(لا) بصمات لريكارد
ذكرت في مقال الأحد الماضي وهذا المقال كتب قبل لقاء السعودية واليمن الذي جرى مساء أمس أن جماهير الأخضر السعودي تنتظر في أولى مواجهاته مع المنتخب العراقي في خليجي 21 المقامة في البحرين تنتظر بصمات المدرب الهولندي ريكارد بعد أن أمضى 15 شهرا في تدريب الأخضر دون نجاح. وكان الجواب عند نجوم المنتخب العراقي ومدربهم حكيم شاكر الذي كان حكيماً في التعامل مع المباراة ونجح في كسب اللقاء بهدفين دون مقابل في إجابة واضحة من أرض الملعب أن ريكارد لابصمات ولاجديد لديه وثبت أنه يفتقد الحكمة الفنية خاصة وأن المنتخب العراقي لعب بتحفظ دفاعي في الشوط الثاني. ويؤكد غياب الحكمة الفنية لدى مدرب منتخبنا تلك التشكيلة التي لعب بها في خط الوسط تحديدا فلا يوجد بين اللاعبين الأربعة وهم سعود كريري ومعتز الموسى وفهد المولد وسالم الدوسري من تتوفر فيه مقومات صانع الألعاب ولا باني الهجمات وتلك صفة موجودة في كل من تيسير الجاسم ويحيى الشهري وأحمد عطيف. وباختصار هذا هو ريكارد منذ أن شاهدناه مدربا للمنتخب السعودي خلال 15 شهرا مضت بدءا مع عمان وتالياً مع أستراليا وبقية اللقاءات الودية لا جديد على أدائه ولا أمل في فهمه لإمكانات اللاعبين ولن يتغير ويزداد ذكاؤه وخبرته لو بقي مع منتخبنا ضعف المدة التي قضاها. لقد وضعت خطط أوعلى الأصح اجتهادات والأكثر دقة في الوصف تخبطات ريكارد منتخبنا في مأزق خاصة وأن طريقة المسابقة القصيرة من دور واحد تعسر على الخاسر التعويض وفرضت الخسارة على الأخضر انتظار نتائج العراق مع الكويت والعراق مع اليمن لعلها تخدمه ليفوز بإحدى البطاقتين مرورا إلى دور الأربعة في حالة فوزه أيضا على اليمن والكويت. صحيح في كرة القدم الخسارة واردة وهي الخسارة الأولى ومجال التعويض ربما يكون متاحاً لكن أن تخسر وأنت سبب الخسارة فتلك كارثة يتحملها ريكارد وحده فهو الذي احتفظ بأمهر اللاعبين في صناعة اللعب خارج التشكيلة الأساسية وهو الذي سحب فهد المولد أفضل لاعب في المباراة في وقت المنتخب بأمس الحاجة لجهوده. وأنا هنا لا أحمل المهاجمين ناصر الشمراني الذي اجتهد ولا ياسر الذي بدا وكأنه شبه متفرج مسؤولية سلبيتهما فلا امدادات جيدة من الوسط ولا الكرات الطولية ذات فائدة وهي التي تنتهي عند رؤوس العراقيين والمسؤولية بشكل عام تقع على سوء التصرف الفني للمدرب رغم وجود حلول لديه على دكة الاحتياط. وإن كان هناك من شيء فني ما يمكن أن يدرج في الفائدة المكتسبة من ريكارد كمدرب ولاعب هولندي سابق تعود على لعب الكرة بصلابة إضافة لمنتخبنا وهي إضافة سلبية بالطبع ما لوحظ على أداء اللاعبين في الالتحام العنيف بالخصم والثمن كان عدة أخطاء على لاعبي الأخضر استفاد المنتخب العراقي منها بتسجيل هدفين من كرتين ثابتتين بمساهمة مباشرة وغير مباشرة من قلبي الدفاع المولد والهوساوي. يبقى القول إن من يراهن على ريكارد بعد هذه المدة الطويلة مع المنتخب كمن يراهن على أرنب في مضمار سباق للخيول، فالمدرب الذكي المهاري فنياً تتضح بصماته على أي فريق يدربه خلال فترة وجيزة يستطيع خلالها إعادة صياغة الفريق فنياً واستثمار كامل وأفضل مراكز القوة فيه وفي حالة ريكارد لاشيء من ذلك حصل. وكلام رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد لـ (الدوري والكأس) بعد مباراة السعودية والعراق من أنه هو من يتحمل مسؤولية الخسارة وراض عن أداء ريكارد ومسيرته مع المنتخب سنتعامل معه كجماهير رياضية ونقاد على أنه كلام مسؤول بصفته يتطلب منه الوضع قول مثل هذه الكلمات الدبلوماسية. وإذا كان الخبير الكروي عيد راضياً فعلا عن ريكارد وليس في مخططه الصبر عليه لحين انتهاء البطولة الخليجية أو خلالها فإن خطباً مماثلا وأكثر قسوة على الجماهير السعودية ينتظرها في تصفيات بطولة أمم آسيا.