2013-07-09 | 19:02 مقالات

المسؤولية الاجتماعيةليست علاقات عامة

مشاركة الخبر      

يطل علينا شهر رمضان المبارك بكل معانيه الدينية والروحية، ففيه تلين القلوب القاسية وتهذب النفس المتمردة في شهواتها وتكون أقرب إلى خالقها أكثر من أي شهر آخر. ومقالي اليوم ليس للحديث عن فضل شهر رمضان المبارك، ولن أضيف جديدا لو حاولت تعداد فضائل هذا الشهر، ويكفي القول عن عظمة صيام وقيام الشهر مانص عليه الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) رواه البخاري ومسلم. وسبحان رب كريم خص أعمال عباده في صيام وقيام شهر رمضان له وهو يجزي به، ومن منا لاينتظر الجزاء من رب العباد بالأعمال الخيرة في هذا الشهر المبارك ومنها ما يطول أثرها المجتمع. وموضوع مقالي اليوم موجه لمن يريد الجزاء من الله من أهل الملاءة المالية من شركات وبنوك وأفراد من خلال الانخراط في منظومة المسؤولية الاجتماعية التي لم تبلغ في بلدنا حد التفاعل مع احتياجات المجتمع تفاعلا إنسانيا لا إعلاميا. والمسؤولية الاجتماعية هي التزام أخلاقي بشكل عام ولاتدرج ضمن النشاطات الإلزامية وإنما هي عمل تطوعي ونشاط من هذا النوع تقوم به الشركات يقدم للمجتمع للمساهمة في تنميته، ومتى ما دخلت (المنة) فيه بات عملا مشبوها وضرب من ضروب النفاق الاجتماعي الذي لا تحمد عواقبه متى ما تكشف أمام المجتمع. ومن ركب قطار المسؤولية الاجتماعية مختفيا وراء حملة علاقات عامة لتحسين صورته التي هي دون مستوى الدقة في العمل والإنتاج، قد لايجني من نشاطه غير العواقب وتداعياتها السلبية على نشاطه وسط مجتمع تجاري يحتدم فيه التنافس. إذاً المسؤولية الاجتماعية ليست كلها مساهمات لدعم نشاطات اجتماعية وإنما تبدأ من داخل النشاط في تطبيق معايير الجودة في الإنتاج بحرفية إدارية وفنية عالية والليونة الإدارية في تطبيق المعايير لها تداعياتها السلبية المستقبلية على ذلك النشاط مهما كان حجم نشاطه الدعائي الترويجي. وأصحاب الأعمال الخيرون يدركون أهمية الأمانة والدقة في العمل كمسؤولية منهم تجاه عملائهم، ويدركون أيضا أهمية العوائد الإيجابية التي أهمها الثقة المنعكسة على نشاطهم في دعم النشاطات الاجتماعية خارج نطاق شركاتهم. والمسؤولية الاجتماعية استثمار طويل الأجل مضمون العوائد المالية في الأجل المنظور نتيجة ارتفاع جدار الثقة من جراء أعمال خيرة على الأرض تصب في خدمة المجتمع عمقت العلاقة بين المنتج(الشركة) والمستهلك (المجتمع). وهذا يعني أنه كلما اقتربت الشركات من هموم المجتمع وتعاملت معها تعاملا إيجابيا كلما كانت هذه الشركات تقع في دائرة تقدير المستفيد وبالتالي خلقت لنفسها جاذبية عنده. والاستمرار من قبل الشركات في التفاعل مع المجتمع والمساهمة في تفعيله ومخرجات التفعيل تصب في النهاية في صالح الاثنين الشركات والمجتمع، وتطور أعمال الشركات مرهون بتطور المجتمع الذي يعيشون فيه، فنمو الاثنين يتناسب طرديا. يبقى القول إننا في مجتمع مسلم حث دينه على التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى ونشاط المسؤولية الاجتماعية من عمال البر والتقوى. ولعلنا في هذا الشهر المبارك نشهد نشاطا كبيرا من الشركات نحو تعزيز دورها في مجال المسؤولية الاجتماعية لبلورة مجتمع تكافلي ينعم بمنافع كثيرة.. والله لايضيع أجر من أحسن عملا ..وكل عام وأنتم بخير.