(الاحتراف) تفتح باب التلاعب
الحماس المبكر الذي أبداه الاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال لجنتي الاحتراف والمسابقات يؤشر إلى أن ثمة عمل مختلف عما سبق واللجنتان بحسب حركتهما النشطة إعلاميا حرصتا على إيصال رسالة للوسط الرياضي مفادها أن الجدية في العمل هي شعار المرحلة المقبلة. ولجنة المسابقات التي عجلت في التفاعل مع الأمر الملكي بجعل الإجازة الأسبوعية في البلاد يومي الجمعة والسبت وتعمل حاليا على إجراء تعديل في جداولها بما يتفق مع الوضع الجديد دليل يبشر بعمل جاد روعي فيه قدر المستطاع عوامل الدقة. والأهم هنا لجنة الاحتراف وهي تواجه فترة التسجيل الصيفية للاعبين المحترفين وعما إذا كانت ستتخذ من منطوق الأنظمة الدرع الواقي لها في مواجهة ضغوط الأندية الكبيرة التي درجت فيما مضى على اختراق القوانين مستفيدة من ليونة القائمين عليها. واللجنة وهي التي أبدت حماسا نحو فرض القوانين عاب على إجرائها الأخير أنها وضعت ما يشبه المخرج للأندية للالتفاف على القوانين فيما يتعلق بالاستحقاقات المالية للاعبين بتقديم ما يثبت الاتفاق على تسوية بين اللاعب وناديه بزمن محدد لتسديد حقوقه. وهذا الإجراء في باطنه أن (الاحتراف) فتحت باباً للتلاعب تستفيد منه الأندية على حساب لاعبين ينتظرون في كل فترة لعل لجنة الاحتراف تنتصر لهم برفض التسجيل قبل الوفاء بكامل الحقوق. وهذا الإجراء أيضا هو بمثابة تقوية لمواقف الأندية على حساب اللاعبين أصحاب الحق بإعطاء الأندية فرصة لاستخدام نفوذها على اللاعبين باعتبار اللاعب هو الحلقة الأضعف في الميزان التعاقدي مع ناديه والأضعف أيضا في مواجهة قوى متنفذة تحصل في النهاية على ما تريد. لكن يبقى على اللاعبين الذين تم صديدهم بمثل هذه الإجراءات من أنديتهم فيما سبق واللاعبين المنتظر صديدهم أن يتخذوا موقفا صارما برفض التوقيع على اتفاقيات من هذا النوع وفرض أمر واقع على أنديتهم بالدفع لهم تحت شعار التسديد أولا ولا حلول غيرها. ولو كان هناك رابطة للاعبين المحترفين ما كانت أحوالهم وصلت إلى مرحلة مخجلة في بعض الأندية بات اللاعب فيها قريبا من المتسول وهو يطالب بحقوقه مما أوقعه في الكثير من المتاعب وعرض بعضهم للإحراج وأي حرج يرقى إلى أن لاعبا محترفا يطلب الاقتراض من أصدقائه لدفع فاتورة علاج والدته في المستشفى وهو الذي وقع مع ذلك النادي بالملايين. ومن المؤكد أن التجارب الماضية وطريقة تعامل الأندية مع لاعبيها ستكون حاضرة في حسابات اللاعبين وأن (الطيبة الساذجة) التي كانت سائدة لم يعد لها مكان مع نمو الثقافة القانونية لدى اللاعبين وأن العقد هو شريعة المتعاقدين وعلى الأندية احترام تعهداتها أمام لاعبيها. وحكاية الاتفاقية الجانبية بين اللاعب وناديه بالدفع مستقبلا لم تعد مناسبة خاصة وأن هناك من الأندية من لا يحترم تعهداته وهدفه من هذه الاتفاقية تمرير تسجيل لاعبيه على لجنة الاحتراف وهناك من الاداريين من يصدح بالقول مستفيدا من مثل هذه الفجوات (سنسجل ونسجل) وديون ناديه تتراكم واستحقاقات لاعبيه تتزايد. يبقى القول إن استمرار مرونة لجنة الاحتراف مع الأندية فيما يتعلق بحقوق لاعبيها هو بمثابة تشجيع للأندية في المماطلة في صرف حقوق لاعبيها والوقت مازال جيدا للجنة الاحتراف لإبلاغ الأندية برفض تسجيل اللاعبين ما لم تكن كل الأمور المالية للغير تم تغطيتها.