شخصية النصرلم تتبلور بعد
تنبىء المؤشرات الفنية لمستوى أداء النصر في دوري زين الذي قارب على دخول قسمه الثاني وهي مدة كافية لفحصه فنيا.. تنبيء بأنه لازال يقع في محيط منطقة هشة فنيا تدفع إلى عدم اليقين من المتابعين بالحالة الفنية التي سيكون عليها في اللقاءات التالية. بمعنى أن شخصية النصر الفنية لم تتبلوربعد، وتحتاج إلى مزيد من الجهد الفعال الذي يقود إلى الوصول بالفريق إلى درجة من التناغم الفني في جميع خطوطه تعزز مقدرته الفنية على تطويع الملعب لصالحه وسط بيئة عمل تكاملية فنيا وإداريا. والملاحظ على أداء الفريق عموما أنه في حاجة إلى الانسجام الفني التفاعلي وإن بقي على وضعه كما لوحظ مما مضى من لقاءات.. ففي ذلك مؤشر سلبي يوحي إلى رجحان كفة استنزاف النقاط على جمعها. صحيح أن أداء النصر هذا الموسم أفضل من ذي قبل كما توضح مؤشراته الرقمية خلال الجولات الماضية، فقد لعب عشر مباريات فاز في خمس وتعادل في اثنتين وخسر ثلاثاً وسجل 17 هدفا وعليه 11 هدفا وجمع 17 نقطة وضعته في الترتيب الرابع في سلم الدوري، وتلك حصيلة مقبولة بمقاييس التطورالتدريجي وإن كان بطيئا. والأرقام تشير إلى أن خطوط الفريق على درجة معقولة من الأداء وتواضع الحصيلة التهديفية رغم وجود مهاجمين جيدين يعود إلى افتقاد الفريق إلى دقة الإمدادات من خط الوسط وهي مشكلة قائمة في النصر منذ اعتزال النجمين الكبيرين يوسف خميس وفهد الهريفي. وحتى يبلغ أداء النصر حدا معقولا من القناعة الفنية تبعث شيئا من الاطمئنان لجماهيره تأتي أولوية الدعم الفني بتعزيز(مفاتيح الفوز) المتمثلة في خط وسطه كأولوية أولى ملحة بصانع ألعاب من فئة خمس نجوم (حقيقية) في الفترة الشتوية يتم اختياره بواسطة فنيين لا سماسرة عقود لاعبين. والمؤكد أن سد العجز الفني في منطقة الوسط مع وجود النجم حسني عبد ربه الذي يتميز بقدرات كثيرة وسط الميدان منها المناورة وتغييرمسارات اللعب والتهديف والتسجيل من كور ثابتة مع بقية النجوم كفيل بفعالية غير عادية تخدم المهاجمين في مهمتهم التهديفية بوجود الثنائي الهجومي الخطر محمد السهلاوي ويوفي. وبالنظر للخريطة النصراوية في الملعب قد يجد المدرب في النجم خالد الغامدي مشروع صانع ألعاب لامتلاكه صفات إضافية إلى جانب إجادته لمهمته كظهير أيمن دفاعا وهجوما بتوفر مقومات صانع الألعاب فيه من حيث المهارة والسرعة والمراوغة وإيجاده التمرير في مناطق صعبة بالإضافة إلى حضوره الذهني والبدني الجيد في اللقاءات. وقد يكون الغامدي متى ما منح فرصة كافية هو صانع الألعاب المنتظر في النصر، ولامشكلة ستواجه الفريق في الجهة الدفاعية اليمنى لوجود شايع شراحيلي الذي هو في الأساس لاعب مدافع. يبقى القول ومقالي اليوم عن النصر داخل الملعب بعيدا عن أجوائه الأخرى التي تناولتها في مقالات عدة(....) ولعل متاعبه الإدارية والمالية دخلت حيز المعالجة الجدية لينعكس الأثر الإيجابي في معالجتها على المنظومة الفنية التي لن يستقيم أمرها إلا في أجواء صحية. ويتطلع محبو العالمي إلى نهاية سعيدة لأوجاع ناديهم المزمنة الإدارية والفنية، ليكون مع انطلاقة الدور الثاني من دوري زين القريبة قد تهيأت له مناخات جيدة تدفعه لانطلاقة صلبة للحاق بالمنافسين على الصدارة، وقد اقترب منهم بجمعه 17 نقطة بفارق ست نقاط عن المتصدرين نقطيا الهلال والفتح.