صلي (الملف الأسود) في النصر
الأمير فيصل بن تركي رئيس مجلس إدارة نادي النصر حسب ما تناقلته وسائل الإعلام سدد مبلغ 20 مليون ريال من إجمالي ديون النصر المتراكمة من الموسم الماضي وقبله وهو الرقم الذي التزم بتسديده أمام أعضاء الشرف النصراويين من إجمالي الدين المقدر بحوالي 33 مليوناً. وهذا يعني أن الأمير فيصل التزم بالرقم الأكبر وأوفى به مما يدفع إلى القول إن طي (الملف الأسود) للديون في النصر دخل مرحلة جدية ويتبقى الرقم الأصغر والبالغ حوالي 13 مليون ريال في انتظار الأعضاء في تغطيته لإغلاق ملف مزعج طالت آثاره السلبية جميع مفاصل العمل في النادي وكان له تأثيره السلبي على نتائج الموسم الماضي وما قبله. وتضافر الجميع نحو إغلاق ملف الديون تماما يعني أن ثمة جدية نحو الكيان النصراوي بدفع وتعزيز مسيرته الإيجابية في هذا الموسم للمضي قدما في موسم سلس مريح ماليا وفنيا خاليا من أية ضغوط مالية تربك العمل الإداري والفني على حد سواء. وبلوغ النادي مرحلة التخلص من الديون يعنى أن الأوضاع المالية في النادي ستكون تحت السيطرة التنظيمية نحو مرحلة البرمجة المنظمة وعنوانها العمل الممنهج الذي يقود إلى النجاح المميز وبلوغ هذا الحد من التنظيم من المؤكد انعكاسه إيجابياً على كامل مفاصل العمل بما فيها الانضباط الفني للفريق. يبقى القول إن التخلص من الديون وهو نجاح كبير لإدارة الأمير فيصل بن تركي لتحقيق نجاح آخر ببرمجة العمل المالي والإداري في النادي على أساس علمي يمكن كامل منظومة العمل الإداري والفني من العمل بارتياح دون ضغوط على الجهازين الإداري والفني. وتبقى إشارة إلى أن بيئة العمل وما تشمله من تخطيط وتنظيم ولوائح وبنية تحتية وعدالة أيضا تحكم العاملين ما لهم وما عليهم هي من صنع القائمين على النادي الذين يقع على عاتقهم توفير بيئة منتجة وجاذبة ومحفزة على العطاء ومتى ما توفرت عوامل النجاح تحققت المكاسب. وتبقى إشارة أخيرة أنه على الرغم من الهزيمتين اللتين تلقاهما النصر من الاتحاد والهلال إلا أن ذلك لا يمنع من القول إنه في هذا الموسم كان لافتاً في مستواه مما يعطي دلالات على أن الوضع الذي تعيشه المنظومة الإدارية الفنية يؤشر إلى الأفضل وأن ثمة جهد يبذل لمحاصرة السلبيات الإدارية والفنية في أضيق الحدود. وجماهير العالمي التي بدا عليها الرضا في الجولات الأربع سرعان ما عاد القلق ليخيم عليها في الجولة الخامسة من مستوى فريقها الذي ظهر مهزوزاً وتلقى مرماه ثلاثة أهداف هلالية مقابل هدف وهي بلاشك خسارة موجعة وغير متوقعة قياساً على لمعان النصر وتواضع الهلال مع بداية الموسم. ويبدو أن الفريق النصراوي الذي مالت أغلب التوقعات لصالحه قبل اللقاء قد وقع تحت تأثير تخدير الترشيحات ولم يعط المباراة حقها من الاحترام وظهر لاعبوه دون استثناء بمستوى مهزوز ومتواضع وكذلك مدربهم ماتورانا الذي لم يحسن التعامل مع المباراة وأحسنت الإدارة في إلغاء عقده. والدوري مازال في بدايته وفرص التعويض قائمة وتلقي الصدمات في البداية جرس إنذار مبكر لمعالجة الخلل الفني والتنبيه أيضا على قائد الفريق حسين عبد الغني أن يكف عن العصبية الزائدة وأن يتفرغ لتوظيف خبرته لصالح الفريق. والمباراة بشكل عام مالت لصالح الهلال وكسب نتيجتها واللافت فيها بروز نجم اللقاء ياسر الشهراني كلاعب جوكر قادر على اللعب في مركز الظهيرين وصناعة اللعب وسط الميدان، كما أن حارس الهلال عبد الله السديري وفق في صد العديد من المحاولات النصراوية ونجح في إبقاء النتيجة لصالح فريقه لينتهي ديربي العاصمة باستمرار التفوق الهلالي على النصر في السنوات الأخيرة.