2013-03-05 | 07:54 مقالات

(الصفعة الثالثة) ترحل النصر للخامس

مشاركة الخبر      

كنت أشرت في مقال الأحد الفائت إلى أنه إذا لعب لاعبو النصر بملعب الشرائع أمام الوحدة وفي عقولهم أن الفوز في متناولهم وهم يقابلون فريقاً هابطاً إلى الدرجة الأولى سيعودون للرياض كما عادوا من الكويت وربما بالأخطاء نفسها. لقد عادوا إلى الرياض بأقل الغنائم وهو تعادل عادل للفريقين قياساً على أحداث اللقاء لكنه تعادل بمثابة صفعة فنية لطموح النصر في سعيه لتثبيت مشاركته في (الآسيوية) التي كانت قبل لقاء الوحدة في حكم قبضته إلى حد مريح وباتت في مهب الريح وتتطلب من الفريق وجهازه الإداري والفني بذل جهود جبارة لمعالجة أوضاع الفريق خلال الأيام التي تسبق لقاء الشباب بعد غد الخميس. والأخطاء تتكرر من مدافعه محمد عيد، وهذه المرارة بمشاركة مع الحارس عبد الله العنزي وكل اللاعبين خاصة في الشوط الثاني الذي ظهر فيه اللاعبون وكأنهم يلعبون مع بعضهم للمرة الأولى وربما من أثر تداعيات الصفعتين الفنيتين القريبتين من الهلال في نهائي كأس ولي العهد والثانية من العربي الكويتي الذي أخرج النصر من (العربية) وجاءت الصفعة الفنية الثالثة على التوالي من الوحدة لترحل النصر إلى المركز الخامس. والملاحظ أن متاعب النصر الأخيرة مصدرها الخط الأخير، فكلما زادت صفحة حارس النصر عبد الله العنزي بياضاً بتألقه في نظر الجماهير والنقاد ونادى من نادى بضمه للمنتخب الأول تأتي أخطاء العنزي الفادحة والمؤثرة لتقول على مهلكم فحارسكم لم يصل بعد إلى حد النضج الفني ليبلغ حراسة المنتخب. وخروج النصر متعادلا أمام الوحدة على ملعب الشرائع مساء أول أمس كان لخطأ من الحارس لسوء توقيت خروجه لاصطياد هجمة وحداوية مرتدة بسبب سوء التمرير أيضا من المحترف المصري حسني عبد ربه وجاء الهدف بمساهمة كبيرة من الحارس يشاركه فيه المدافع محمد عيد الذي هو الآخر لم يحسن تشتيت الكرة التي كانت في متناول قدميه وهي أخطاء معتادة ومتكررة من عيد. وخسارة النصر بالتعادل وزحف نقاطه إلى 38 كلفته نقطتين هامتين بالتراجع إلى الترتيب الخامس وقوض التعادل من طموحه وهدفه في بلوغ (الآسيوية) بعد فوز الأهلي الكبير برباعية على الاتفاق وصعود نقاطه إلى 39 وبات عليه في اللقاءات القادمة تعويض ما خسره لاستعادة مركزه الرابع إن هو كسب الشباب ثالث الدوري بـ 43 نقطة في اللقاء المقبل في الجولة 22 وكسب الأهلي في لقاء لاحق. والفاصل بين تحقيق الهدف من عدمه ما تبقى من لقاءات في دوري زين ويقع على الجهازين الإداري والفني العمل على ذلك وعدم المراهنة على المباراة المؤجلة مع هجر على أنها في موازين مكاسبه المنتظرة. يبقى القول إن هدف بلوغ (الآسيوية) كما أعلنه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في وقت سابق وجدده مدرب الفريق كارينيو في مؤتمره الصحفي عقب لقاء الوحدة ووضوح الهدف على هذا النحو القريب من الواقعية والتحقيق يتطلب عملا جادا ولا هدف يتحقق بلا عمل. ووضع النصر الأخير ليس طبيعياً على الإطلاق، ففريق يفشل في مسابقتين محلية وإقليمية ويفشل أيضا في المحافظة على خطه الصاعد في دوري زين في مرحلة مؤثرة وأمام فريق يقبع في مؤخرة الترتيب لابد وأن هناك أسبابا وراء إرباك منظومته الفنية وهز انضباطيته التي أشاد بها كل النقاد. والأمر يتطلب معالجة الأسباب بحكمة الطبيب القادرعلى تشخيصها والحكي في النتائح يفتح باباً مشرعاً للتفاصيل دون الوصول إلى حقيقة الموقف والجماهير التي صفقت لأداء جميل زرع الكثير من التفاؤل بعودة فريق كبير إلى الواجهة الرياضية من جديد بعد معاناة طويلة تستحق أن تعلن من أجلها حالة النفير في كامل المنظومة النصراوية لمعالجة الوضع وعودة الفريق إلى جني النتائج الإيجابية مستوى ونتيجة.