النصر يراهن على نفسه
تلاشت عبارات المديح التي أسبغت على أداء فريق النصر هذا الموسم وحل بديلا عنها الاستغراب من الانحدار الذي أصاب الفريق في وقت يفترض فيه مضاعفة الجهد من اللاعبين لبلوغ مركز متقدم في دوري زين يؤهل للمشاركة في (الآسيوية). لكن حالة فقدان التوازن التي عصفت بالفريق عقب خسارته نهائي كأس ولي العهد بضربات الترجيح أمام الهلال وهو الذي رشح للفوز قياساً على عطاءاته السابقة خلفت على ما يبدو ألماً نفسياً كان من تداعياته الخروج من المسابقة العربية والعجزعن الفوز في لقاءات دوري زين التالية والاكتفاء بالتعادل مع فرق دونه فنياً مثل الوحدة ونجران. ومع الضربات الفنية الأخيرة إلا أن هدفه في بلوغ مركز يؤهله للمشاركة في الموسم القاري الآسيوي المقبل لازال قائماً رغم التهديد الجدي من الفريق الأهلاوي الذي يطمح هو الآخر أن يكون آسيوياً في الموسم المقبل على حساب النصر. والنصرالواقع خامسا في سلم الترتيب بنقاطه الأربعين متأخرا عن منافسه الأهلي على المربع الآسيوي بنقطتين يواجه تحديد مصيره بنفسه وقدرته في الحسم لاسيما وأنه سيقابل الأهلي في الجولة 25 التي ربما على ضوء نتيجتها يتحدد صاحب المركز الرابع. وهذا يعني أن النصر يراهن على نفسه وليس في حاجة إلى خدمة الفرق الأخرى متى ما توفر العزم والجدية لدى لاعبيه في إنهاء ما تبقى من الموسم بفوز يعزز تطلعاته في بلوغ هدفه الآسيوي وهو أقل ما يمكن اعتباره مرضياً لجماهير العالمي. وقد يكون وضع النصر أفضل في سباقه مع الأهلي على المربع الآسيوي فيما لو كسب احتجاجه على نجران (المقال كتب قبل البت في الاحتجاج). وعلى فرضية قبول الاحتجاج فإن نجران الذي تعادل مع النصر سيعتبر خاسرا بثلاثية مما يعني انضمام نقطتين إلى رصيد النصر ليرتفع إلى 42 نقطة متساويا مع الأهلي مع أفضلية لقاء مؤجل مع هجر سيلعبه مساء بعد غد السبت. يبقى القول إن مستوى النصر لا يبعث على الاطمئنان لدى جماهيره، ولقاء مساء السبت في الهفوف مع هجر هو بمثابة المؤشر الذي سيفصح عن قدرة العالمي في ترتيب أوراقه من جديد والعودة إلى الانتصارات في وقت لا يقبل غير الانتصارات. وجماهير العالمي التي لاح لها هذا الموسم أن فريقها يقترب من العودة لفرض نفسه على خريطة المنافسات عادت المخاوف تنتابها من جديد بعد نتائجه المتواضعة الأخيرة خشية من أن الدوامة (الموسمية) قد عادت وضربت مفاصل الفريق وأفقدته توازنه وبات أضعف من أن يراهن عليه في حسم اللقاءات كما كان في المواسم السابقة. ومهمة النصر في الهفوف أمام هجر ليست سهلة فهو سيقابل فريقاً حماسيا أحرج في لقائه الأخير متصدر الدوري فريق الفتح وقدم عرضاً جيدا هو الأفضل له في الموسم والصراع سيبلغ مداه الحماسي بين طامح في مركز متقدم وآخر يسعى للهرب من شبح الهبوط. والانتفاضة الفنية الهجراوية وإن جاءت متأخرة إلا أنها أعطت مؤشراً على بارقة أمل لدى جماهير شيخ الإحساء بالبقاء في الدوري، ومن المؤكد أن الفريق سيرمي بكل ثقله مساء السبت لكسب النتيجة ولا خيار آخر أمامه غير الكسب للهرب من شبح الهبوط القريب منه للدرجة الأولى. وتبقى إشارة حول مفاوضات النصر مع لاعبه شايع شراحيلي الذي رفض التجديد لفريقه بأربعة ملايين لمدة ثلاث سنوات إلا بشروطه ـ المبالغ فيها ـ وتلويحه بإغراءات أفضل تلقاها من نادي الهلال. وحتى لا تكون إدارة النصر في موقف ضعيف في مفاوضات أخرى مع لاعبين آخرين يفترض بها التمسك بعرضها الذي يفوق رقمه المالي إمكانات اللاعب العادية وترك الخيار له إذا أراد المغادرة فقد يكون نصيبه كرسي الاحتياط مثل غيره إن ذهب للهلال لوجود لاعبين أفضل منه بكثير في مركزي المحور والظهير الأيمن.