يقولون النصرتطور..وأنا أقول
هيبة النصر بتاريخه العريق واسمه العالمي بدأت تعود هذا الموسم قياسا على النتائج والمستويات الجيدة التي قدمها، مما يؤشر إلى أن عصرا مشرقا جديدا لعميد أندية آسيا العالمية قد بدأ بإعادة إنتاج تاريخه المجيد الحافل بالإنجازات والعابر للقارات. ولامجال للجدل حول أهمية الكيان الأصفر الكبير، فهوأحد أضلاع الكرة السعودية الهامة، وعلو شأنه الكروي أو تراجعه تزامن طرديا مع أداء الكرة السعودية بشكل عام والوقائع على أرض الواقع تؤكد ذلك، وهذا لايعني التقليل من أهمية الآخرين إطلاقا، لكن الخلل الذي هز أحد الأضلاع الهامه أثر على توازن البقية وحدث الخلل. والنصر في هذه المرحلة من تاريخه يتجه إلى التشكل في محاولة لإعادة صلابته المعروفة عنه في الملاعب الكروية، وقد خطا هذا الموسم خطوات إيجابية في الطريق إلى بلوغ مراحل أعلى تعيد التذكير بشخصيته الفنية المميزة والمخيفة للآخرين التي كانت معروفة عنه. والذين يقولون النصر تطوروبكروا في التبشير بعودة فارس من فرسان الكرة السعودية قياسا على الأداء الجيد الذي قدمه نجومه هذا الموسم على أرض الملاعب هو قول صحيح تدعمه المؤشرات الفنية والرقمية، ولكن بمقاييس التطور أقول رأيا شاملا وهو ما سيجيب على عنوان المقال(يقولون النصرتطور.. وأنا أقول). وسأبدأ أولا بعرض ملخص يدعم كلامي التالي، ففي الأسواق المالية لايمكن القول عن أداء شركة في البورصة إنه جيد قياسا على سعر سهمها في السوق قبل إخضاعها للتحليل المالي الذي هو الأهم لتحيد جاذبيتها الاستثمارية ونمو نشاطاتها وصلابة مركزها المالي دون النظر للتحليل الفني الذي يحكمه سلوك السهم في السوق. والأداء المتطورالذي قدمه النصر يندرج تحت بند (التحليل الفني) مؤقتا حتى يثبت العكس، والخشية عند جماهير النصر أن يكون صعود مستوى فريقها أشبه بسهم مضاربة سرعان ما يعود متراجعا لافتقاده إلى قوى الدعم الأساسية وهي صلابة منظومته الإدارية والمالية، وإنه أضعف بمنظومته الفنية لوحدها من كسر نقاط مقاومة قادمة في مشواره في (السوق الكروي). إذاً التطور الفعال والقادر على الاستمرار يتوقف على تطور المنظومة الكروية بشكل شامل، وأي خلل في أي من أركانها سيحدث خللا في أجزائها الأخرى يعطل عملية النمو، وأول مؤشرات القياس في الملاعب الكروية على التطور في الأداء والجاذبية يمكن ملاحظته على مؤشر سلوك جماهيرالعالمي التي لازال تفاؤلها محفوفاً بالحذر والخوف على فريقها ولم تصل بعد إلى الثقة الكاملة بتجاوزه متاعبه الماضية، بدليل إنها لم تظهر بعد بكثافتها المعروفة في المدرجات. كما أن كلام رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي حسب وسائل الإعلام التي نقلت عنه قوله (إن هناك من أعضاء النصر من يفرح لهزيمته) كلام سلبي عن المحيط العام النصراوي وفيه من التشويش ما قد يهز تفاؤل الجماهير المنتشية بالمستوى المتطور لفريقها، وربما قوله صحيح وربما أنه يهدف لاستدرار عطف الجماهير نحوه وهو الذي لم يحقق تطلعاتها بعد. يبقى القول إن عودة مؤشر ثقة الجماهير القوية بفريقها إلى ماكانت عليه بامتلاء المدرجات الصفراء يعني الثقة في الأداء الفني والإداري، وإن المنظومة النصراوية بدأت في سلوك الطريق الذي يقود للنجاح. وقد لايكون ذلك أمراً واقعاً إلا إذا لمست الجماهير عمليا وليس كلاميا التكاتف الشرفي لا التناحر ونشر الغسيل في وسائل الإعلام، وإن الأعمال الإدارية والمالية والفنية تم ضبطها ومكننتها على أساس علمي وفي أجواء صحية لايسمع فيها عن تأخر مستحقات ولارواتب ولاعن التعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين دون تطلعات الجماهير. وعندما تبلغ المنظومة النصراوية ذلك الحد الممنهج من العمل الاحترافي المترابط يجوز القول إن النصر أسس لقواعد صلبة يسيرعليها في طريق ممهدة لامطبات ولا اعوجاجات خطرة فيها تعيق مسيرته.