أجراس (الآسيوي) تدق للاتحاد
سقط الأهلي في اختبار الشوط الأول (ذهاب) في نصف نهائي البطولة الآسيوية للأبطال مساء الإثنين على أرض ملعب الاتحاد وكنت أظنه لا يسقط قياساً على تفوقه فنياً على منافسه العنيد المتمرس في الملاعب الآسيوية في ديربي سعودي آسيوي انتهى بهدف عزز حظوظ الاتحاد في لقاء الإياب يوم الأربعاء المقبل ورغم الهزيمة ـ غير المتوقعة ـ التي سبقتها ترشيحات مالت للأخضر الأهلاوي إلا أن الحسم مازال في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة رغم أن أجراس النهائي الآسيوي بدأت تدق للاتحاد وأمام الأهلي الفرصة لتصحيح وضعه في الشوط الثاني في لقاء الإياب الحاسم على أرض ملعبه. واللقاء بشكل عام لم يرقَ إلى المستوى الذي يمكن المراهنة على أحدهما الذي سيبلغ النهائي أنه قادر على إقناع جماهير القارة بأنه هو من سيحسم اللقاء النهائي الآسيوي وما ميز التقاء المتنافسين إلا تلك الروح الرياضية الأخوية بين اللاعبين. ونتيجة اللقاء رغم أنها غير مطمئنة للفريق الفائز في الإياب إلا أن فيها منافع كثيرة في جميع حالات التعادل على الأقل للفريق الاتحادي ولم يبق عليه غير المحافظة على مكاسب الذهاب التي آلت لصالحه بهدفه الوحيد وهو كفيل بتقوية موقفه المعنوي في لقاء الإياب مع الأهلي. ويجوز القول إن باب النهائي أصبح مشرعاً أمام الاتحاد ولن يغلقه سوى الفوز الأهلاوي بفارق هدفين وهو في مقدور الأهلي فعله متى ما حافظ على مرماه من هدف اتحادي يعقد المهمة أمامه ويحمله وهناً على وهن يتعذر معه التعويض. والفريق الأهلاوي يبدو أنه تعرض لهيبة الموقف كأول تجربة له في نصف النهائي الآسيوي وهو الفريق الذي مالت معظم الترشيحات لصالحه كونه أشد عودا من الاتحاد من الناحية الفنية لكنه واجه الفريق المتمرس في مثل هذه المواجهات التي تقود إلى النهائي. والأهلي قادر على استثمار الإياب وسط دعم جماهيره التي ستحضر بكثافة للقيام بالدعم المعنوي وهو الذي فعلته جماهير الاتحاد وكانت بمثابة المحرك القوي للاعبين خاصة في الشوط الثاني ومعلوم أن اتفاقاً أبرم بين الفريقين يعطي صاحب الأرض 80% من الملعب. لقد كان ديربي آسيا كبيرا في هيبته بقدر حجم الفريقين الكبيرين والحضور الجماهيري، وكبير أيضا في تعاملات اللاعبين مع بعضهم البعض رغم حساسية اللقاء والتنافس التقليدي العريق بين الفريقين فقد لاحظ الجميع الروح الرياضية بين اللاعبين والإسعافات المتبادلة عند تعرض أي لاعب منهما للإصابة وتلك هي الروح التي نأمل أن تعم ملاعبنا. ولم يحدث ما يعكر صفو اللقاء غير الأخطاء التحكيمية المؤثرة في النتيجة بتجاهل الحكم القطري عبد الله البلوشي لضربة جزاء للفريق الأهلاوي مع بداية الشوط الأول لاعتراض المدافع الاتحادي هزازي للكرة بيده وشكوك حول هدف شقيقه نايف هزازي بعد أن سهل بيده سقوط الكرة بالقرب من قدمه وتمكن من تسجيل هدف اللقاء الوحيد. وعلى الرغم من ذلك حافظ اللاعبون على توازنهم وخاصة لاعبي الأهلي الذين هم من وقع عليهم ضرر الأخطاء التحكيمية، ويبدو أن التحضير الإداري كان جيدا والفني دون ذلك من المدرب الأهلاوي التشيكي كاريل جاروليم وهو يشاهد سلبية مهاجميه من بداية المباراة، وأنهما في وضع لا يعين الفريق وظل محتفظاً بهما. يبقى القول وصخب اللقاء وأحداثه والجدل حوله سيبقى إلى يوم الميعاد بالحسم مساء 31 أكتوبر الجاري فإما استثمار اتحادي لمكاسب الذهاب ودعمها أو على الأقل المحافظة عليها وانتفاضة أهلاوية تطيح بكل فرص الاتحاد القائمة للتأهل لاسيما وأن التنافس التاريخي بينهما يفرض مسؤولية كبيرة تجاه جماهيرهما التي ترفض أن يبقى فريقها في جدة متفرجاً وجسراً لمنافسه للنهائي.