نور النصراوي يؤشر لبركان قادم
على الرغم من الدبلوماسية التي بدا عليها النجم النصراوي الجديد محمد نور خلال المؤتمر الصحفي بُعيد توقيع العقد مع العالمي وقوله إنه غادر فريقة السابق الاتحاد برغبة من إدارته وجاء إلى العالمي برغبته لتوفر الجدية في العرض النصراوي إلا أن الأسى والحزن كان بادياً على وجهه من الطريقة التي عومل بها من الإدارة الاتحادية. والملاحظ رغم مرارة التصرف الاداري الاتحادي إلا أن النجم الكبير لم يتضمن كلامه أي إشارة نقدية لإدارة فريقه السابق والفرصة كانت مواتية له في مناسبة كبيرة وسط حفاوة غير عادية أحيط بها من إدارة النصر وجماهيره غُطيت صحفيا وفضائيا. وكان بإمكان النجم الكبير أن يقول ما يريد ويستشهد بالانتقادات الحادة والعنيفة التي طالت إدارته السابقة من جماهير العميد والكثير من وسائل الإعلام على سوء طريقة تعاملها معه لكنه لم يفعل وتصرف بحكمة وركز على الجوانب الفنية مبتعدا عن الخوض في جوانب أخرى، وشدد على أن عطاء اللاعب يقاس بما يقدمه على أرض الملعب وليس بسنه. وقد أحسن نور التصرف كلاعب محترف مهتم بالجوانب الفنية قاطعاً الطريق على الذين يريدون التقاط بعض الكلمات الغاضبة لتداولها وتكييفها مع أو ضد إدارة فريقه السابق.. وتصرف نور الحكيم يدرج ضمن احترامه الكبير لناديه السابق وجماهيره. وكلام النجم الكبير يؤكد أنه على درجة كبيرة من النضج الفكري والفني وواثق من إمكاناته الفنية التي سيوظفها لخدمة فريقه الجديد مما يدفع إلى التنبؤ بنور نصراوي يؤشر لثورة بركان فني قادم وهو الرد العملي في الملاعب لكل من شكك في قدرته على العطاء. والكابتن محمد نور سيكون محط أنظار الجماهير في مسابقة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين وسيشارك فريقه النصر كلاعب هاو وهنا يجوز له مشاركة فريقه الجديد بعد مضي 30 يوما على آخر مشاركة له مع فريقه السابق حسب اللوائح. ومعلوم أن آخر لقاء شارك فيه الكابتن نور كان أمام الهلال في التاسع والعشرين من مارس الماضي وهزم فريقه في ذلك الوقت بأربعة أهداف مقابل اثنين وكانت نتيجة مزعجة لجماهير العميد وإدارته. ويبدو أن الأربعة الهلالية (قربعة) عقول الادارة الاتحادية مما حدا بها في لحظة عاطفية لا تخلو من الاستعجال والتهور الاداري كما يبدو إلى منح أربعة من نجوم الفريق الكبار يتقدمهم نور إجازة إلى نهاية الموسم بحجة إحلال أسماء شابة. وهو إجراء لم تحسب الإدارة عواقبه وتداعياته الغاضبة جماهيريا لاسيما وأن من بين النجوم لاعبا جماهيريا فوق العادة هو محمد نور ينظر له من جماهير الاتحاد على أنه رمز كروي وصانع البطولات الاتحادية على مدى أكثر من عقد وساهم بفاعلية في حصول فريقه على الكثير من البطولات. والكابتن نور لم يكن دوره البارز محلياً فقد ساهم في نقل نشاطات الاتحاد إلى خارج الحدود وقاد العميد إلى اللقب القاري الآسيوي مرتين وعبر بالاتحاد حدود القارة الآسيوية إلى العالمية ناقلاً تصنيف فريقه من فئة الأندية المحلية إلى فئة الأندية العالمية في مناسبة مونديالية في النصف الثاني من العقد الماضي. يبقى القول إن نور انتقل من الاتحاد العميد السعودي إلى النصر العميد العالمي لأندية آسيا العالمية وهما الناديان السعوديان اللذان بلغا العالمية ومثلا القارة الآسيوية في مونديال كأس العالم للأندية أبطال القارات. وانضمام نور للنصر قد يحل أزمة افتقاده إلى صانع الألعاب المؤثر وهي التي عانى منها لفترة طويلة بعد اعتزال نجميه الكبيرين يوسف خميس وفهد الهريفي ونور خير من يسد هذا الفراغ وهو المصنف على أنه من أفضل صانعي الألعاب في الملاعب السعودية والآسيوية. وتبقى إشارة إلى أن العطاء الفني داخل الملاعب للفريق بأكمله لا يبلغ ذروته إلا وسط بيئة عمل صحية وفنية منضبطة وإدارية مبرمجة تشكل منظومة عمل متناغمة تتوفر فيها كل عوامل التحفيز الذي يقود للعطاء والنجاح. وتبقى إشارة أخيرة إلى أن نور سيراقب فريقه الجديد خلال الجولتين الباقيتين من دوري زين وكله أمل أن يتجاوزالنصر 46 نقطة مساء اليوم بالرياض الفريق الأهلاوي 42 نقطة لتأكيد المركز الرابع المؤهل للمربع السعودي الآسيوي، وخسارة النصر ستؤجل مصير الرابع إلى الجولة الأخيرة.