يوم الخميس الأبيض
أظهر الرئيس المنتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم (saff) أحمد عيد كفاءة عالية في إدارة حملته الانتخابية وقادته الى بلوغ كرسي الرئاسة بقوة تأثيره على الناخبين الـ 62 الذين أدلوا بأصواتهم بغياب ناخب واحد، ورأوا فيه أنه رجل المرحلة والقادر على إدارة اتحاد القدم بموضوعية وعقلية خبيرة. ونجح عيد رغم افتقاده إلى مساندة إعلامية توازي في قوتها ذلك الإسناد الإعلامي الملحوظ وبعضه آحادي وعلى المكشوف وقف مع منافسه خالد المعمرمما يؤكد عجز إعلام(المشجعين) المندفع لاعتبارات الميول الرياضية لدعم المعمر في التأثيرعلى قناعة الناخبين. وتاريخ أول رئيس ديمقراطي سعودي كروي لاعبا وإداريا كاف لتصنيفه ضمن أعلام الكرة السعودية، وصدق الصندوق الانتخابي على فوزه بتاريخ 20-12-2012 في يوم خميس يمكن تسميته بيوم الخميس الأبيض وسط شفافية ناصعة البياض، وفي بث مباشر على الهواء نقل كامل التفاصيل قاطعا الطريق على هواة التشكيك. واللافت الطريف أثناء عملية الاقتراع أن أحد المراقبين الأجانب للانتخابات ويبدوأنه من (فيفا) التقطته الكاميرا وهو نائم على كرسيه وربما أنه مرهق أو أنه اطمأن على سلامة الاقتراع وشفافيته وسمح لنفسه بالنوم -على طريقة أنام قرير العين - مقتنعا بنزاهة سيرالعملية الانتخابية. ومعلوم أن نتيجة الاقتراع انتهت بفوزعيد في الجولة الثانية بـ 32 صوتا مقابل 30 لمنافسه المعمر بعد أن انتهى الفرز الأول بنتيجة 32 مقابل 29 لصالح عيد وآلية الاقتراع حددت حصول المرشح على ثلثي الأصوات، وإن لم يحصل عليها يعاد التصويت وتطبق قاعدة النصف +1 لحسم منصب الرئيس وهو ماحصل. يبقى القول إن عيد فاز من خلال الصندوق والأعين شاهدة على التصويت والفرز على الهواء بكل تفاصيله، وكان أول المباركين له منافسه خالد المعمر في مشهد رياضي رائع يعكس الروح العالية الرياضية لدى المعمر الذي أظهر فارق الصوتين أنه منافس قوي. والرئيس المنتخب أحمد عيد وقد اعتلى كرسي (saff)، وقد كتبت وكتب غيري الكثير عن أوجاع منظومة كرة القدم السعودية يواجه مهمة هو أدرى بها من غيره كونه كان رئيسا مؤقتا للاتحاد السعودي لكرة القدم ويعلم الكثير من التفاصيل والمتاعب وأسبابها. وخير بداية للعمل لتأسيس انطلاقة قوية تمكن الرئيس من تحقيق ماوعد به في برنامجه الانتخابي أن تكون البداية بترتيب منظومة كرة القدم في كل مفاصل (saff) بعلاج أسباب المتاعب إما بالجراحة أو بالبتر إذا تطلبت الضرورة العملية ذلك. والمثل الشعبي يقول (من جرب المجرب حلت به الندامة)، وهذا يعني أنه لايمكن التغلب على المشاكل المستعصية مع بقاء من تسبب فيها، وتكرار العمل بمثل هذه الأدوات حتما سيقود إلى النتيجة نفسها التي خلفت المتاعب والانحدار للكرة السعودية والتأزيم في الوسط الرياضي. وتبقى إشارة حول شريحة من أنصار المرشحين الذين لم يحذوا حذو المعمر الحضاري في روحه الرياضية العالية، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تبادل كلمات لا تخلو من السخرية من أنصار الرابح والخاسر، وتناطح من هذا النوع يصنف على أنه يتعارض مع أدبيات الوعي الديمقراطي، ويفترض وقد حكم الصندوق التسليم بنتيجته الحتمية. عقدة الفتح تخيف الهلال وتبقى إشارة أخيرة خارج الموضوع والمقال كتب قبل لقاء الكلاسيكو الكبير الذي جمع الأهلي بالنصرأمس السبت في دور الثمانية في مكه ضمن مسابقة كأس ولي العهد، والفائز منهما بات طريقه إلى النهائي شبه مؤكد. ومساء اليوم ضمن المسابقة نفسها الجماهير الرياضية تترقب الإثارة غير العادية في لقاء يمكن اعتباره كلاسيكو جديداً في الكرة السعودية يجمع الفتح متصدر الدوري مع وصيفه الهلال، وتكمن الإثارة في الانقلاب الذي أحدثه فريق الفتح في التخصص في هزيمة الكبار، وتحديدا الهلال الذي تغلب عليه في دوري زين ذهابا وإيابا. والفتح وهو يقابل الهلال للمرة الثالثة هذا الموسم وقد أعد عدته الفنية والجماهيرية على أرضه في الهفوف، ويسعى لتأكيد تفوقه وتخصصه أيضا بإخراج الهلال من المسابقة وإيقاف صداقته معها على مدى خمسة مواسم متتالية. وعقدة الفتح تخيف الهلال وجماهيره من أن يتسبب في فك ارتباطه بعلاقته مع كأس ولي العهد، لاسيما أن الفائز من الفريقين في لقاء الليلة سيجد نفسه في النهائي لامحالة كونه سيقابل الوحدة أو الفيصلي في نصف النهائي وهما أخف من أن يصمدا أمام قوة الفتح أوالهلال.