جدة ستحتفل بأصفرها أو أخضرها
الإخضرار هو لون الطبيعة الجميلة التي تسر الناظرين، والإصفرار هو لون الزهور التي تزيد الطبيعة الخضراء جمالاً على جمالها، وكلا اللونين غداً حاضرين في ملعب الأمير عبد الله الفيصل في لقاء الإياب بين الأهلي والاتحاد والمدرجات سيغلب عليها اللون الأخضر بحكم أن اللقاء على ملعب الأخضر الأهلاوي. وجدة بعد نهاية مباراة مساء الغد حتماً ستحتفل بأخضرها أو أصفرها ولون الاحتفال ستحدده المواجهة الحاسمة بين قطبيها في إياب الديربي السعودي الآسيوي في نصف النهائي وأمام عملاقي جدة خطوة واحدة لبلوغ أي منهما نهائي بطولة أبطال آسيا. والنهائي على موعد مع ضيفين الأول جديد يبلغه لأول مرة في تاريخه وهو الأهلي الذي شق طريقه عابرا المراحل باقتدار وصولاً إلى دور الأربعة ليصطدم بمنافسه التقليدي الاتحاد في الذهاب الذي خفض حظوظ منافسه ورفع من مكاسبه بفوزه بهدف ليضعه أمام اختبار القوة والحسم في الإياب. والاتحاد الضيف المعتاد رؤيته في الملاعب الآسيوية فاعلاً لا مشاركاً يختلف عن غيره من الأندية الطامحة والحالمة أيضا في تسجيل حدث تاريخي فهو سجل لنفسه ما يريد والتاريخ وثق إنجازاته على المستوى المحلي والقاري والعالمي. فقد بلغ النهائي الآسيوي ثلاث مرات منها اثنتان عامي 2004 و2005 توج خلالها بطلا لآسيا وممثلا لها في المونديال العالمي للأندية أبطال القارات وفي عام 2007 وضع بوهانج ستيلرز الكوري حدا للملك الآسيوي كما تطلق عليه جماهيره بهزيمته بهدفين لهدف. ومنذ عام 2007 بقي الاتحاد في عداد المشاركين وتعذر عليه الذهاب إلى أبعد من دور الأربعة وغدا الأربعاء في لقائه مع منافسه التقليدي تدق له أجراس النهائي الآسيوي مجددا والأبواب مشرعة له مدعومة بمكاسب الذهاب لإعادة ذكرياته مع النهائيات الآسيوية. وعلى الأرجح وبنسبة كبيرة جدا سيكون خصمه في الاختبار الكبير على عبوره القارة إلى العالمية للمرة الثالثة في تاريخه فريق أولسان الكوري المتأهب للتعامل معه كما تعامل مع فريق محلي من قبل. لكن الاتحاد ليس من تهتز مفاصله في المحافل الآسيوية وسيوظف خبرته لتحقيق هدفه وليس بينه وبين النهائي غير الأهلي الذي هو الآخر أعد عدته بألا يسمح للاتحاد بأن يكون جسراً له للعبور للنهائي وأن الميزة التي حققها الاتحاد في الذهاب بهدف (غير شرعي) لملامسة الكرة يد نايف هزازي لن تتكرر والمباراة ستدار بعيون يابانية مشهود لها بالدقة في احتساب الأخطاء داخل منطقة الـ18. ومباراة الغد الجماهيرية والحاسمة ستكون مقيدة فنياً، وهي لعبة مدربين أكثر من هي ركض لاعبين داخل الملعب وقياساً على الحركة الفنية من خلال اللقاءات السابقة للفريقين في دوري المجموعات وما تلاه فإن الإسباني راؤول كانيدا المدرب الاتحادي أكثر مكراً من منافسة المدرب التشيكي الأهلاوي جاروليم. يبقى القول إن لقاء جدة الكروي الآسيوي في حد ذاته حدث تاريخي كروي يحدث لأول مرة بأن يلتقي فريقان سعوديان في نصف نهائي آسيوي كبير أحدهما سيحمل مشعلاً معه للنهائي يعيد الأضواء من جديد للكرة السعودية التي غابت عن المنصات الآسيوية في السنوات الأخيرة على مستوى الأندية والمنتخب الأول. ونأمل من الأهلي والاتحاد إن بلغ أحدهما النهائي أن يحافظ على بقاء الشعلة مضيئة والعبور بها إلى المحفل الكبير لمونديال الأندية العالمية لتجديد ذكريات الكرة السعودية عام 2000 مع النصر العالمي وعامي 2004 و2005 مع الاتحاد المونديالي، وقد يكون الأهلي العالمي المنتظر إن نجح في إبقاء خصمه الاتحاد في جدة والطيران ببطاقة التأهل المؤهلة لبطولة آسيا والعالمية.