إفلاس في الأفعال وثراء في الأقوال
ما يدعو للغرابة من سلوك الإدارة النصراوية المتكرر بلا جدوى أنها بعد كل هزيمة مؤثرة جماهريا تتصرف وكأن الهزائم في عهدها جديدة على الفريق، فتارة تلغي عقود المدربين وتارة أخرى تعتذر عن الهزائم وتعد الجماهير بتصحيح الأوضاع وكل ما تقولة لا اثر له على ارض الواقع مما يعني افلاس في الافعال وثراء في الاقوال. ورئيس النصر الأمير فيصل بن تركي الذي بشر مع بداية الموسم بنصر مختلف وتعاقدات من فئة (خمس نجوم) سارت أموره كالعادة الموسمية بلا جديد وهو الذي راهن على أن يصنع مجدا جديدا للفريق ولم يحدث حتى الآن ولن يحدث مادام أن مؤشرات سلوكه تشير إلى أنه يريد مجدا شخصيا انفراديا لا شريك له فيه كما لوكان لايعرف أن العصر الاحترافي لايؤمن إلا بالاحتراف والتخصص والعمل الجماعي المنظم. وإذا كان لأي سبب من الأسباب لا يلتقي الجمع النصراوي لتدارس الأوضاع وبقي الرئيس فيصل عازلاً نفسه أو معزولاً وليس على إحاطة كاملة بكل الوصفات العلاجية .. وهنا ما على الرئيس لاختصار الوقت إلا أن يكتب فقط في محرك البحث جوجل (معاناة النصر) و(جوجل) في الخدمة.. وإن كنت لا تدري اسأل جوجل يدري لك. ولقاء الجمعة الماضي المثير بأحداثه التحكيمية الدراماتيكية توفرت كل فرص الفوز للنصر لكن الشباب رفض أن يستسلم لظروفه البالغة الصعوبة وكسب اللقاء بهزيمة النصر بهدفين مقابل هدف وهكذا تفعل الفرق الكبيرة وتتغلب على الظروف متى ما توفرت لها الأجواء الإدارية والفنية الصحية وبقي النصر أسيرا لأمراضه المزمنة وعاجزا عن الفوز بعد طرد لاعبين شبابيين واحتساب ضربة جزاء هي الأخرى لم تستثمر من النصر. ونتيجة اللقاء والسيطرة بلا تركيز للاعبي العالمي في الملعب وسط ظروف مساعدة على الفوز تجدد التأكيد أن النصر مستمر في معاناته حتى يتهيأ له من محبيه الطبيب المداوي... وعلة الفريق بعد كل تجارب التغييرعلى ما يبدو أنها تدور حول معالجة أوضاعه النفسية والمالية وعلاج الأخيرة كفيل بانتعاش الأولى وإعادة الروح وثبات المفاصل وتركيز العقول وانقشاع دوامة الهم والغم من رؤوس اللاعبين والجهاز الفني. يبقى القول إن الكلام عن متاعب النصر بات مكررا ولا جديد وسأنهي بالتعليق على الأحداث التحكيمية ومقالي الخميس الماضي المعنون بـ (العمري يسخن الشباب والنصر) تنبأ بشيء سيئ سيحدث من الحكم عبد الرحمن العمري وقد حدث. وبالمختصر المعبر عن أحداث اللقاء إن الحكم العمري سواها والنصر ضيعها وفرط في استغلال الأجواء (العمرية) المساعدة على فوز مريح توفرت كل أسبابه للشبابيين لتبرير الخسارة لو حدثت وهي لم تحدث لأن النصر مازال يسبح في محيط من الدوامة المزمنة. الشباب هذه المرة هو ضحية الحكم العمري الذي كان مفضلاً لأنصاره قبل تلك المباراة، فقد طرد منه لاعبين واحتسب عليه ضربة جزاء، والطردان وضربة الجزاء كفيلة بذهاب النتيجة للمستفيد والمستفيد هو النصر الذي لا يستفيد من أخطائه الإدارية والفنية وظروف الغير. ففي الموسم الماضي جار الحكم العمري على النصر في لقائه مع الشباب وساهم في فوزه وأراد على ما يبدو أن يكفر عن خطاياه بالتعويض لكن نجوم الشباب صمدوا ومدافع النصر محمد عيد منع التعادل لفريقه بإضاعته لضربة الجزاء المشكوك في صحتها فاستحق النصر الهزيمة والندم على الفرص الضائعة الكفيلة بفوز تاريخي. وبعد أحداث مباراة الملز بين الشباب والنصر ببطاقاتها الصفراء والحمراء كمثال بارز للعيان والتي كادت أن تخرج عن السيطرة لولا حسن تصرف لاعبي الفريقين في تهدئة من فقد أعصابه حري برئيس لجنة الحكام عمر المهنا باتخاذ موقف صارم بإبعاد كل عناصر التأزيم من حكامه العابسين والمتعسفين ومثيري الجماهير واللاعبين وهو ما ناديت به في أكثر من مقال. وتبقى إشارة إلى أن أي معالجة من غير حزم تجاه حكام الأخطاء (الفادحة) معناه أن الفوضى ستصنع الفوضى واستمرار الغضب يرفع الاحتقان الذي قد يقود إلى ما هو أخطر والخوف من فلتان أعصاب يقود إلى كوارث بسبب سوء التحكيم.