في المقعد ولا أماكن لإقامة الصلاة ولا شاشات كبيرة تعيد اللقطات الكروية الجميلة بوضوح فضلا عن رداءة التعامل مع الجماهير عند بوابات الدخول بطريقة يغيب عنها الاحترام. على أية حال أهلا بكل ما من شأنه إضافة جديدة لخدمة جماهير الكرة لكن الملاحظ حسب كلام المسحل أن موضوع توفير الخدمات الغذائية من مشروبات و(سندوتشات) في الملاعب سيأتي بالاجتهاد ويقدم عن طريق شركة عبداللطيف جميل الشركة الراعية للدوري في غضون شهرين. والتساؤل لماذا لا يكون تقديم مثل هذه الخدمة عن طريق طرحها في منافسة عامة في وقت مبكر مع تسهيلات محفزة وجاذبة لكبريات الشركات الغذائية في البلاد وهي القادرة على توفير خدمة متكاملة. وحول موضوع النقل التلفزيوني مع الشركة العالمية المنتجة للكرة السعودية يجوز القول إنه تحت السيطرة وبإمكان الشركة المنتجة إحداث التغيير الإيجابي في الجولة التالية متى ما كان لديها خبرات فنية محترفة تحسن التعامل باحترافية مدعومة بحس كروي في توجيه حركة الكاميرات. واللافت في الجولة الأولى أن الاجتهادات الفنية في تحريك الكاميرات حاضرة وبدا المشاهد خلف الشاشة كما لو أنه أصيب بدوار البحر وهذا يعني أن الاستعداد لحدث هام يتابع من الملايين لم يأخذ حقة الكافي من الاهتمام الاداري والفني. وما قاله مدير عام القنوات الرياضية محمد باريان (من أن القائمين على العمل يسعون إلى الوصول للعلامة الكاملة بعدما يقارب ثلاث أو أربع جولات).. فيه ليونة مع الشركة الناقلة للدوري والتي لم توفق في الجولة الأولى. وكلام باريان من أن الشركة الناقلة قدمت في الجولة الأولى مايقارب 30% فقط من قوتها الفنية يدفع للاعتقاد أنهم وقعوا مع شركة لم تبلغ بعد حدود الاحتراف الفني المقبولة وكأن الجولات الأربع الأولى لها محطة تجارب لتحسين عملها. يبقى القول إن (سندوتشات) المسحل ووعود باريان لا ترقى إلى قناعة ورضى جماهير واعية سقف طموحها وذوقها ارتفع إلى حدود تفوق مستوى الدوري السعودي بشكله الفني والتنظيمي بتفضيل شريحة غير قليلة بمتابعة الدوري الأوروبي على حساب الدوري السعودي. كما أن من الجماهير من يحرص على حضور المنافسات هناك بكل ارتياح نفسي لا نكد فيه لانسيابية ودقة التنظيم واتجاه كل واحد إلى الكرسي الخاص به رغم ارتفاع قيمة التذاكر لتوافر بيئة محفزة بكامل خدماتها على الحضور. وتبقى مسؤولية الاتحاد السعودي لكرة القدم كبيرة متى ماتوفرت له الإمكانات المالية وهو الذي يعاني مثل الأندية ويعاني أيضا بأنه ليس سيد اختياراته ووحقوق النقل التلفزيوني أقرب مثال أن يعمل على توفير بيئة كروية نموذجية إداريا وفنيا على مستوى لجانه وملاعبه تتوفر بها كل عناصرالاتقان في العمل الاداري والفني والجذب والمتعة في المدرجات والملاعب. وعمل متقن بكامل أدواته المرضية والمحفزة للجماهير كفيل بجعل ملاعبنا تفيض بجماهيرها وسخونة المدرجات بهديرها سينعكس على الأداء الفني للاعبين داخل الملعب، وستكتمل كل عناصر الإثارة بما فيها المشجعة لرأس المال للاستثمار الرياضي خاصة وأن الجماهير والبنية القانونية والتنظيمية من أهم محفزات الجذب الاستثماري الرياضي. لقد شبعت الجماهير فيما مضى من كثرة الكلام وقلة الإنجاز ولعل الجدية مع توفر الإرادة القوية تعيد صياغة المشهد الرياضي في جميع مناحيه نحو إنجاز ملموس يرقى إلى تطلع الجماهير.