هذه المرة النصر يفحص الهلال
العملاقان الجماهيريان النصر والهلال لقاؤهما في ديربي العاصمة الكبير على أي نحو فني يكون لأي منهما سيكون قمة كروية جماهيرية تستحوذ على اهتمامات جميع الرياضيين والأمل أيضا بمشاهدة كثافة جماهيرية في المدرجات تتناسب وشعبية الفريقين الكبيرة. وقمة الرياض هي مركز الثقل في الجولة الخامسة من دوري زين وما عداها من لقاءات في الجولة دون ذلك من الاهتمام الإعلامي والجماهيري وإن جاز القول هذه المرة إن النصر بمستواه المتطور واللافت هو من سيفحص مفاصل الهلال الذي يعاني منذ بداية الدوري تذبذباً في مستواه. والفريقان الكبيران تتجة لهما الأنظار مساء بعد غد السبت على أرض ملعب الملك فهد بالرياض في مباراة جماهيرية منتظرة الفائز فيها سينشرح صدره في مواصلة جمع النقاط والخاسر سيخيم عليه وجماهيره شبح الأحزان واهتزاز المعنويات. واللقاء يمثل للفريقين أهمية خاصة، فالهلال يريد تأكيد أن اهتزاز المستوى ليس من طبعه وفي اللقاءات الكبيرة سيظهر كبيرا كما كان متماسكا فنيا يصعب على الفرق هزيمته وأن الجولة الخامسة وأمام منافسه هي الحكم. والنصر يريد إلحاق الهزيمة الثانية بالهلال بالدوري ودعم سعيه الحثيث لإقناع جماهيره بأنه عائد لا محالة إلى التألق من جديد بعد أن وفرت له إدارته الكثير من أدوات النجاح وأن سنوات الاهتزاز لم تعد أسبابها موجودة وأن هذا الموسم هو المحك الحقيقي لبلوغ نجومه مرحلة النضج الفني وجني البطولات وأنهم قادرون على فرض ميزان القوى لصالحهم مع أي فريق يواجههم. وسيرمي النصر بكل ثقله الفني الساطع هذا الموسم لانتزاع الثلاث نقاط وهو الباحث عن إرضاء جماهيره التي أتعبها الانتظار وأتعبها أيضا هذا الموسم في كثرة ضياع الفرص السهلة أمام المرمى كما حدث في مباراتين متتاليتين مع الاتحاد التي خسرها بهدف وهو الذي كان متسيداً للملعب وأمام التعاون التي كسبها بهدفين لهدف بعد مسلسل من الأهداف المهدرة من لاعبيه. وبتشخيص ملخص لأوضاع الفريقين قبل اللقاء حسب الوضع الراهن يمكن القول إن النصر الأكثر حضورا فنيا ونتائجيا في الجولات الماضية وقدم مستويات جيدة للغاية وجمع سبع نقاط من تعادل وفوزين وخسارة. في حين أن الهلال دخل في الآونة الأخيرة مرحلة المعاناة من جروح الملاعب بجمعه فقط خمس نقاط من أربع مباريات بخسارة وتعادلين وفوز يتيم على نجران وفرط في دقائق المباراة الأخيرة في فوز كان قريبا جدا منه في لقاء الاتفاق. ولقاء النصر والهلال التنافسي المزمن على مدى أكثر من أربعة عقود تتراجع فية الحسابات الفنية ويظهر فيه الحماس ورغبة كل من الفريقين للفوز وجرت العادة أن يقدم الفريقان عرضا فنيا رائعا ونظيفا ونادرا ما يحدث غير ذلك. يبقى القول إن إخضاع اللقاء للعمليات الحسابية الرقمية والرسم الفني في اللقاءات الأربعة الماضية يؤشر إلى أن كفة النصر هي الأرجح لكن مهما كان ميزان القوى الفني يميل لصالح فريق دون آخر إلا أن التاريخ والتنافس التقليدي بين الفريقين يلقى بظلاله على أجواء اللقاء مما يعني صعوبة التكهن بالنتيجة. والمسلم به أن ديربي الرياض الكبير والمثير دائما والمسنود بقاعدة شعبية جماهيرية كبيرة لهما تساهم هي الأخرى في إضفاء المتعة والإثارة على أجواء اللقاء يؤكد أن لقاء العالمي والزعيم له جاذبية خاصة تترقبها الجماهير الرياضية في البلاد وخارجها وتحظى باهتمام جميع وسائل الإعلام بحكم التنافس التاريخي الطويل الملتهب بين الفريقين .