2013-07-11 | 19:22 مقالات

عجز في التسويق أم في التفكير؟

مشاركة الخبر      

غادر النصر خلال السنوات الأربع الماضية العديد من اللاعبين المحليين والأجانب، وجميعهم تنتهي علاقاتهم مع العالمي بالمخالصة المالية بالتراضي أو وفق العقد دون أن يستفيد العالمي منهم ماليا بتسويقهم. والمغادرة بإنهاء العلاقة على هذا النحو تطرح تساؤلا كبيرا عما إذا كان هناك عجز في التسويق أم في التفكير لإدارة صرفت الملايين لإحضارهم دون أن تستفيد منهم فنيا أو ماليا بإعادة تسويقهم أو إعارتهم لفرق أخرى محلية وخارجية؟ ويبدو أن العامل المشترك في الموضوع هو العجز في التفكير بتحديد احتياجات الفريق على أسس فنية وعلمية، ومادام العجز في هذا الجانب فإنه في التسويق حتما سيكون مثله. ولوكان هناك فكر احترافي من خلال تحديد احتياجات الفريق من خلال خبراء كرويين لما حدث ما حدث وما يحدث حاليا والكابتن عبد الرحمن علي القحطاني الذي قدم منتقلا بشكل نهائي من الاتفاق عام 2010 إلى النصر بعقد يمتد إلى أربع سنوات كلف الخزينة النصراوية حوالي 17 مليون ريال. ومشوار اللاعب القحطاني (30) عاما انتهى رسمياً مع نادي النصر قبل أيام بتوقيعه على مخالصة مالية نهائية قيل إنها بالتراضي وأصبح لاعبا حرا يستطيع الانتقال لأي فريق وإن كانت الأنباء تقول إنه قريب من اللعب للفتح بطل الدوري. والأمير فيصل بن تركي رئيس النصر (عراب المخالصات المالية) ثمن دوراللاعب، وقال إنه قدم مستوى جيداً مع الفريق منذ انضمامه وحمل المدير الفني الأورجواني كارينيو مسؤولية الاستغناء عنه. ويعلم الأمير فيصل بدءا من كارثة (الاجتهاد) بالتعاقد مع المدرب الإيطالي وولتر زينجا و(انسابه) الرومانيين رزفان وبتري ومعهما المدافع الأسترالي قبل ثلاث سنوات بمبالع كبيرة جدا وشروط جزائية جائرة أن التخلص منهم في وقتها كبد خزينة النادي عشرات الملايين. ومع الدرس الأول في المشوار الإداري الاجتهادي وعواقبه الوخيمة الفنية والمالية، إلا أن الأحوال سارت كما لو أن العبرة ليست دروسا يستفاد منها واستمر مسلسل التعاقد الأجنبي الذي ينتهي بمخالصة مالية ولم نسمع أو نقرأ أن النصر نجح في بيع عقد أي من لاعبيه الأجانب. والوضع نفسه يتكرر مع اللاعبين المحليين الذين كان لهم صولات مميزة في الملاعب، ولنضرب مثلا بالنجوم منهم، ويتقدمهم في هذا الصدد سعد الحارثي وعبد الرحمن القحطاني، فالأول ذهب مجانا للهلال والثاني قد يكون وقع للفتح دون أن يستفيد النصر ماليا من انتقال النجمين الكبيرين. يبقى القول إن الحالة النصراوية بانتهاء العلاقة بينها وبين لاعبيها بالمخالصات المالية دون جهد تسويقي لهم حالة لافتة وقد يكون لدى الإدارة النصراوية أسبابها. لكن مغادرة نجمين جماهيريين يسهل تسويقهما محليا بوزن الحارثي والقحطاني للنصر دون عائد استثماري كبيع عقديهما أو إعارتهما لدعم خزينة النادي يؤشر إلى وضع غير عادي في زمن احترافي استثماري تمثل فيه نجومية اللاعب جاذبية فنية واستثمارية على المستوى الفني والجماهيري والتسويقي.