إعادة صياغة آسيا كرويا
في مقال الثلاثاء الماضي، وملخصه أن إقحام بطل الكأس كمتأهل رئيسي في دوري أبطال آسيا أمر لايستقيم وتصنيف البطولات، خاصة أن الاتحاد الآسيوي ينظم مسابقة لأبطال الكؤوس هي الثانية من حيث الأهمية في ميزان مسابقاته. ويفترض أن تلعب الفرق وفق تصنيف البطولة التي حصلت عليها لا بالقفز غير المنطقي باللعب في مسابقة مختلفة تحمل اسما آخر، والملاحظات على نشاطات الاتحادي الآسيوي الكروي لاتتوقف فقط عند أبطال الكؤوس الذين مكانهم الطبيعي المنافسة في مسابقة أبطال الكؤوس بل تشمل أيضا أبطال الدوري. ومسابقة أبطال الدوري الآسيوية وهي الأهم والأكبر في القارة معلوم أنه يشارك فيها أندية تالية لبطل الدوري بعضها يصل إلى ثلاثة فرق مع البطل أو ما يعرف بتحديد المقاعد الآسيوية لكل دولة تقع في التصنيف الأول وتحقق معدلا مرتفعا من أدوات التقييم المعيارية الأحد عشر المعلنة والمعروفة. ومشاركة فرق دون البطل في الترتيب ليس إجراء عادلا لكل الاتحادات المحلية الآسيوية البالغ عددها 46 اتحادا والواقعة تحت مظلة الاتحاد الآسيوي وفيه إجحاف في حق الدول وفرقها الأبطال الذين يشاهدون فرقا غير بطلة للدوري في بلادها تشارك على حسابهم. صحيح إن فرق الدول التي لم تشارك في البطولة لم تحقق الحد الأدنى لنظام تقييم الاتحاد الآسيوي للتأهل للمشاركة الذي لايقل عن 600 نقطة من أصل 1000، لكن بإعادة النظر في الشكل الفني والتنظيمي للمسابقة يمكن التغلب على المعوقات. وهنا لو يلجأ الاتحاد الآسيوي إلى إعاة صياغة آسيا كرويا باعتماد مشاركة الأبطال فقط في كل دولة لأمكن تحقيق نوع من العدالة بين الدول وأصبح مسمى مسابقة أبطال الدوري مقترنا بمشاركة الأبطال دون أن يكون لما دونهم نصيب في المشاركة. وفي مثل هذا الإجراء ولاعتبارات فنية تبقى المعايير كما هي مع مرونة كافية في التقييم تسمح بفرز12 فريقا بطلا للدوري ستة من الشرق ومثلها من الغرب على ضوئها يتحدد مشاركة فرق التصنيف الأول في دوري المجموعات، بمعنى أن الأبطال من فرق التصنيف الأول تتأهل مباشرة إلى دوري المجموعات. وتخوض الفرق البطلة في بقية الدول الواقعة في تصنيف أدنى وعددها 34 فريقا تصفيات تمهيدية كل في قسمه القاري(شرق ووسط وغرب)، مع ملاحظة توفر المرونة لكل الفرق في الأدوار التمهيدية دون تشدد متعسف، ويترك للملاعب عمليات الفرز. وستفرز التصفيات التمهيدية عن صعود 20 فريقا من الشرق والغرب تنضم إلى تصفيات دوري المجموعات كل في حيزه القاري، ليكتمل المجموع النهائي لعدد المشاركين في دوري المجموعات بـ 32 بطلا تضم فرقا من الغرب والشرق وربما الوسط الآسيوي حسب ما تفرضه المعايير الجديدة المصاحبة لمثل هذا الإجراء لوتم العمل به. ومثل هذا الإجراء بقصر مسابقة دوري أبطال آسيا على الأندية الأبطال فقط قد لا يكون في حكم السهل تطبيقه قريبا لاعتبارات فنية وتنظيمية وإدارية وتسويقية، لأن إجراء مثل ذلك يتطلب وقتا لإعادة تركيبة شكل المسابقة من جديد وربما بمعايير إضافية أومخففة. يبقى القول إن هناك من سيقول إن الكرة في آسيا تتمركز قوتها فنيا وبنيويا وماليا في عدة دول محددة والغالبية دول دون ذلك من حيث المستوى الفني والبنية التنظيمية والتحتية، وإن ذلك سيكون على حساب قوة المسابقة فنيا وتجاريا وتسويقيا وجماهيريا أيضا بالإضافة إلى زيادة الكلفة المالية على المنظمين. ومثل هذا القول منطقي، إلا أن الهدف الفني لتطوير اللعبة في كل القارة ودفع دول ضعيفة كرويا تفتقر إلى المنشآت والأساليب التنظيمية إلى الأمام يتطلب أخذه في الاهتمام مقدما على أية حسابات أخرى رغم أهميتها.