النصر والهلال في خطر
كان فريق الشباب بفوزه على الرائد في بريدة بهدفين الناجي الوحيد في ذهاب دور الثمانية لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال من بين فرق العاصمة في حين تلقى كل من النصروالهلال ضربتين موجعتين وبثلاثية من الأهلي والاتحاد قد تعصف بآمالهما في المسابقة. فقد ضرب النصر بثلاثية مقابل هدف من الأهلي على ملعب الشرائع مساء السبت أضعفت إلى حد كبير من فرص تأهله إلى دور الأربعة وبات موقفه في الإياب يوم غد في الرياض صعباً. والنصر مطالب مساء غد بالفوز بهدفين نظيفين ومنع الأهلي من غزو مرماه لضمان التأهل وستصبح معادلة النصر للنصر معقدة متى ما استقبل هدفا أهلاويا. ومن الصعوبه بمكان القول إن النتيجة ممكن أن تشهد مهرجان أهداف يخدم في النهاية النصر والأرجح أنها لن تزيد عن فارق هدفين لقوة الفريقين المتقابلين. وهذا يعني أن النصر والهلال في خطر يهدد استمرارهما في المسابقة متى ما استثمر الأهلي والاتحاد مكاسب الذهاب ونجحا في تعزيزها في الإياب أوعلى الأقل المحافظة عليها. وإذا كانت مباراة الأهلي والنصر بحكم التكافؤ الفني القريب بينهما قد ذهبت لمن أحسن استثمار الفرص فإن لقاء الاتحاد والهلال يبقى لافتاً وجاءت نتيجته غير متوقعة لاعتبارات فنية بحتة. فقد كان الهلال متكاملا بفريقه الأول في حين أن الاتحاد أعاد انتشاره الفني بالزج بفريق جديد من الشباب محدودي الخبرة، الأمر الذي جعل الكثيرين ـ وأنا منهم ـ يسلم بأن النتيجة هلالية حتمية وأنه لا قبل لفريق شاب على مواجهة فريق متمرس وزاخر بالنجوم. وبصراحة لم أكن أتوقع على الإطلاق وأنا في أستديو برنامج إرسال ظهر أول أمس الأحد خلال حديثي عن لقاء الاتحاد والهلال العاصف مساء اليوم ذاته أن تؤول النتيجة بمثل ما انتهت عليه بهزيمة الهلال المتكامل بثلاثية مقابل اثنين من فريق الاتحاد الجديد الحديث التكوين بنجومه من شباب النادي. ولايمكن أيضا القول إنني أخطأت في القراءة الفنية للفريقين فقد جرت المباراة خارج الحسابات والمعطيات الفنية التي كانت كلها تصب في صالح الهلال قبل انطلاقة اللقاء، ولم يكن أكثر الاتحاديين تفاؤلا يتوقع ذلك وكذلك الهلاليون الذين شغلهم الحديث عن مقابلة فريق لخويا القطري في دوري الستة عشر الآسيوي أكثر من لقاء الاتحاد. وما حدث في ملعب الشرائع لايمكن القول عنه إنه استهتارهلالي بفريق اتحادي شاب معظم نجومه من حديثي الخبرة في تمثيل الفريق الأول ومن شاهد المباراة كما لو تفرج على فريقين خبيرين في ميادين الملاعب كانت الغلبة للأسرع في الأداء والأكثر انضباطية. ولم يكن الهلال باردا في التعامل مع المباراة لنقل إن شباب الاتحاد سرقوا النتيجة بل تحقق لهم ما أرادوا بهمة وعزم شديدين للدفاع عن اسم فريقهم أمام ماكينة زرقاء تزخر بالنجوم القادرين على حسم اللقاء في صالحهم في أي وقت لكن الصمود الاتحادي بحيوية الشباب أعادهم إلى الرياض صفر اليدين دون غنائم في لقاء الذهاب. وباختصار لقد كان اللقاء رغم فارق الخبرة لصالح الهلال مثيراً في كل جوانبه الفنيه وزاخرا بخمسة أهداف أضافت الكثير من الإثارة للقاء وخاصة في الشوط الثاني الذي شهد تألقا اتحاديا لافتا تكتيكاً وتكنيكاً أبطل كل المحاولات الهلالية الانتحارية لتعديل النتيجة. ويبقى التساؤل عما إذا كان شباب الاتحاد قادرين على الحفاظ على مكاسب الذهاب والتأهل إلى دور الأربعة بتوجيه ضربة ثانية للهلال بعد غد الخميس تخرجه من المسابقة أو أن ما حصل في الشرائع مجرد انتفاضة حماس شباب أم أن لها سند فني قابل للاستمرار؟ يبقى القول ووفق نتائج الذهاب إن الأهلي والشباب اقتربا من بلوغ دور الأربعة إلى حد كبير جدا وأن واحدا منهما سيكون طرفاً في النهائي ويليهما الاتحاد ويبقى المتأهل من الفتح والاتفاق تحكمه نتيجة الإياب في الدمام بأفضلية اتفاقية كونه أنهى مواجهته مع الفتح في الهفوف بهدفين لكل منهما.