الجوف كرة قدم وزيتون
بصعود العروبة من مدينة سكاكا كبرى مدن منطقة الجوف (أقصى شمال غرب السعوية) لدوري الأضواء السعودي(دوري عبد اللطيف جميل)، وهو النادي الذي تأسس عام 1975 تحت مسمى العميد وتغير الاسم إلى العروبة عام 1995.. بصعوده للأضواء فرضت منطقة الجوف نفسها على الخريطة الكروية الرياضية للأندية الممتازة وسيصبح اسمها متداولا أكثر بكثير من قبل في وسائل الإعلام. وفريق العروبة الذي أمن صعوده بعد فوزه على الطائي بثلاثية الخميس الفائت تبقى له خطوة وحيدة ليحقق بطولة دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى في حالة فوزه في الجولة الأخيرة عصر الخميس المقبل على فريق النجمة من القصيم ليرفع عدد نقاطه إلى 59 نقطة والتعادل سيدخله في حسابات مع أقوى منافسيه على تحقيق البطولة فريق الرياض 54 نقطة. لكن في حالة فوز النهضة 52 نقطة والخليج 52 نقطة وخسارة الرياض فهذا يعني تتويج العروبة بطلا لدوري ركاء دون النظر لنتيجة الجولة الأخيرة ويبقى حسم الوصافة عبر لقاء فاصل بين النهضة والخليج والرياض سيكون خارج حسابات الصعود. وعلى الأرجح أن الرياض الفريق الأكثر حظا للصعود كونه سيقابل فريق سدوس المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية في حين سيقابل النهضة خارج أرضه فريق حطين من جيزان والربيع من جدة سيستضيف الخليج. وخبرة فريق الرياض بالإضافة إلى عامل لعبه على أرضه في الرياض وتواضع خصمه سدوس يعطيه حظا أكبر من منافسيه لاستثمار الموقف وخطف البطاقة الثانية للصعود إلى الأضواء وهو الفريق العريق الذي بقي بعيدا عنها في العقدين الماضيين بعد أن كان يسمى مدرسة الوسطى وقد يكون بطل المسابقه في حالة تعثر العروبة. والعروبة الذي احتفل في لقائه الأخير بالصعود سيسعى إلى الفوز لتكون الفرحة فرحتين، فرحة ببطولة دوري ركاء وفرحة بالصعود ليضيف طابعا كرنفاليا رياضيا على منطقة الجوف التي اشتهرت في العصر الحديث بمزارع إنتاج زيت الزيتون الذي يحمل اسمها، وبانضمام كرة القدم إلى وسائل التعريف بالمنطقة يجوز القول إن الجوف كرة قدم وزيتون، أي أن شهرتها لم تعد متوقفة على الزيتون فقط، وبدخول العروبة قائمة الأندية الممتازة سيزداد اسم المنطقة تداولا في الإعلام. يبقى القول إن دخول منطفة الجوف من خلال كرة القدم إلى دائرة الأضواء الإعلامية لعله يخلق تداعيات إيجابية لسكان المنطقة نحو تعزيز المزيد من الخدمات الرياضية والتعليمية والصحية والاستمارية والسياحية لإعادة إنعاش منطقة كانت في عصر من العصور طريقا للتجارة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر، كما أنها كانت ولازالت طريق الحجاج البري إلى بيت الله الحرام. وتبقى إشارة أنه بصعود العروبة إلى دوري الأضواء وما يترتب على ذلك من زيادة حجم الطلب على مقاعد الطيران فإن الوضع الجديد يتطلب تحركا مبكرا من الاتحاد السعودي لكرة القدم مالم تبادر الخطوط السعودية في التعامل مع المستجدات لمواجهة الطلب على مقاعدها. صحيح أن (السعودية) توفر ما معدله رحلتين جويتين من سكاكا إلى الرياض يوميا ومعدل رحلة يومية من سكاكا إلى جدة وأقل من ذلك إلى المدينة المنورة وبقية المحطات، إلا أن أهالي المنطقة بحسب صحيفة الجوف الإلكترونية يعانون من نقص عدد المقاعد التي تقابل الطلب الكبير على الرحلات إلى مناطق المملكة المختلفة. وهذا يتطلب تنسيقا مبكرا بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والخطوط السعودية لزيادة عدد الرحلات لمواجهة النشاط الرياضي الجديد بصعود العروبة إلى دوري الأضواء حتى لاتواجه الأندية مشكلة في تأمين المقاعد التي تحتاجها من وإلى سكاكا وحتى لايضطر الاتحاد السعودي إلى كسر برمجته لروزنامة الدوري بالتأجيل أو التقديم.