أخضر النصر و الهلال و أحمر الشباب
اللقاءات الودية التي جمعت خلال الأسبوع النصر بالشباب والهلال بالوداد المغربي أعطت مؤشرا فنيا أخضراً للنصر والهلال بفوزيهما، وهو مطلب فني ومعنوي للفريقين في حين أن مؤشر الشباب الفني أضاء اللون الأحمر خاصة في الشوط الثاني في وقت اقترب الموسم الجديد من بدايته. وعلى الرغم من فوز النصر على الشباب وديا بثلاثة مقابل اثنين مساء الأحد الماضي على ملعب النصر إلا أن الفريقين لم يبلغا بعد النضج الفني كما كان متوقعا في لقاء قوي يجمع ناديين متنافسين. وفي اللقاء الودي الآخر الذي جمع الهلال مع الوداد المغربي مساء أول أمس الثلاثاء أشر بالعلامة الخضراء لمستوى الهلال الإيجابي لعبا ونتيجة بفوزه بهدفين نظيفين، وفوز النصر والهلال في اللقاءين الوديين رغم أنه يفتقد إلى لون فني لافت يبعث على الكثير من الاطمئنان لجماهيرهما إلا أنه يبقيهما في خط الأمان الأخضر الاستعدادي للموسم ويبقي الشباب في الدائرة الحمراء. والخطر المبكر يهدد الشباب في استحقاقه الآسيوي عندما يلاقي في ذهاب دور الثمانية فريق كاشيوا الياباني الأربعاء بعد المقبل في مدينة كاشيوا اليابانية وهو لقاء بالغ الأهمية للشباب ستبنى على نتيجته حسابات التأهل لدور الأربعة على اعتبار أن الإياب في الرياض. ولعل معسكر كوريا الجنوبية القصير قبيل اللقاء يلملم أوضاع الفريق الفنية نحو التماسك الفني لاقتناص الفرصة المتاحة أمام الشباب للمضي قدما في (الآسيوية) نحوعبور الثمانية إلى الأربعة وصولا إلى بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخه. في حين أن وضع النصر أقل حرجا من الشباب كونه أمامه متسع من الوقت في موسم طويل قادر فيه على ضبط مفاصله الفنية بوتيرة أفضل خاصة في تفعيل الجانب الهجومي الذي ظهر كالأعمى في الشوط الأول وتحسن في الشوط الثاني بعد نزول الثلاثي حسن الراهب وباستوس وخالد الجيزاوي، والأخير كان مميزا من لحظة نزوله وكان فعالا في قلب النتيجة من هدفين للشباب في الشوط الأول إلى ثلاثة للنصر في الشوط الثاني. واللقاء الذي لم يرق إلى مستوى وزن الفريقين إلا أن النتيجة بحسب العطاء في الملعب عادلة، فقد تفوق الشباب في الشوط الأول وسجل هدفين ودان الشوط الثاني للنصر وسجل ثلاثة أهداف كان يمكن أن تكون خمسة لواستغل البرازيلي باستوس فرصتين سهلتين أتيحتا له أمام المرمى، ويبدو أنه غير مكتمل التحضير. ويلاحظ على الطريقة التي لعب بها مدرب النصر كارينيو أنه لم يحسن سد الفراغ في منطقة المحور لغياب إبراهيم غالب وأيمن فتيني، وكان بإمكانه أن يلعب بالقائد حسين عبد الغني محورا إلى جانب شراحيلي والاستعانة بإبراهيم الزبيدي في الظهير الأيسر ليتفرغ محمد نور كصانع ألعاب في جهة اليمين بدلا من تقييده بمهام دفاعية إضافية وهي المنطقة المفضلة للاعب خبير في وزن نور. ووجود نور في منطقته التي اعتاد عليها من سنين هو خير استثمار لمجهوده وخبرته بالإضافة إلى أنه سيكون عونا إيجابيا في صناعة اللعب للاعب الرشيق يحيى الشهري الذي يجدد في كل مباراة لعبها مع النصر أنه من أكبر المكاسب للفريق العالمي. وفي وضع الهلال الفني الذي سيطرعلى اللقاء وعجز الوداد عن مجاراته طيلة الشوطين وتفوق الهلال مهاريا في تحريك الكرة لصالحه في أرجاء الملعب وقتاليتهم في الضغط على الخصم وتخليص الكرة منه وقطع فرصة التفكير للخطوة التالية، ساعد الهلال في ذلك ضعف لياقة الفريق المغربي الذي ظهر متحمسا دون وقود لياقي كامل. والملاحظ على الأداء الهلالي الجديد بقيادة مدربه سامي الجابر خنق التمريرات القصيرة وسط تجمع الكثير من سيقان اللاعبين، وأسلوب مثل ذلك يسهل على الخصم إفساد مثل هذه التمريرات البينية القصيرة، وقد يؤدي الالتحام وسط الزحام إلى تعرض اللاعبين للإصابة، وأسلوب مثل هذا لايتقنه غير لاعبي برشلونة والهلال ليس برشلونة فنيا ومهاريا وبدنيا. يبقى القول إن الوديات بين النصر والشباب والهلال والوداد تدرج ضمن سعيهم لتجهيز أنفسهم للاستحقاقات الجدية المقبلة وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات، لكن من الواضح من سلوك المدربين النصراوي كارينيو والشبابي برودوم والهلالي سامي أنهم أعطوا للمباراة أهمية كما لوأنهم يلعبوا مباراة رسمية لإدراكهم بالأثر المعنوي، وبدا المدربون الثلاثة حرصين على الفوز لاعتبارات معنوية تدعم مرحلة الإعداد في سطورها الأخيرة. فقد ظهر برودوم منفعلا وحريصا على حسم اللقاء لصالح فريقه لإدراكه بالتداعيات المعنوية لفوز فريقه على فريق جماهيري كبير أحيط استعداده وتعاقداته الكبيرة بضجة كبرى لشحذ همم لاعبيه قبل لقاء الفريق الياباني، والحال كذلك لكارينيو الذي لوحظ عليه القفز من مقعده مع كل هدف وهجمة خطيرة للنصر لإدراكه أيضا بأهمية الفوز على فريق قوي لاعتبارات معنوية وفنية وجماهيرية أيضا. ولم يكن سامي في وضع مختلف فقد ظهر واقفا أكثر مما هو جالسا يوجه لاعبيه بشدة على الطريقة التي رسمها لهم بعد ملاحظته أي برود في أداء فريقه الفني، فهو لايريد الخسارة حتى لوكان اللقاء ودياً ليعطي لجماهير الفريق الأزرق مؤشرا على قدرته في المضي فنيا بالفريق رغم حداثة عهده بالتدريب، كما أن فوز الهلال أيضا يحجم الغطرسة الكروية المغاربية مع فرق الشرق العربي.