الأهلي فعال لمايريد
بعد انسحاب عضو الشرف النصراوي الداعم من موضوع اللاعب الهلالي أحمد الفريدي ومشكلة تمويل صفقة انتقاله للاتحاد ورغبة اللاعب في عدم الاستمرار في فريقه، باتت الأنظار متجهة إلى النادي الأهلي القادر على حسم الصفقة والتوقيع مع اللاعب بعد نجاحه في التوقيع بكل هدوء مع قائد المنتخب السعودي المدافع أسامة هوساوي. ومن هنا يمكن القول إن صانع الألعاب الهلالي أحمد الفريدي سيرتدي الشعار الأهلاوي جنبا إلى جنب مع اللاعب هوساوي لتكتمل العلامة الفنية الكاملة لأهلي جدة في حسن اختياره للاعبين المحليين المؤثرين بدعم دفاعه بلاعب مميز وخبير وتنشيط وسطه بلاعب مهاري في وزن الفريدي. وانضمام هوساوي وانتظار الفريدي فيما لو نجح الأهلي بضمه في الفترة الشتوية يعد مكسبا كبيرا للقلعة الخضراء الذي درج في السنتين الأخيرتين على تغطية مراكزه بلاعبين جيدين بالإضافة إلى مقدرته على إنتاج النجوم الواعدة ودعم صفوفه كما هو الحال مع لاعبه الصاعد مصطفى بصاص. والفرق بين النادي الأهلي والأندية الأخرى أنه يعرف ماذا يريد ويسعى إلى تحقيق مايريد ولايعد جماهيره بشيء هو فوق المستطاع، وإن كانت الشواهد الجديدة تقول إنه إذا أراد استطاع أن يصل إلى مايريد، يعني أنه فعال لما يريد لاجتماع القدرة المالية والإدارية والفنية التي تخدم منظومته الفنية. هكذا أسست منظومة الأهلي الفنية الحديثة على أسس من المعرفة المسبقة باحتياجات الفريق لا على اجتهادات تقوم على تجميع لاعبين مغمورين نسمع بهم عند تسجيلهم فقط ولا نعرف عنهم شيئا إلى بعد المخالصة المالية معهم، وهنا الفرق في الفكر بين من يهدر المال على (النطيحة والمتردية) وبين من يوظف المال لخدمة فريقه. وكنت في مقال سابق قد ذكرت أن الفريق الأهلاوي وصيف بطل القارة الآسيوية من أسرع الفرق نموا في العالم، فخلال عامين فقط وكان قبلها في أسوأ حالته نجح في تحقيق وصافة الدوري السعودي وتحقيق كأس الملك للأبطال مرتين. وقفزإلى ماهو أبعد ببلوغه نهائي القارة الآسيوية، وأستطيع القول الآن بعد صفقة المدافع أسامة هوساوي إنه أيضا الأشطر من بين كل الأندية السعودية في تحديد احتياجاته من النجوم، بدءا من أولى صفقاته الناجحة مع تيسير الجاسم وصولا إلى هوساوي، وقد تكون الصفقة القادمة مع النجم أحمد الفريدي. كما أن هناك ميزة مهمة في الأهلي تضاف إلى الأسرع والأشطر، وهي إنه الأميز بين الأندية السعودية بوجود مرجعية عليا لها ثقلها ممثلة في الأمير خالد بن عبد الله، وشخصية رياضية مثل الأمير خالد بخبرته الرياضية المتراكمة نجحت في فرض النظام والاستقرار في بيئة العمل ومنع الفوضى الشرفية على وجه التحديد هو ما تعاني منه الكثير من الأندية وسبب من أسباب متاعبها. يبقى القول إنه في عصر الاحتراف متى ماتوفر المال وحضر الفكر الإداري والفني أمكن بناء فريق متكامل على أسس علمية فنية تؤتي بنتائج سريعة، فلا مجال في عصر الاحتراف للقول إن الفريق يحتاج إلى سنوات من البناء ليشتد عوده وتتناغم خطوطه ليأتي الحصاد المنتظر وقد لايأتي، وللأندية الأخرى في الأهلي أسوة حسنة.