استجماع قوة وتأكيد انطلاقة وصدارة
لقاءان على درجة من الأهمية يجمعان الاتفاق مع النصر في الدمام مساء السبت، والفتح مع الاتحاد في الهفوف فهما بالنسبة للنصر والاتحاد استجماع قوة، وللاتفاق تأكيد انطلاقة، وللفتح استعادة صدارة. ففي الدمام يواجه النصر صاحب الأرض الاتفاق الجاهز للدفاع عن اسمه وغسل ما لحق به من بقع سوداء على خلفية خروجه من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وهو الذي كان المرشح الأول لنيل كأسها غير أنه في لحظات الحسم اهتز مستواه ودفع الثمن خروجاً من المسابقة. وأمام فارس الدهناء فرصة سانحة لتأكيد انطلاقته المحلية بعد أن أعلن عن شهيتة المفتوحة لالتهام الكبار كما فعل مع الشباب بثلاثية ويأمل ذلك على حساب النصر الذي هو الآخر سيستجمع قواه لتجاوز الاتفاق والعودة للرياض بالثلاث نقاط. والنصر في حاجة لإثبات أنه ليس وجبة شهية كالشباب وهو في حالة من المحاولة لإيصال رسالة إيجابية لجماهيره التي لم يعد لديها ما تراهن عليه نتيجة اضطراب مستوى الفريق وصعوبة بناء معطيات تؤشر إلى الاطمئنان على أنه قادر على المنافسة هذا الموسم. وأكثر الجماهير النصراوية تفاؤلاً تتطلع أن يكون فريقها ضمن الثلاثة الأوائل بنهاية الموسم لتتاح له فرصة المشاركة في دوري أبطال آسيا دون المرور بالملحق الآسيوي هو مصير الفريق الذي سيقع رابعا في الدوري. مع ملاحظه أن الترتيب النهائي لدوري زين للأربعة الأوائل قد يتعرض لإعادة الترتيب من جديد ويحدد ذلك الفائز ببطولة كأس الملك للأبطال خاصة عند يبرز بطل قادم من أندية الوسط أو دون ذلك يفرض نفسه على خريطة المسابقة الآسيوية ويرحل ثاني الدوري إلى الثالث في المشاركة. والاتفاق الذي انتفض بعد سقوطه الآسيوي عاقد العزم على مواصلة مشواره في جمع النقاط لكن لقاءه مع النصر في الدمام لن يكون سهلا لالتقاء هدف الفريقين في تحسين صورتهما أمام جماهيرهما لإنهاء الدور الأول من الدوري في مراكز متقدمة تدعم مسيرتهما الصعبة في دوري طويل يحتاج إلى مجهود جبار للمنافسة على المراكز الأولى. ويشترك الاتحاد مع النصر في الهدف المزدوج وهو تحسين الصورة وعدم التفريط في النقاط كما فرطا من قبل ومهمة الاتحاد في الهفوف أكثر صعوبة من مهمة النصر في الدمام ليس تقليلا من أهمية الاتفاق لكن الصعوبة تكمن في أن الاتحاد بمستواه غير المطمئن هذا الموسم يواجه فريق الفتح الجامح نحو استعادة الصدارة من الهلال الذي يتساوى معه في النقاط ويتقدم الهلال بفارق الأهداف. والفريق الاتحادي سيوجه فريقا منسجما متكامل الصفوف، لم يذق طعم الهزيمة بعد وسيحاول الفريق الفتحاوي رفع رصيده النقطي على حساب ضيفة الاتحادي وكذلك الاحتفاظ بتميزه دون الفرق الأخرى التي تلقت هزائم في مسيرتها في دوري زين. يبقى القول إن عودة الأصفرين من المنطقة الشرقية بلا نقاط ستكون ضربة موجعة تزيد من هشاشتهما الفنية التي ظهرا بها هذا الموسم منذرة بصواعق غضب جماهيري أكثر حدة مما سبق خاصة وأن كلا الجمهورين ينظران إلى إدارتي نادييهما نظرة يغلب عليها عدم الثقة وتتحملان تبعات الإخفاقات المتكررة. وتكاد تكون ظروف الفريقين متشابهة إداريا وفنيا، فكلاهما وقعا في مآزق في التعاقدات مع لاعبين أجانب فالنصر فشل في اختيار الأرجنتيني مانسو وتخالص معه، والاتحاد عانى من تمرد لاعبه البرازيلي سوزا. من هنا يجوز القول إن الفريقين في مهمة صعبة وتدرك إدارتهما على وجه التحديد أن الفوز هو أشبه بالملاذ الواقي مؤقتاً من الغضب الجماهيري الذي بات صديقاً لجماهير النصر، ويقترب كثيرا أن يكون كذلك لجماهير الاتحاد.