عيد والمعمر وأمانة الناخبين
قال تعالى:(إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً) ـ صدق الله العظيم. يصوت الناخبون السعوديون الكرويون الأعضاء في الجمعية العامة بعد غد الخميس على اختيار رئيس لاتحاد كرة القدم في تجربة انتخابية كروية هي الأولى من نوعها في البلاد لاختيار الرئيس، وسبق وقت الاقتراع حملة انتخابية نفذها المرشحان لكرسي القدم أحمد عيد وخالد المعمر بعد أن كان الوضع السابق يتم بانتخاب نصف الأعضاء وتغطية نصف المقاعد الأخرى بالتعيين. وعلى فرضية أن أحد المرشحين الاثنين استعان بالشركة التي نفذت حملة الرئيس الأمريكي أوباما وأوصلته للبيت الأبيض في محاولة من أي من المرشحين للوصول إلى كرسي اتحاد القدم فإن عملها وعمل غيرها من الشركات المتخصصة في الحملات الانتخابية أيضا سيكون في حكم المجهود شبه الضائع. فالموضوع ليس موضوع إقناع شريحة واسعة من الرأي العام ببرنامج المرشح حتى يمكن القول إن الحملات الانتخابية سيكون لها التأثير المستهدف على الناخبين في دعم حظوظ المرشح. واقتراع الخميس (التاريخي) وعدد ناخبيه 63 ناخباً ـ فقط ـ يمثلون الأندية الرياضية والحكام واللاعبين واللجنة الأولمبية السعودية هم في الأصل غالبيتهم العظمى بلغ عضوية الجمعية العامة بالترشيح من جهاتهم وبعضهم بتأثير سلطة المركز الوظيفي كما هو الحال لعمر المهنا رئيس لجنة الحكام ونائبه إبراهيم العمر. وهذا يعني أن الـ(63) ناخباً في حكم المعينين ولنقل مجازا إنهم منتخبون وأصواتهم ستحدد الرئيس المقبل لاتحاد الكرة وهم الذين لم يعبروا معركة انتخابية أوصلتهم لكرسي العضوية بفعل قوة خلفيتهم الرياضية وتأهيلهم العلمي والفكري حتى يمكن القول إن اقتراع الخميس سيكون ديمقراطياً شكلا ومضمونا في اختيار الأكفأ. وأنا على يقين ولن أقول كل واحد من الـ(63) ولكن سأقول الغالبية العظمى قد تلقوا التعليمات ممن رشحهم للجمعية بإعطاء الصوت لمرشح مفضل ليس من بين معايير التفضيل الأصلح وإنما الأصلح لمصالحهم مما يعني أن عضو الجمعية هو أشبه بموظف عند من رشحه. كما أن الأندية دخلت اللعبة بشروط ومقايضة تشبه الابتزاز للمرشح بفرض أسماء عليه في أمانة الاتحاد كاسم الأمين مقابل صوتها وصوت أتباعها وأتباع التابعين لأتباعها كونها صاحبة القرار في تحديد المرشح وليس الناخب الذي يفترض أن يصوت بقناعة شخصية من واقع تحليله لشخصية وكفاءة وبرنامج المرشح دون أي اعتبار للأوصياء أو الميول. ولأن التكتلات بلغت مرحلة من الاصطفاف فإن أحمد عيد وخالد المعمر يراهنان على الاختراقات في اللحظات الأخيرة للفوز بالكرسي، ولن أزيد أكثر ولدي المزيد عن الأجواء والتحركات التي تسبق الاقتراع حتى لا يفهم من المقال أنه فيه إشارات لصالح مرشح دون الآخر وقد أوردت اسم عيد أولاً كونه الرئيس الحالي المؤقت للاتحاد بالإضافة إلى أنه أكبر سناً من المعمر. يبقى القول إن عيد والمعمر أمام أمانة الناخبين الذين يؤمل منهم أنهم في مستوى فكري وثقافي في اختيار القوي الأمين والعمل المطلوب ممن سيجلس على الكرسي تعرفه الجماهير جيدا، وتترقب أن يكون النشاط والحماس والعمل على الكرسي بالقدر نفسه أثناء مغازلته خلال الحملة الانتخابية. وما قيل في برنامج عيد والمعمر من خطط بعضها مطلوب تحويله إلى أفعال جادة في التطوير، وبعضها يحمل صيغة المبالغة المفرطة كوعد أحدهم ببناء ملاعب جديدة ونحن نقول له على الأقل حسّن بيئة الملاعب الحالية قبل التفكير في إضافة ملاعب تحتاج إلى اعتمادات مالية كبيرة جدا دونها تصلب وزارة المالية. ولعل شعار الرئيس المنتخب فيما يتعلق بالإجراءات وفوضى اللجان والتحكيم التي هي أغلب ما سبب الصداع والاحتقان للرياضيين أن يطبق النظام ولا يراعي خواطر أية إنسان، وبالعدل تستقيم الأمور. وتبقى إشارة إلى أن آلية الاقتراع ستتم بترشيح رئيس الاتحاد أولاً، وإذا لم يحصل على ثلثي عدد الأصوات سيعاد التصويت وستطبق قاعدة النصف +1 لحسم منصب الرئيس بعدها انتخاب 17 عضواً في مجلس اتحاد القدم من أصل 40 متقدماً، وبارك الله في كل من يعمل بإخلاص لخدمة الرياضة السعودية.