هلال سامي
تعيش شريحة من جماهير الهلال المنتشية بالكلام الإعلامي حالة من الترقب المتفائل من أن فريقها الموسم المقبل سيكون فريقا من حديد لاقبل لأحد بمواجهته خاصة مع توارد الأنباء عن تعزيز صفوف الفريق بنجوم عالميين من الصف الأول. والواقع أن ما يحدث في الهلال هو نفخ إعلامي بدءاً من التعاقد مع سامي الجابر كمدرب للفريق لمدة ثلاث سنوات وهو الذي لم تتجاوز سيرته الذاتية في مجال التدريب السطر الواحد، وما أعقبه عن الكلام عن شخصية هلالية رصدت مبلغا كبيرا من الملايين تحت تصرف المدرب المحلي الجديد الذي فضل أن يكون مساعدوه من الأجانب بدلا من السعوديين كخطوة ربما للابتعاد عن تشويش (العقول المحلية). والمدرب سامي الذي ذكرت في مقال سابق أنه أقدم على مجازفة لموافقته على تدريب فريق جماهيري كبير، قد تكون هذه المجازفة الخطوة الأولى نحو النجاح بإقدامه على ذلك، ويبدو أنه محظوظا حتى الآن إعلاميا خاصة أن نجوميته كلاعب ساعدت في جعله محل القبول عند الجماهير الهلالية التي عادة ما تتأثر باتجاهات الصحافة الزرقاء التي وضعت كل ثقلها خلف هلال سامي ربما توجيها أوتنسيقا. وسامي الذي حظي بالمديح الإعلامي من أنصار فريقه وهو الذي لم يبدأ عمله بعد، سيكون في موقف حرج إذا لم تكن النتائج على أرض الملاعب في الموسم الكروي المقبل توازي على الأقل النفخ الإعلامي الذي صاحب عودته لفريقه السابق مدربا بعد أن كان إداريا وقبل ذلك لاعبا. ولأن العقد مع سامي على مدى ثلاث سنوات فإن سنة سامي الأولى مع التدريب ستحدد الفكر الفني الذي يمتلكه وجمعه من خلال احتكاكه بالمدربين السابقين كلاعب وإداري، وهذا يعني أنه يمكن بعد موسم كروي الحكم على منهجية سامي وعما إذا كان على درجة من الكفاية الفنية التي تؤهله لقيادة فريق جماهيري تعود على حصد البطولات في كل موسم. لكن على فرضية أن سامي لم يوفق في سنته الأولى لايعني أن كل شيء انتهى فنيا في حياة مدرب صاعد يسعى لإثبات قدراته وقد وجد إدارة تثق به ومنحته الفرصة، وهي بكل تأكيد لن تتأخر في الوقوف مع مدربها وستتمسك به لإكمال مدة عقده، والثلاث سنوات هي محل الرهان على نجاح سامي وليس سنة واحدة. وسيبلغ الحظ عند سامي أعلى درجاته في الموسم الآسيوي المقبل أو الذي يليه إن نجح في قيادة فريقه إلى النهائي، وهذا كفيل بإسقاط كل الملاحظات عليه وقد حقق لفريقه مالم يحققه مدربون في الثلاثة عشر سنة الماضية. يبقى القول إن أي بطولة محلية في عهد سامي لن تكون في حكم الإضافة الكبيرة للفريق وهو الذي بلغ حد التشبع المحلي وجماهيره متعطشة لكسر الحاجز المحلي نحو بلوغ نهائيات كأس العالم للأندية. والزعيم الهلالي بسامي مدربا له وبغيره سيبقى حاضرا في المنافسات السعودية لتوفر عوامل بقائه لامتلاكه ترسانة من النجوم المؤثرين القادرين على فرض تواجدهم في الملاعب المحلية، وكل مافي الأمر لعبور القارة الصفراء يتوقف على التحضير الجيد خاصة النفسي وربما علاج عقدة الآسيوية لدى المدرب المحلي سامي، وقد ينجح في ذلك متى ما توفرت له الأجواء الصحية للعمل.