الظاهرة السوداء في رياضتنا
قضية شغلت وصعقت الوسط الرياضي قبل موسمين وهي اتهام بالرشوة من نادي نجران للاعبه تركي الثقفي بلعبه دور الوسيط لعملية رشوة حارس فريق نجران في لقاء الفريق آخر الموسم قبل الماضي أمام فريق الوحدة والذي انتهى بخماسية وحداوية. وبلوغ النتيجة هذا الحد من الأهداف عزز رواية الرشوة وإقالة رئيس نجران مصلح آل مسلم وتالياً رئيس الوحدة جمال التونسي في ذلك الوقت يؤشر إلى أن ثمة (معالجة خاصة تمت لإطفاء الموضوع). وموضوع مقالي اليوم ليس فتحاً لموضوع قديم حفظ أو عولج درءاً لفضائح الرشاوى التي يتم التعامل معها في الاتحادات الرياضية الأوروبية على وجه التحديد بكل صرامة لا مجاملة فيها لأحد مهما كانت الأسماء وكبر حجم الأندية المتورطة. لكن أن تعود قضية أخرى إلى السطح مجدداً وبزخم إعلامي يفوق السابقة كبوادر ظاهرة سوداء في رياضتنا والمتهم فيها رئيس ناد كبير بإنجازاته استنادا إلى رواية صحفية للاعب من أندية المؤخرة في دوري زين نشرت في الزميلة صحيفة (سبق) وأحدثت صدمة للوسط الرياضي وتداعياتها تتفاعل وتناقلتها وسائل الإعلام. وأمر خطير وخطير جدا كهذا يبلغ حد العار الأسود، ولم يبلغ حد الظاهرة بعد وإنما بوادر لظهورها يتم تداوله يتطلب التحري الجدي والتحقيق لتبيان الحقيقة للرأي العام وإنزال أشد العقوبات لمن تثبت إدانته سواء كان راوي القصة الصحفية إذا ثبت كذبه أو رئيس النادي المتهم إذا توفرت ضده عناصر الجريمة. وخروج رئيس نادي الشباب خالد البلطان فضائياً والذي يبدو أنه ضاق ذرعاً مما أثير حوله تلميحاً بوقوعه في دائرة الشبهات ومحاولته نفي ما أشيع عنه واعتبار حشره في موضوع هو بريء منه حسب قوله ما هو إلا نوع من أنواع الابتزاز قول غير كاف ما لم تظهر الحقيقة. على أية حال أنا لا يعنيني كلام البلطان الفضائي للدفاع عن نفسه وله الحق في ذلك لدرء الشبهات عنه ولا رواية اللاعب صدقها أم كذبها بقدر ما يعنيني ويعني الوسط الرياضي الحقيقة ولا غير الحقيقة وقد باتت قصة الاتهام بالرشوة مشاعة. فالموضوع بات حديث الكثيرين في الأواسط الرياضية إعلاميا واجتماعيا ونحن كما يعلم الجميع في عصر الشاشة الكونية والإبطاء في الشروع في التحقيقات يعني استمرار القيل والقال وما يخلفه من سحابة سوداء على سمعة الكرة السعودية التي يكفيها اهتزاز مفاصلها فنياً لتأتي مايقال عن الرشوة ليهز قيمها الأخلاقية. يبقى القول إن تصحيح المسار للرياضة بمفهومها الشامل ليس بنتائج على الملاعب الخضراء وحسب وإنما بعمل هيكلي متكامل يؤسس لبيئة رياضية صحية مبنية على قواعد وأسس متينة تقود إلى طريق الصلاح فنيا وإداريا وأخلاقيا والأخير ركيزة هامة في استقامة العمل ونجاحه وإبقائه نظيفاً ورادعاً لمن تسول له نفسه الخروج على قيمنا الإسلامية أولا والرياضية ثانيا. ومن أراد الفلاح والنجاح فليجعل من الآية القرآنية الكريمة (إن خير من استأجرت القوي الأمين) القاعدة والفيصل في خيارات صاحب القرار بالتعيين وللناخب في اختيار مرشحه ودون ذلك من أدوات التقييم والفحص الدنيوية لا ترقى إلى هذه المنزلة في الوصف الوظيفي فالآية الكريمة تجمع بين القوة التي تشمل العلم والفن والصحة والأمين المؤتمن على أمانة العمل. وتطبيق القوانين والأنظمة على الجميع هو بمثابة العصا السحرية لفرض واقع وسلوك جديدين، وهو مطلب كل رياضي ينشد النزاهة في قوله وعمله، فقد وحان وقت العمل في بيئة صحية لا مكان فيها للأمراض (القذرة) وأشدها سواداً داء الرشوة التي تسيء لقيمنا ومنظومتنا الرياضية.