الاتحاد عاد رغم الرباعية الهلالية
لم يكن الاتحاد سيئا ليستحق الرباعية الهلالية، وظهر بمستوى مغاير لما كان عليه في الجولات الماضية، وأبدى مقاومة وحماسا جيدين في مواجهة قوة الهلال الذي كان الأفضل نسبيا طيلة شوطي المباراة، التي انتهت مثيرة في الأداء والنتيجة بأربعة أهداف مقابل اثنين. والظهوراللافت للعميد مساء أول أمس الجمعة على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض بعد مستويات هزيلة يدفع إلى القول إن الاتحاد عاد فنيا ومعنويا رغم الرباعية الهلالية، ويبدو أن إعلان عودة الرجل المتمرس والطبيب الروحي للاتحاد منصور البلوي كانت أشبه بالوقود المعنوي للاعبي العميد. وأحداث اللقاء رغم تواضع الحضور الجماهيري وخاصة للهلال صاحب الأرض إلا أن المستوى الفني للفريقين كان مثيرا وعدد الأهداف، وقدم الفريقان لقاءً ذكر بالقوة التي كانت طابع أدائهما في اللقاءات المحلية قبل موسمين. والهلال الرابح قبض ثمن الجولة 23 بثلاث نقاط وتأكيد تفوقه بإلحاقه الهزيمة الثانية بالاتحاد في دوري زين، لكنه من جانب آخر قدم فحصا فنيا للعميد مفاده أن لاخلل في مستوى اللاعبين وقد يكون الخلل في مكان آخر. والأرجح أن الخلل في بيئة منظومة العمل، وبمجرد سماع إعلان عودة البلوي للكيان الاتحادي الكبير هبت رياح معنوية جعلت المنديالي يظهر أمام الزعيم القوي بمستوى وروح جيدة، وعدد أهداف اللقاء البالغة ستة يؤكد حجم الجهد البدني والفني الذي بذل من الفريقين. وتميزت الجولة 23 بممارسة الفرق الأدنى فنيا شراسة قوية أمام فرق تفوقها وزنا وجماهيرية، فالأهلي خسر على أرضه من الرائد بهدفين لهدف، وكانت الهزيمة ضربة قوية لطموحه في التأهل للآسيوية للموسم القاري الثالث على التوالي خاصة أن التنافس محتدم بينه وبين النصر لنفس الهدف. ولم تمض 24 ساعة على الحزن الأهلاوي حتى جاء نجران بفرملته للنصرالجامح هو الآخر لـ(الآسيوية) بالتعادل الإيجابي بهدف، وكما لو كان يقول للأهلي لا تحزن وقد تعطل منافسك على المقعد الآسيوي بالتعادل ليبقى الصراع الغامض على المركز الرابع غامضا بين العالمي والملكي. والفريق الثالث الذي عانى من شراسة ما دونه فنيا وجماهيريا فريق الاتفاق الذي صعق من الشعلة على أرضه بهدفين لهدف، وخسارة فارس الدهناء في حكم المفاجأة غير المحسوبة، كما أن الفوز رفع من سقف طموح الشعلة إلى حد ما في المنافسة مع الرائد ونجران على الترتيب الثامن المؤهل لكأس الملك. وبمقاييس الربح والخسارة في الجولة 23 ولم يتبق على نهاية دوري زين سوى ثلاث جولات يجوز القول إن الشباب الرابح الأكبر بفوزه على التعاون بهدفين لهدف وتأمين ترتيبه في الدوري بالمركز الثالث، إن لم يكن حجزه فعليا لتباعد المسافة النقطية بينه وأقرب منافسيه إلى خمس نقاط وهما النصر والأهلي أكبر الخاسرين في الجولة، وقد أطفأ تعثرهما الإشارة الخضراء للمركز الثالث ولامناص إلا التنافس على الرابع. يبقى القول إن ملامح الترتيب من الأول حتى الأخير بدت واضحة باستثناء التنافس على الرابع بين النصر والأهلي، والثاني عشر بين التعاون وهجر وأحدهما سيرافق الوحدة إلى دوري ركاء. والمقال كتب قبل لقاء الفتح وهجر مساء أمس في ديربي الأحساء ونتيجة هامة للفريقين، للأول تأكيد صدارته المطلقة وإبقاء فارق سبع نقاط مع وصيفه الهلال وللثاني الهروب من شبح الهبوط.