2012-12-02 | 07:14 مقالات

3منتخبات و3 بطولات

مشاركة الخبر      

لاشيء في كرتنا السعودية يمكن القول عنه بالتعبير الشعبي (تمام التمام)، ومن يقول إن كل شيء تمام التمام لابد أن في عقله شيء من غير التمام، ويحتاج إلى (فرمتة) بحذف البرنامج المقلد من رأسه واستبداله بنسخة أصلية إن قبل (رأسه) التعرف عليها، وهذا يتوقف على سلامة (الهارد ديسك). وإليكم سيداتي وسادتي بعض الملاحظات عن المنتخب السعودي الذي هو واجهة الكرة السعوية، والذي يفترض أن يكون كذلك، لكن القائمين عليه لايريدونه أن يكون كذلك، ويريدون تجزئته إلى ثلاثة منتخبات يشارك في ثلاث بطولات مقبلة. ولنبدأ ببطولة غرب آسيا التي ستنطلق في الثامن من ديسمبر الجاري وتستضيفها الكويت، وشكل لهذه البطولة منتخب بقيادة المدرب الوطني خالد القروني ليس فيه سوى أسامة هوساوي وأحمد الفريدي من النجوم والبقية غالبيتهم من احتياطي الأندية واثنان منهم يقال إنهما (محترفان) في الخارج. ولا أعتقد أن القروني (الموظف) راض عن هؤلاء اللاعبين الذين جمعهم أو جمعوا له للمشاركة في بطولة غرب آسيا، ولا أعتقد أيضا أن منتخبا بهذه التشكيلة قادر على المنافسة وأغلب المنتخبات ستشارك بالصف الأول بما فيها الكويت بطل النسخة الماضية عام 2010 التي أقيمت في الأردن. وبتاريخ الخامس من يناير المقبل تنطلق دورة الخليج في العاصمة البحرينية المنامة وبمنتخب جديد –كالعاد- يسمى رديف أيضا بقيادة الهولندي ريكارد الذي منذ أن قدم لتدريب الأخضر وهو يقوده إلى مؤشر سلبي أحمر، ولعله في بطولة الخليج يرتد إلى مؤشر أخضر يصعد بأداء المنتخب لعبا ونتيجة. وفي الخامس من فبراير المقبل تنطلق البطولة الأهم لأمم آسيا، ولا أحد يستطيع أن يعرف الآلية التي سيتم بها اختيار النجوم لمسابقة تعتبر المحك الحقيقي للنجاح أو الفشل للقائمين على المنتخب بمن فيهم ريكارد بتشكيلاته المحيرة. وهذا يعني أننا أمام ثلاثة استحقاقات كروية ولازلنا في مرحلة التخبط في تحديد تشكيلة مثالية منسجمة للمنتخب تضم أفضل نجوم الدوري السعودي في كافة المراكز، والقول إن لكل بطولة منتخب قول لايستقيم مع بناء منتخب متجانس يراهن عليه في إعادة أمجاد الكرة السعودية التي أضعفها سوء التدبير المحيط بكرة القدم السعودية في منظومتها الفنية والإدارية. يبقى القول ومنتخب القروني بعد إعلان تشكيلته واستعداده لمعسكر الدمام للانطلاق منه إلى الكويت لمواجهة فرق مجموعته التي تضم إيران والبحرين واليمن قد قضي أمره ولاقبل له بتركيبته الفنية من اللاعبين بالمنافسة وسيشارك لمجرد المشاركة هكذا يبدو من سوء الاختيار. واللافت في هذه التشكيلة التي سميت بالمنتخب الرديف هو ضم هوساوي والفريدي وهما ألمع نجمين كل في مركزه في ملاعبنا، مما يدفع إلى التساؤل عن أسباب حجب بقية النجوم عن منتخب القروني. ولأن في الوقت بقية لتدارك الوضع لتفعيل مفاصل المنتخب الأول قبل بطولة آسيا، فإن الضروة الفنية تتطلب مشاركة المنتخب الأول بكامل عناصره من النجوم اللامعين اسما وفنا في بطولة الخليج. واستمرار التخبط في التشكيلات نتائجه معروفة ولابد من الثبات لإحداث أكبر قدر من الانسجام الفني بين اللاعبين، وستكون هذه البطولة خير إعداد جدي، وإن حققها الأخضرفهو خير على خير لتحفيز اللاعبين معنويا وشحذ همهم في البطولة الآسيوية. الأهلي عاد أخضرا وتبقى إشارة خارج الموضوع حول اللقاء الجماهيري الكبير الذي جمع الاتحاد بالأهلي، وانتهى بثلاثية أعادت الأهلي أخضرا إلى منطقة التوازن بعد أربعة لقاءات محلية عصيبة خسرها على التوالي.. لو استمرت لكانت تمثل خطراً حقيقيا على عملية البناء الفني الناجحة في العامين الماضيين. وكان الأهلي في حاجة إلى نصر على فريق كبير للاستيقاظ من كبوته.. وأي فريق، إنه نصرعلى المنافس بعد مراحل عصيبة. ونصر من هذا النوع المفعم بالمعنويات سيساعد على تطبيب الجروح السابقة، ويسهل من عملية إخراج الفريق من دوامته وسيعزز مسيرته في الدوري نقطيا ومعنويا. ويبقى على الاتحاديين التعامل مع ظروفهم المالية الصعبة التي هزت أركان منظومته الإدارية والفنية بجدية الحريصين على الكيان الكبير والنظر بعين فاحصة لمستقبل فريقهم وضبط منظومته الإدارية والفنية، للحيلولة دون مؤشرات تهدد الفريق بالتفكك بعيدا عن المزايدات والإسقاطات على الآخرين.